المحليةالمقالات

مواطن خمـس نجوم

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]مواطن خمـس نجوم ![/COLOR] [COLOR=blue]عبدالله منور الجميلي[/COLOR][/ALIGN] قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : ( مُـوَاطِـن ) من إحدى القرى البعيدة : أَحْـسَـسْـتُ بألم شديد في ( عَـقْـلِـي ) ، فتوجهت مباشرة للمركز الطبي في قَـريَـتِـي ؛ الذي كان في واقعه ( مَـشْـفَـى ) في مبنى نموذجي ، ومجهز بأرقى الأجهزة والتقنيات الطبية ، وأحدث وسائل الاتصالات!!

استقبلني أحد الممرضين عند الباب بابتسامة رَقْـرَاقَـة ، ومباشرة دخلت على الطبيب
المختص الذي بوجه طَـلْـقٍ بادر بالكشف الدقيق على مَصْـدَر آلامي !!
مَارس عمله بإتقان وسرعة ، وبعد الكشف وعدة تحاليل ؛ كانت النتيجة خلال دقائق : إذ قَـرّر فريق من الأطباء أن حالتي تستدعي نَـقْـلِـي عاجلاً للمستشفى المختص في العاصمة !!
وهنا كان مرافقي يحاول الاتصال بشركة الطيران لترتيب سفري !!
فتدخل مدير المركز الطبي : لقد طلبنا طائرة الإخلاء ، وهي في الطريق !!
مدة قصيرة ، وحضرت ( طائرة مروحية ) مجهزة ، وما هي إلا ساعتان وإذا أنا في ذلك المستشفى المتخصص ، ودون انتظار أو مواعيد ، وجدت العناية والاهتمام وكأني المريض الوحيد !!
المهم أكدوا أهمية وسرعة مغادرتي لمركز دولي متخصص في ( باريس ) ، فكانوا هم مَـن قام بالمكاتبات والإجراءات ، بل وأصدروا لِـيْ ولمرافقي التأشيرات !!
يومان أو ثلاثة وكنت في ( فرنسا ) ، حيث استقبلني مندوب من السفارة هناك ، ورافقني حتى دخلت المستشفى !!

أُجْـرِيت في ( عَـقْـلِـي الصغير ) عملية دقيقة ، تكللت ولله الحمد بالنجاح !!
وحقيقة فطوال بقائي هناك كانت اتصالات كبار المسئولين لا تنقطع تسأل عن أحوالي ؛ فمسئول من الصحة كانت مهمته الاتصال اليومي يَـطْـمَـئِـن ، ويُـطَـمْـئـنـني على عِـيَـالِي، أما مندوب السفارة فكان في كل يومٍ بزيارته يتفقد حالِـي !!
خرجت من المستشفى ، وأردت العودة ، فقالوا : ( لا تستعجل ، فلابد من فترة نقاهة ، تسترد فيها كَـامِل عافيتك في أحسن المنتجعات ، وهناك قضيت أياماً في عَـالَـمٍ من الأحلام ) !!
جاء وقت عودتي للوطن ، وتمّ ترتيب كافة الإجراءات ، وكان استقبالي من صالة كبار الضيوف !!
وهناك كان ينتظرني مندوب من الصحة ، وخرجت من المطار بالمزمار والـدّف في أحلى زَفّــة !!

سرت منتشياً ، وشعرت وأنا المواطن البسيط أني بالفعِـل ( مواطن خَـمس نجوم ) !!
ولكن فجأة سقطت كل النجوم ، وظهرت الهموم والعلوم ؛ فما كان ذلك إلا حِـلْـما من الـحُـلوم ، وتذكرت أني ذهبت للمستشفى الحكومي ، وبعد محاولات وواسطات ؛ تكرم وتفضل المختص برؤيتي بوجه تملأه التكشيرة ومن وراء الطاولة ، ومن تحت النظارة ؛ أعطاني موعداً بعد ستة أشهر !!
وهذه الآلام تكاد تقتلني !!
آه يا عَـقْـلِـي ، لو كنت ( مطرباً أرقص بصحبة الطبلة والـنّـاي والعُـود ، أو لاعِـب كُـرة يطرد ذلك اللستك المَـنْـفـوخ ، بجسم شبه مصلوخ ) ما كان هذا حالي ، ولما زادت آلامي !!
لكن الدنيا حظوظ ، واللهم غِـبطة وليست حسداً ، اللهم اشفِ جميع المساكين ، وللمجتمع كونوا مطربين !! آه ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى