[COLOR=blue]ماجد الحربي[/COLOR][/ALIGN]
لا أريد أن أبدأ مقالي بمقدمة تقليدية ، وأقول أن ( الغِنى غِنى النفس ، والقناعة كنزٌ لا يفنى ) من تلك الشعارات والتي نعرف أنها تقال فقط دون أن تطبق على أرض الواقع ، تماماً كما يقول بعض أصحاب المال والأعمال عن المال أنه ” وسَخ دنيا ”
( أجلكم الله ، وهو ليس كذلك أبداً ، بل هو عَصَبََ الحياة وهو وسيلة وليس غاية ! ) على الرغم من لهثهم المتواصل خلفه بالطرق المشروعة أو غيرها ولذلك ينطبق على بعضهم قول الذي ” لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ” حينما قال عليه الصلاة والسلام ( تعِس عبدالدينار ، تعس عبدالدرهم ) بل يجب أن تكون بدايتي تجريدية ( ولا يُهنون أحبابنا من مُحبي الفن التجريدي ) خالية من العواطف في قول ما يجب أن يُقال !
ولذلك وددت أن أتطرق لِفئة من بني جلدتنا يشاركوننا الهم والمصير المُشترك وهم من أصحاب البلايين ممن أنعم الله عليهم من فضله ، ولكن لا نرى أثراً لبعضهم في كِفاية الفقراء وسَدِّ حاجتهم ، وللعلم فقط يُقال أن من لديه ” بليون ريال ، فبإمكانه إنفاق مليون ريال شهرياً لِمدة 83 عاماً ، ويتبقى بعد ذلك معه 4 ملايين ريال ، على ذِمة الزميل الكاتب عبداللطيف المِلحم ، صحيفة اليوم ” !
والبليون في لُغات بعض الدول الأوروبية تعنى مليون مليون 12 صفر ، والمليار يعنى ألف مليون 9 أصفار ، وعلى ذلك تكون مصطلحات الأرقام على النحو التالي :
مليون 6 أصفار ، ومن يملك مليون ، يُسمى ( مليونير )
مليارد 9 أصفار ، ومن يملك مليار ، يُسمى ( ملياردير )
بليون 12صفر ، ومن يملك بليون ، يُسمى ( بليونير )
بليارد 15 صفر ، ومن يملك بليارد ، يُسمى ( بلياردير )
تريليون 18 صفر ، ومن يملك تريليون ، يُسمى ( تريليونير )
تريليارد 21 صفر ، ومن يملك تريليارد ، يُسمى ( تريلياردير )
واليارد ، عادةً يكون في ( مليارد – بليارد – تريليارد ) وهو مُشتق من اللغة الفرنسية ليُعبر عن مُضاعفات الألف بعد المليون ، وفي بعض الدول الأوربية لا يستخدمون كلمة مليار كبلغاريا ورومانيا واليونان وتركيا وغيرها .
ولا أعلم فيما أعلم أن أحد أثرياء العرب يتبرع سنوياً بـ عدد من ملايينه أو بلايينه أو ملياراته أو تريليوناته للجهات الخيرية في بلاده إلا إذا كان سِراً غير مُعلناً فله الأجر إن شاء الله من رب العالمين مع أن أثرياء المسلمين حينما يتبرعون بجزء ولو بسيط من ثرواتهم ويُحسنون نياتهم يُجازيهم الله في الدنيا والآخرة ويُبارك الله في أموالهم إذا الزكاة لُغة : النماء والزيادة ، بينما غير المُسلمين من الكفار قد يُجازيهم الله في الدنيا فقط ، كما قال بذلك بعض العلماء ، ويتمثل ذلك في أن يُنعم الله عليهم بالصحة والعافية وبزيادة ماله بينما في الآخرة إذا لم يمت مُسلماً فليس له شيء ! ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ﴾ ( الفرقان/ 23 )
وخِتاماً .. هل سُيدرك بعض أثرياؤنا بركة التبرع للفقراء والمُحتاجين وللجهات ذات العلاقة من رب العالمين في أنفسهم وأولادهم وأهليهم ؟! ذلك ما نتمناه ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .