المحليةالمقالات

الخنازير بين الصحة والتربية

لازال فيروس والمتسبب في مرض انفلونزا الخنازير يتجول حرا طليقا في أرجاء العالم، يختار ضحاياه هنا وهناك بدء من المكسيك والأرجنتين والولايات المتحدة حتى استراليا ونيوزيلندا مرورا بمجاهل إفريقيا وقمم أسيا وبطاح الشرق الأوسط التي أرجو ألا يطول به المقام فيها أسوة ببعوض حمى الضنك التي استقرت على ساحلنا الغربي مأخوذة بشعار “جدة غير” رغم ميزانية قاربت المليار ريال خصصت لمكافحتها.

ولقد أوردت المصادر أن [COLOR=blue]وزيري التربية والصحة [/COLOR]قد اجتمعا في جدة الأسبوع الماضي ليناقشا الإجراءات التربوية والصحية والاتفاق على خطة وقائية لحماية طلاب المدارس من الفيروس القادم من بلاد العم سام وما جاورها، وقبل هذا الاجتماع تناقل المجتمع ولا يزال أخبارا عن تأجيل الدراسة ربما إلى ما بعد موسم الحج، وسرت الإشاعات في كل الجهات والاتجاهات وبدأت بعض الأسر التحضير للسفر أثناء الإجازة الإضافية المحتملة، وأسر بدأت تفكر في تأجيل عودتها إلى أرض الوطن، وهذا شئ طبيعي في مجتمع يحلم معظمه يالإجازة أثناء تمتعه بالإجازة، إلى درجة أن أصبح شيئا مألوفا لو سأل طفل صغير أباه بعد عودته من المدرسة في أول أيام العام الدراسي: ” بابا، [COLOR=crimson]متى تجي الإجازة القادمة[/COLOR]”؟ بالضبط مثلما يفعل بعض المعلمين المعينين حديثا في التدريس عندما يفاجئ أحدهم مدير المدرسة بالسؤال البرئ ” [COLOR=crimson]متى يحق لي التقاعد؟[/COLOR]”

عذرا، لقد سرحت كثيرا مع مجتمعي الطموح، ونسيت الطموحات المتنامية لفيروس [COLOR=green]H1N1 [/COLOR]الذي ينتظر بفارغ الصبر يوم الرابع عشر من آذار ،عفوا،أقصد الرابع عشر من شوال، لممارسة عبثيته الخريفية ثم الشتوية في موجة ثانية متوقعة سيجد أثناءها دعما لوجستيا من مصادر متعددة بطرق مباشرة وغير مباشرة، منها البرد الذي سيصل ذروته أثناء الفصل الدراسي القادم، والظروف الصحية للكثير من قاعاتنا الدراسية، حيث سوء التهوية، وازدحام الفصول، وقصور التوعية ثالثا، ورابعا قدوم وفود الحجيج إلى الأماكن المقدسة.

ولا نملك حاليا إلا أن نقول للمسئولين في وزارتينا الكريمتين:[COLOR=blue] لا تثريب عليكم، [/COLOR]فلسنا من أنصار الإجازات المتعددة، ونعدكم بأننا سنقنع أطفالنا بالجد والعمل والمثابرة وباتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم المطالبة بالإجازات الاستثنائية أو الاضطرارية كما هو حال بعض معلميهم، [COLOR=deeppink]ولكننا سنطالب في الوقت نفسه وسنعض بالنواجذ على أهمية تطبيق كل إجراء وقائي إيجابي بطريقة عملية بعيدا عن المفرقعات الإعلامية[/COLOR]، أو همهمات المكاتب، لئلا نسمع خبرا أو إعلانا في يوم ما عن إيقاف الدراسة بمدرسة كذا ومدرسة كذا حماية لأبنائنا الطلاب وذلك نظرا لظهور الفيروس فيها أو في بعض طلابها. وسنعيش على أمل توفر اللقاح الأمريكي الذي تنتظره شعوب العالم في شهر أكتوبر المقبل، ونأمل أن يكون لسكان المدن ذات العلاقة بموسم الحج نصيب وافر منه.

[COLOR=blue]إلماحة [/COLOR]/ يقول أحد الأطباء البريطانيين: ([COLOR=crimson]أسرع وسيلة لنشر فيروس الخنازير هي إعادة الأطفال إلى المدارس….)[/COLOR]،،، ولا تعليق.

وختاما ندعو الله جل وعلا أن يشف صدور إخواننا المصابين بهذا الفيروس، وأن يحمينا من
أذاه. وإلى اللقاء في المقال التالي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كان بودي ان يكون المقال اكثر عمقا واكثر وقعا على المسؤلين

    فأبنائنا امانة وهؤلاء المسؤلين في الصحة والتعليم نحملهم ذنب ابنائنا لو حدث لهم شيئ

    ولن نسامحهم ابدا فالمفترض ان يتم تأجيل الدراسة اسوة بغيرنا من دول الخليج

    حسبنا الله ونعم الوكيل

  2. أخي الأستاذ/ بشيت المطرفي

    هنئيا لصحيفة مكة بك وبأ مثالك ابابدر أنت تعتبر مكسب لنا لتتحفنا بكتا باتك الهادفه والمتميزه دوما وهذا ما نتمناه أن تكون احد كتاب هذه الصحيفة الغالية علينا جميعا ,,,

