المحليةالمقالات

وعشنا العيد كما أراد لنا الأطفال

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]وعشنا العيد كما أراد لنا الأطفال !! [/COLOR] بقلم/ [COLOR=blue]د.سعاد سالم السبع
أستاذ المناهج المشارك بكلية التربية ـ جامعة صنعاء[/COLOR][/ALIGN] تلقيت تعليقات بعض الأخوة الكرام على مقال سابق عن العيد وكيف ينبغي أن نمارس فرحة الأطفال فيه، وعكست تلك التعليقات معنى العيد لدى الموالاة والمعارضة، فكلاهما يتمنى أن يختفي العنف، ويقف الاقتتال، وكلاهما ينشد عيداً حقيقياً لكن بطريقته هو، وأجدني راغبة في إشراك القراء الأعزاء لمعرفة معنى العيد عند الطرفين من خلال تعليقين اثنين من التعليقات التي وردت.. فربما يكتشف القراء الكرام من خلالهما معنى وسطياً للعيد يحقق أحلام الطرفين ويحفظ حياة الطرفين ..
لخص التعليق الأول معنى العيد في قول الشاعر:

[ALIGN=CENTER][COLOR=crimson]أقبلت يا عيد والأحزان نائمة
على فراشي وطرف الشوق سهرانُ
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي
قلوبنا من صنوف القهر ألـــوانُ[/COLOR] [/ALIGN]

ثم استطرد قائلاً : نعم أيتها الكاتبة الكريمة؛ سيفرح الأطفال فعلاً ولكن ليس كل الأطفال! كيف بالله سيفرح أطفال الشهداء والضحايا بعد أن فقدوا آباءهم الذين ضحوا بأرواحهم رخيصةً من أجلنا من أجل الوطن وقد قتلت يد الغدر منهم أكثر من ألف شهيد؟ نعم سيفرح الأطفال ولكن ليس كل الأطفال.. [COLOR=crimson]كيف سيفرح أطفال الجرحى والمعاقين الذين أصابت يد الغدر من أصابت منهم وأعاقت من أعاقت ؟ ![/COLOR]

إن الفرحة الكاملة لهؤلاء الأطفال مؤجلة لحين بلوغ التغيير المنشود كاملاً غير منقوص (وفاءً لدماء أبائهم الشهداء والجرحى والمعاقين) وعندها سيفرح أطفال الشهداء ليس بعسب أو جعالة العيد أو بالملابس الجديدة بل سيفرحون بحصولهم وحصول وطنهم على التغيير الذي كان أباؤهم الشهداء ينشدونه لهم ولجميع اليمنيين وستكتمل فرحتهم بالقصاص من قتلة آبائهم.. وكذا سيفرح أبناء الجرحى والمعاقين فلن تذهب الدماء هدراً من أجل حل (أزمة) فالتغيير القادم ليس أزمة بل (ثورة).. سنؤجل عيد أطفالنا وعند الانتصار سنُعيدُ كلنا بعيدين (عيد الرحمن وعيد التغيير)..
أما التعليق الثاني فيرى العيد في قول الشاعر:

[ALIGN=CENTER][COLOR=blue]ليس هذا عيدي ولكنَّ عيدي
أن أرى أمتي تعود أبيَّة[/COLOR] [/ALIGN]

ثم أردف بقوله : نسأل الله أن يكثر من دعاة الخير والأمن والأمان للوطن وللمواطن.. نعم عيدنا هو عيد الأطفال؛ العيد هو الأمل المتمثل بالطفولة البريئة والطامحة لمستقبل سعيد؛ فلا يجب أن نحزن في العيد أمام الأطفال، والمؤمل من الكبار أن يكونوا بمثابة بسمة حياة وأمل يحتضن الطفولة والوطن؛ فالطفولة كانت عنواناً للوطن وما تزال، العيد سيكون للأطفال لأنهم وحدهم من يفهم العيد حينما يتطلعون بعيون بريئة مشدودة نحو السماء تطلب الغيث لتشرب الأرض حتى تتسع ساحات الزهور وتخضر أرض الحدائق لتحتوي انطلاقاتهم.. العيد الحقيقي سيتحقق حينما يعمل الكبار بعقولهم لا بعضلاتهم من أجل الطفولة، حينما يشارك الكبار الأطفال بالابتسامات والفكاهات الطريفة بدلاً من إزعاجهم بأصوات (القوارح ) المرعبة التي تسرق ابتسامات الصغار وترعبهم وتزلزل الأرض تحت أقدامهم الصغيرة، حينما يناضل الكبار من أجل أن تختفي روائح البارود وغبار العجلات وبارود المدافع وتصمت إلى الأبد البنادق وتردم الخنادق, وتفشل لعبة المزايدات والمكايدات والمغالطات وخلط الأوراق.. ويكبٍر شعبنا، ويثني التاريخ على أبنائه الخيرين الذين يتقدمون الصفوف لترسيخ قاعدة الحوار بين المختلفين، العيد هو أن ينعم الجميع بالأمن والاستقرار، ويعيش الكل تحت مظلة دولة النظام والقانون.. حينها سيفرح الصغار ويتنفس الصعداء الكبار..

وهكذا كان معنى العيد عند الطرفين، وعلى الرغم من الاختلافات فقد تحقق العيد في ساحات الموالاة والمعارضة، وتم العيد بوجود الأطفال، وبرغم انسداد الشوارع فرحنا، وتجاهلنا التهديدات والتصريحات النارية ووضعنا أصابعنا في آذاننا ضد أخبار السياسة والسياسيين.. وحاولنا ـ نحن الكبار ـ أن نعيش أجواء العيد كما أرادها لنا الأطفال.. فابتلعنا مرارة أحزاننا، ووضعنا على عيوننا نظارات زاهية حتى نرى واقعنا وردياً كما يراه الأطفال، وانطلقنا مع أطفالنا، فكان العيد فرصة لاستعادة بعض أنفاسنا المنهكة…
فيا ترى متى سيتيح لنا المتصارعون فرصة حقيقية لنستعيد كل أنفاسنا ؟!! وكيف نعيد الابتسامة لشفاه أبناء الشهداء في كل الساحات والمعسكرات والبيوت والطرقات؟ !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى