ثقافة الاحتفال
رويده صديقي –مستشارة قانونية
اليوم الوطني يوم مجيد نتذكر فيه توحيد الجزيرة العربية تحت راية التوحيد بفضل الله ثم بفضل الملك عبد العزيز رحمه الله وهو يوم  شكر لله سبحانه بأن قيض لهذه البلاد ولاة أمر مخلصين يحكمون بشرع الله كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
لكن للأسف الشديد تحول اليوم الوطني إلى يوم فوضى وغوغائية , يوم تشويه معالم الدولة والمرافق العامة,يوم التمرد على رجال الحسبة والنظام , يوم الغزل والتغزل وترقيم الفتيات , يوم التمرد على الأخلاق الحسنة والأعراف الإسلامية , يوم التقليعات الشاذة بدءاً بتغيير ملامح الوجه والجسم حتى وصل الأمر إلى تغيير معالم السيارة والمجاهرة بالمعاصي , وإغلاق الطرق العامة وخروج بعض الفتيات بملابس عجيبة و جرأة غير طبيعية .. ومشاركتهم للشباب في الرقص على أنغام الأغاني الوطنية ووضع الأعلام التي تحمل (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) في أماكن مبتذله لا تليق بعظمة العبارة .
إن تجسيد الفرح بهذه المناسبة يجب أن يكون بتجديد الولاء و الوفاء ليس للوطن فقط و إنما للوطن و للأمة الإسلامية و العربية, يكون بتذكر و إستذكار و إسترجاع تاريخ هذه الأمة الباسلة و تذكر تضحيات رجال هذا الوطن الخالد في سبيل نهوض الأمة, يكون بالعون و المعاونة على بناء لبنات في هذا المجتمع مهما كانت صغيرة و مُستحقره من البعض , يكون بتنفيذ و إظهار أخلاقيات أبناء هذا الوطن الأخلاق الإسلامية الحسنة ,فكلمة طيبة ، و دعوة صادقة بأن يحفظ الله الوطن و ولاة الأمر ,و ابتسامة جميلة .. كفيلة بتجسيد تلك المشاعر التي نكنها في دواخلنا
تجاه الوطن .
إن للفرح ثقافةُ يأتي في مقدمتها احترام حقوق الآخرين المادية و المعنوية. هذه الطريقة لا تليق بالاحتفال في أي وطن فكيف إن كان الوطن ” المملكة العربية السعودية ” حاضنة الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومهد الرسالة .. البلد الذي يستمد دستوره من الشريعة الإسلامية .
للأسف أصبحت مثل تلك الإحتفالات تفريغا لشحنات الشباب الغير مستغلّة للتعبير عن وطنيتهم
وقد تكون الأوطان مشاركة بجزء منها ان أهملت هذه الطاقات المهدورة
فعندما يجتمع الفراغ والطاقة وعدم وضوح الأهداف والرؤى
تنحرف المسارات ويساء التعبير عن الحب للوطن والانتماء والوطنية
قد يكون من المفيد ان يكون للوطن انشطة تطوعية تُسَنّ في مثل هذه الاحتفالات فيستغل بها المسؤولين طاقات الشباب المهدرة
وواثقة ان الشباب سيشاركون فيها بقوة ويعبرون بها عن احتفالاتهم ووطنيتهم
فهم ارادتهم خير ولكن لم يجدوا التوجيه الملائم للتعبير عن هذا الحب بصورة ايجابية بناءة بعيدا عن تلك المظاهر
استاذة رويدة كتبتِ ولمست وقائع وقلوب
بارك الله في قلمك
فلقد اصبحنا من عشاقه
شكرا جزيلا لقلمك العذب
كاتبة تكتب بصدق وشفافيه عن موضوع في غاية الأهميه مستشعرة أهمية الناحية الثقافيه في تعديل التصرفات السلوكيه .
الفوضى تلك التصرفات المرفوضه لاتليق بشباب هذا الوطن فعلينا أن نعبر عن مشاعرنا الوفيه بتصرفات حسنة وسويه تظهر الصورة المشرفة عن مستوى الرقي في ثقافتنا وحضارتنا وانتماءاتنا الوطنيه.
شكرا للكاتبه على موضوعها الراقي متمنيا لها دوام التوفيق.
—————
مستشار نفسي واجتماعي