نؤمن أن الحروب قتلت ملايين البشر ونؤمن أن الأمراض الوبائية والفتاكة كالإيدز والسرطان وغيره يهدد حياة البشرية , ولكن يجب أن نؤمن أيضاً بأن المخدرات قد فتكت بكثير من سكان الكرة الأرضية , فالمخدرات دمار كاسح يقضي على الإرادة والتفكير والجسد وينهي حياة الإنسان في لمح البصر , وهي مشكلة أفحمت كثير من الدول قوية كانت أم ضعيفة فلا تكاد تسمع عن أي دولة إلا وهي تعاني من هذا الخطر الذي هو أشد من تدمير الأسلحة بأقسى أنواعها وتقنياتها ..
إن ديننا الحنيف أمرنا بأن نحافظ على النعم التي وهبنا إياها الخالق عز وجل بما فيها نعمة العقل هذه النعمة العظيمة على الإنسان والتي تميزه وتفضله عن سائر المخلوقات كافةً , فإذا غاب العقل غاب الدين وشلت الإرادة وضعفت النفس بل هانت وضاع المال وسقطت الأحوال وأنهدم كل شيء , فهذه الآفة الخطيرة لا تستهدف إلا فئة هامة في المجتمع وهي فئة الشباب الذين هم المستقبل وثروة البلد ..
إن خطر المخدرات لا يتوقف عند حد معين فحسب بل أنه يصل لحدود الوفاة لا سمح الله من جراء استخدام جرعة زائدة أو نحوها ,ويقول الخبراء أن من يتناول المخدر هو إنسان تعود منذ طفولته على الاعتماد على غيره ,ويؤكد أحد أطباء المخ والأعصاب أن للمخدرات تأثير سلبي عموماً على الخلايا العصبية بالمخ لدرجة أنها قد تؤثر على مراكز التنفس والسيطرة على الدورة الدموية بالجسم مؤديةً لهبوط عام ومن ثم الوفاة , وهناك كثير من الشعوب يستخدمون أقراص مسكنة وأخرى مهدئة وأخرى منومة وكل هذه الأقراص أصبحت ظاهرة جديدة ودخيلة على المجتمعات مبررها التغلب على مشكلات العصر من هموم ومشاكل خاصة وغيرها ويضيف أن أخطر ما يؤثر على خلايا المخ هي الحبوب المنومة والمنشطة , ولو توقف المدمن عن تعاطي هذه الأقراص يصاب بالقلق والحيرة والارتباك في حياته ويشعر أنه لا يحسن التصرف بدونها .. وقد لخص العلماء أعراض مدمن المخدرات في الآتي :
1. الانطوائية والانعزال التام بصورة غير طبيعية .
2. الكسل الدائم والتثاؤب المستمر .
3. الإهمال في العمل أو البيت أو المدرسة وعدم الاهتمام بكثير من أموره الذاتية .
4. شحوب في الوجه ” عرق غزير ورعشة في الأطراف ” .
5. فقدان الشهية مع حدوث إمساك .
6. الثورة لأتفه الأسباب .
7. إهمال الهوايات ” رياضية , ثقافية , متابعة البرامج التلفزيونية , الانترنت … وغيرها .
8. اختلاق الكذب والحيل الخادعة للحصول على المال وإذا فشل أقدم على السرقة .
حمانا الله وإياكم وأهلنا وذريتنا من كل مكروه .
