لا أحد يشك في أهمية المرأة، فهي نصف المجتمع، وهي التي تلد وتربي النصف الآخر، ومن أجمل ما قيل في الأمثال عن المرأة:( لا يؤسس البيت على الأرض، بل على المرأة) وقولهم:( المنزل ليس حجرا، بل امرأة) لذا فلا غرابة أن يأخذ الحديث عن قضاياها وشؤونها حيّزا كبيرا، لأنّ المرأة تشكل عنصرا أساسيا بالمجتمع، فهي صمام الأمان فيه، وبيدها صلاحه من عدمه، وإذا أردت الحكم على قيم وأخلاق مجتمع فانظر إلى نسائه، فوضع المرأة فيه يعتبر من أكبر العلامات الدالة على صلاح المجتمع.
ولا أحد كذلك يشك أن هناك صورا وقعت على المرأة فيها ظلم لها، وسلب لحقوقها التي كفلها الشرع المطهر، وذلك بسبب الجهل بتعاليم الدين، والتمسك ببعض العادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولكنْ من أعظم وأخطر صور الظلم التي تعاني منها المرأة هذه الأيام، هي الدعوة لمساواتها بالرجل، فإن كانت المرأة قد سُلب منها بعض حقوقها، ووقع عليها ظلم، فإن الخطأ لا يعالج بخطأ أكبر منه، فالدعوة لمساواة المرأة بالرجل فيها ظلم للمرأة أولا، وظلم للمجتمع ثانيا، وفيها تعدٍ وتجنٍ على الفطرة السوية، وعلى الأحكام الشرعية.
إن المطالبة هذه الأيام بحقوق المرأة عن طريق مساواتها بالرجل لهو أعظم ظلم حل ووقع بالمرأة، وبسببه ستتجرد المرأة من أنوثتها وفطرتها.
ومن العجب أن أصل الدعوة للمساواة بين المرأة والرجل انطلقت من الغرب، فانساق خلفها ضعاف النفوس المفتونين بهم، والمنهزمين نفسيا فأصبحوا أبواقا في مجتمعنا لتلك الدعوة، حتى رأينا منهم من ينادي بضرورة إلغاء المحرم للمرأة، والسماح لها بالسفر دون قيد أو شرط، وجواز اختلاطها بالرجال في أماكن التعليم والعمل، وضرورة تمكين المرأة من المشاركات الرياضية، وضرورة تقليد المرأة أعلى المناصب الإدارية، وإعادة النظر في قوامة الرجل وولايته على المرأة، وفتح جميع مجالات العمل أمامها كل ذلك كي يتم مساواتها بالرجل لتتمكن بزعمهم من نيل حقوقها! اعتقادا منهم أن ذلك هو طريق التقدم والرقي! وما علموا أن ما ينادون به هو طريق الهلاك والدمار للمجتمع، فاختزال حقوق المرأة في مسألة ( عدم مساواتها بالرجل ) هو الظلم بعينه على المرأة. فهل نعي هذه الحقيقة؟.
إن ما ينادي به الغرب عبر المؤتمرات والاتفاقيات لتأصيل مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة لهو الشر المستطير الذي يتربص بنا، ولقد حذر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ من مؤتمر بكين الذي روّج لمفهوم ( الجندر ) ويُقصد به إلغاء جميع الفوارق بين الرجل والمرأة، والعمل على مساواة المرأة بالرجل المساواة التامة فقال رحمه الله:( لهذا فإنه يجب على ولاة أمر المسلمين، ومن بسط الله يده على أي من أمورهم أن يقاطعوا هذا المؤتمر، وأن يتخذوا التدابير اللازمة لمنع هذه الشرور عن المسلمين، وأن يقفوا صفا واحدا في وجه هذا الغزو الفاجر، وعلى المسلمين أخذ الحيطة والحذر من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ بن باز رحمه الله جمع وترتيب د.محمد الشويعر ج9 ص203
فالمرأة بحاجة إلى العدل وليس للمساواة، وبحاجة لرفع الظلم عنها لا لإقرار الظلم عليها، وبحاجة لأن تحصل على حقوقها المشروعة لها شرعا، لا لأن تتعدى على أحكام الشرع، وأن تتجاوز حقوقها وفطرتها السوية، وإلاّ ستعيش تجري خلف سراب تبحث عن الراحة والسعادة، وستذوق أصناف المآسي بسبب مساواتها بالرجل كما حصل لكثير من نساء الغرب ممن ذاقوا مرارة المساواة فتذمرن من أوضاعهن ولكن بعد فوات الأوان، تقول مارلين مونرو وهي من أشهر الممثلات العالميّات في رسالتها التي كتبتها عند انتحارها:( إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أمّا. إني امرأة، أُفَضِّل البيت، والحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة، بل الإنسانية. لقد ظلمني الناس، وإن العمل في السينما يجعلُ المرأة سلعة رخيصة تافهة، مهما نالت من المجد والشُهرة الزائفة) كما نشرت جريدة الأخبار المصرية في 25/12/1976م نقلا عن مجلة “مري كليير” الفرنسية توقيع 2,5 مليون امرأة على ما يلي:( مللنا المساواة مع الرجال… مللنا حالة التوتر الدائم ليل نهار… مللنا الاستيقاظ عند الفجر للجري وراء المترو… مللنا الحياة الزوجية التي لا يرى فيها الزوج زوجته إلا عند النوم… مللنا الحياة العائلية التي لا ترى الحرية والمساواة… وأهلاً بعصر الحريم) من رسالة:( الاختلاط بين الجنسين حقائق وتنبيهات) إصدارات دار القاسم للنشر ص 23 للشيخ سلميان بن ناصر الجربوع.
وتقول الدكتورة “أيدايلين” 🙁 إن الأزمات العائلية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة، فزاد الدخل، وانخفض مستوى الأخلاق … إن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه ) نقلا من كتاب موقف الإسلام من توظيف المرأة للدكتور أحمد الحصين ط1 دار عالم الكتب 1426هـ ص51.
هل بعد هذا يفكر عاقل بإقرار مبدأ المساواة، فالظلم كل الظلم بمساواة المرأة بالرجل، والحذر كل الحذر من الانسياق خلف الشعارات المزيفة، فالسعيد من وعظ بغيره والشقي من اتعظ به الناس.
المرأة ولله الحمد في بلادنا تعيش عزتها وكرامتها ولها إحترامها وتقديرها وعلى المرأة ان تحافظ على تلك العزة والكرامه فالكثير من البلدان التي فيها السفور مليئة بالمشاكل والحوادث والأغلبيه في عدم طمانينه فعلينا أن نحمد الله ونشكره على نعمة الأمن والأمان وعلى الستر والعافيه.
المرأة ولله الحمد في بلادنا تعيش عزتها وكرامتها ولها إحترامها وتقديرها وعلى المرأة ان تحافظ على تلك العزة والكرامه فالكثير من البلدان التي فيها السفور مليئة بالمشاكل والحوادث والأغلبيه في عدم طمانينه فعلينا أن نحمد الله ونشكره على نعمة الأمن والأمان وعلى الستر والعافيه.