وقلت لها أن أكبر خطأ في الديمقراطية بطريقتكم أنها تساوي بين الناس في الفهم والقدرات والعطاء للجميع مع أن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين ثم جعل لكل واحد موقع في هذه الحياة حسب جده واجتهاده وتعلمه وكفاحه فهل يعقل أن يكون صوتك ياساره في الانتخابات وأنتي قانونية متخرجة من جامعة متقدمة مساوي لصوت أحد الضائعين في الشوارع بلا سكن ولا مأوى بعد أن أهمل نفسه ليتخذ قرار في اختيار رئيس دولة أو حزب أو عضو في كونجرس أو مجلس بلدي بحيث يكون هذا الشخص الذي أختاره مؤثر في قيادة البلد فهل هذا عدل وهل هذا نظام سليم…
وأضفت بأن أول تجربة لي في أميركا عندما وصلتها للدراسة أن صادف وقت أنتخابات وأن الحزبين المتنافسين يتسابقون على ألتقاط البسطاء والمعوزين والضعفاء من الشوارع والأحياء الفقيرة بحافلات ثم يبدأون بتوزيع الطعام وبعض المبالغ المادية لكي يذهبوا ليصوتوا لفلان أو علان فهل هذه هي الانتخابات التي تريدون … ردت قائلة بأنها لأول مرة تسمع بمثل هذا المنطق الذي يدعو للتأمل… قلت هل العالم في ناسا أو الباحث في هارفارد أو الإعلامي القدير في سي أن أن أو الجراح الماهر في جونز هوبكنز أو رجل الأعمال الناجح يعادل في صوته الموظف البسيط أو الفاشل أو الكسول أو الذي لم يقدم لمجتمعه شيء قالت هذه تفرقه… قلت بل هذه عدالة والذي أراه أن يكون هناك لجنة من أعلى سلطة في الدولة مثل المحكمة العليا بحيث يكون للأعلى تميزاً الصوت بخمسة أصوات ثم الذي يليه بأربعة ثم الذي يليه بثلاثة وهكذا حتى تصل للشخص العادي… فقالت مرة أخرى فكرة تستحق التأمل…
طبعاً سمو الأمير تركي كان منهمكاً في حديث مع شخص آخر وبقيت أكرر هذه الفكرة إلى أن قرأت دعوة معالي الأستاذ عبدالرحمن الدهمش رئيس اللجنة العامة للانتخابات بأن المشاركة في الانتخابات مسألة وطنية… وأستغرب أن تقحم الوطنية في موضوع كهذا ذلك أننا نطبق تجربة غربية نتيجة الضغوطات الغربية وطريقتنا في الاختيار المبنية على أهل الحل والعقد والشورى الإسلامية أثبتت كفاءتها دون سلطة المال أو الادلجة… والتجربة السابقة محزنه فقد خرجت من منزلي لكي أرشح المهندس المتميز والإداري الأكاديمي المتمكن والذي أرى أنهم سيخدمون المجلس البلدي ففوجئت أن قائمه معينة اكتسحت الأصوات لأشخاص ليس لهم علاقة بالإدارة والهندسة والشئون البلدية بل لمجرد الادلجة وقوائم التزكية وهذه هي النتيجة مجرد فرقعة كلامية ورغبة في فرض أفكار معينة على حساب المصلحة… ولهذا فأن التنمية المتميزة في بلادنا ليست بحاجة لاستقطاب أفكار غريبة بل علينا استنباط طريقتنا في الاختيار والتعيين وقد رأينا كيف أخرت الادلجة والفكر السياسي بعض أوطاننا العربية وقد سبق وأن بين ذلك سمو النائب الثاني في مقابلته المعروفة لجريدة السياسة الكويتية… لهذا ينبغي أن تبقى لنا خصوصيتنا التي عادت على وطننا ولله الحمد بالأمن والأمان والاستقرار الذي يحسدنا عليه الآخرون أما طهبلة المؤدلجين فستقودنا إلى التشاحن والتأزم وشراء الأصوات والتفرقة بين أفراد المجتمع والتصنيف وهو أمر نشهده أحياناً في الطعن في الأشخاص لمجرد الاختلاف في الرؤية… وما أن يتولى أحدهم في أحدى الدول العربية مسؤولية إلاو حشد أهل الادلجة لنشر الأفكار المريضة داخل المجتمع دون العمل الحقيقي الذي يستفيد منه الناس. وأقول بأن فكرة الانتخابات الغربية ليست بالضرورة هي الوسيلة المثلى لاختيار الأفضل والدليل الانتخابات السابقة وماذا استفدنا من المجالس البلدية المنتخبة السابقة .