    أما مقالك ( الخنازير بين الصحة والتربية ) اجدت وافدت وأبنائنا ابنائنا هم ثروة الوطن التي لا تعوض وندعوا الله أن يحمينا ويحمي فلذات اكبادنا ويحمي المسلمين من هذا الوباء الذي تفشى وانتشر موخرا وشكرا لك ابا بدر على ما سطر قلمك وننتظر منك المزيد المزيد من كتا باتك التي لاتمل وبالتوفيق ,,,

    ,,, أخوكم / حجب العصيمي

    أعلامي تربوي بالعاصمة المقدسة

  3. جميل ما ذُكر إجملاً ولكن اجد أن هناك تلميحات جعلت الموضوع أكثر ابهاماً , حمى الضنك بين مليار م س ل و ب وبين توعية (اذا صح ان نطلق عليها توعيــة ) عقيمــة .

    انفلونزا الخنازير كرة سوف تتقاذف بين ملعب التعليم والصحة , في بدايــة الجولــة بعد 14 من آذار (لو كنا هونيك لوجدنا الدعم اللوجستي والجسر الجوي ولكننا هنا ) عفواً شوال .
    كنت اتطلع ان يكون تلميحك عن قول أحد الأطباء البريطانيين: (أسرع وسيلة لنشر فيروس الخنازير هي إعادة الأطفال إلى المدارس….) ان يكون بداية المقال .;) 😉 😉

  4. ليس حباً في الإجازة نطلبها، ولكن من أجل الوقاية نشحذها

    بوركت أخي الكريم، أضم صوتي لصوتك منطقاً وأخالفك الرأي نظرة وتحسباً، ولأن الوقاية خير من العلاج فلنقي أنفسنا أسباب المرض حتى تأتينا وزارة الصحة بالعلاج، ونحن إذ نطلب تأجيل الدراسة ليس حباً في الإجازة، ولكن من دواعي الوقاية، ولك أن تعد على أصابع يدك اليمين مستشفيات مكة، وتستطيع أن تعد بالأخرى عدد الأسرة التي تحتويها مع العلم أن الأولوية لتنويم الحجاج والمعتمرين، ولهذا نتسائل أين نذهب نحن وأطفالنا إذا ما انتشر الفايروس وأصابنا، ولذلك لابد وأن يعي كلا الوزيرين أن الوقاية خير من العلاج، خاصة إذا كان هناك ضحايا محتملين قبل وصول العلاج الذي كما سمعنا سيكون للزوار.
    لفتة: لا يمكن احتواء المرض إن لم نحد من انتشارة، وهذه حقيقة يعرفها الأطباء جيداً ومنهم وزير الصحة الذي أصبح يتحدث بلسان وزير التربية والتعليم.

    أرق التحايا والتقدير لشخصكم ولكل القائمين على هذه الصحيفة المكية

  5. بسم الله الرحمن الرحيم

    أضم صوتي لصوتك أخي الكاتب بشيت المطرفي فيما طالبت به المسؤلين واتمنى أن يكونوا قدّ المسئولية التي حملّوها وأن يتقوا الله في أبناء المسلمين .
    انا أحد منسوبي التعليم .. فعندما يصّاب أحد التلاميذ بمرض العنقز يعطى أجازة من الوحدة الصحية خوفاً على زملائه من العدوى وهو مرض ليس بخطورة هذا الوباء أعاذنا الله وإياكم منه فما بالك بمرض في حجم هذا الوباء الخطير الذي إذا تمكّن من مجتمعنا وانتشر فيه فلا يمكن إستئصاله ابداً لسرعة سريانه بالمجتمع وعدم المقدرة على محاربته ..
    لك من القلب جزيل الشكر على ما طالبت به واسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة وأن يهدي المسئولين لإتخاذ المناسب لنا ولإطفالنا الأبرياء ..
    دامت بلادنا بلاد السلام والمحبة بسلامة وصحة وعافية يارب العالمين ..

  6. السلام عليكم ورحمة الله

    من المؤكد ان الدولة تدرس التدابير الوقائية لصد الغزو المرضي لجزيرة العرب

    والاغلبية العظمى منهم لا يعرفون من الخنزير الا اسمه

    وقانا الله شر الامراض وجعلها في نحور اليهود ومن والاهم

  7. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أسعدني الربط من قبل الوزارتين الرائدتين في محاربة فيروس الخنازير

    في مقالك ايها المبجل والأديب / بشيت المطرفي

    بورك فكرك وقلمك وحفظك الله على الدوام في طاعته

  8. أتمنى من المسؤولين أن يعوا حجم الخطر

    وان يقدّروا عِظَم الأمانة

    فالأمانة هنا ( أبناؤنا ) وأرواحهم

    فيعملوا بعد توفيق الله تعالى على الوقاية الأنجح

    أيّاً كانت الوقاية سواء باللقاح أو الإجازة وتأخير الدراسة

    أو بأي طريقة

    المهم

    ( أرواح أبنائنا )

    أخي الكاتب

    الأستاذ / بشيت المطرفي

    سعدت واستمتعت بفكرك النيّر

    تحياتي

  9. والله انهم في الشوارع اكثر عرضة للامراض والدرسة تخليهم يجلسوا في البيت على الاقل بدل ماهما كل يوم من مكان الى مكان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى