المحليةالمقالات

جميل سمان .. ضحية الإعلام

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]جميل سمان .. ضحية الإعلام[/COLOR][/ALIGN]

بكلمات لم يسطرها قلم ولم تنطقها شفاه جلس [COLOR=royalblue]الأستاذ جميل سمان [/COLOR]أمام جهاز التسجيل في اللقاء الذي نشره ملحق الأربعاء الأسبوع الماضي متحدثا عن الحال التي آل إليها بعد إحالته للتقاعد لا ليروي للآخرين قصة حياته ولا لينقل للأجيال الحاضرة نماذج من خبراته لكنه أراد أن يقول للجميع إن الزمن غدار وإن الإعلامي السعودي مهما كان مركزه فبمجرد خروجه من مبنى التلفزيون أو الإذاعة أو حتى المؤسسة الإعلامية الخاصة فانه سيتحول إلى مجرد ذكريات ماضية تحمل في أرشيفها نماذج من نتاجه .

وأمام ذلك اللقاء المثير والمؤلم تذكرت عبارة ([COLOR=crimson]المجتمع دفان[/COLOR]) التي قالها الأستاذ محمد حسين زيدان ـ رحمه الله ـ حينما طلب منه البعض بعدم إجهاد نفسه في مقاله الأسبوعي الذي كان ينشر بجريدة البلاد ـ على ما أذكر ـ إذ رأى الأستاذ الزيدان ـ رحمه الله ـ أن في نشر مقاله الأسبوعي تأكيداً على أنه لازال على قيد الحياة .

وأراد [COLOR=royalblue]الأستاذ جميل سمان[/COLOR] أن يقول للجميع إن المرض أعياه كما أعيا زملاءه الآخرين من أمثال غالب كامل وماجد الشبل لم يجدوا يداً تحمل لقاحاً لعلاجهم ولا وقفة تحمل ابتسامة لشفائهم .

والمؤلم ليس فيما قاله الأستاذ جميل سمان عن حالته الصحية لكن المؤلم في قوله: (وبعد إحالتي للتقاعد خرجت خالي الوفاض واضطررت للاقتراض من البنك وهو يأخذ نصف راتبي منذ 5 سنوات وإلى الآن.. واضطررت للاستدانة من بعض الزملاء والأصدقاء ولم أستطع مقاومة الحياة من إيجار ومعيشة بالإضافة للعلاج حيث أعاني من عدة أمراض السكر والضغط والكوليسترول والروماتيزم واحتكاك العظام وآلام في الظهر بالإضافة إلى السمنة من جلوسي بالمنزل لأنني لا أستطيع الحركة حالياً وكذلك لا أملك سيارة.. وأسكن حالياً لدى أقاربي مما تسبب في توزيع أبنائي بين الأقارب ما بين الأهل في مكة وجدة وكذلك زوجتي كانت معي وذهبت إلى أهلها لعدم تمكنها من العيش معي.. وأنا الآن لا أملك ثمن الدواء ولا العلاج وأنا على بساط الفقر ولا أملك سوى ذكر الناس ومحبتهم لي وهي رصيدي في الحياة.. ولهذا أتمنى إنقاذي وإنقاذ أسرتي من المعاناة بإيجاد سكن يجمعني مع أسرتي بعد التشتت والفراق بسبب عدم وجود المادة.. وخصوصًا ونحن في شهر فضيل شهر رمضان .. خاصة وأن أبنائي الثلاثة غسان (31) عاماً حاتم (30) عاماً ياسر (25) عاماً ليس لديهم أي عمل، والأخير في الجامعة، فأتمنى أن أجد لهم عملا ووظيفة تساعدني وهم يملكون مواهب ويتحدثون اللغة الإنجليزية والفرنسية وأحدهم يتكلم الصينية بطلاقة وهو حاتم.. بالإضافة إلى حصولهم على دورات في الحاسب الآلي).

فانظروا إلى هذه الكلمات وما تحمله من معاناة لإنسان خدم دينه ومليكه ووطنه عبر ميكرفون الإذاعة وكاميرا التلفزيون لايجد علاجاً له ويتشتت أبناؤه بين الأقارب ويقف عاجزاً عن إيجاد وظائف لأبنائه رغم تأهيلهم العلمي؟!.

وللحقيقة نقول لو أن جميل سمان لازال أمام الكاميرا وخلف الميكرفون لوجدنا أن الكل يتسابق نحوه لخدمته وسيكون من الممكن توفير وظائف متعددة لأبنائه ببعض المؤسسات الحكومية وستتسابق نحوه المؤسسات والشركات الخاصة لكسب وده .

إن ما أريد قوله إن معاناة الأستاذ جميل سمان ماهي سوى حالة واحدة من حالات متعددة لازلنا نراها ونقرأ عنها بين آونة وأخرى ولاتجد من يجيب عليها أو حتى يسمعها .

[COLOR=crimson]فالى متى تظل أذاننا مغلقة أمام معاناة أساتذتنا في الحياة؟[/COLOR].

لقد أعجبت بالموقف النبيل الذي قاله عمدة محلة الهجلة الشيخ محمود سليمان بيطار بعد سماعه عن حال الأستاذ جميل سمان إذ سرعان ما قال (أين جميل سمان؟ ليتك تخدمني وتحضر لي رقم هاتفه لأشكره على ما قدم وأتمنى أن نتشرف بتكريمه في حينا فنحن لازلنا نكن له كل تقدير ومن الصعب أن ننسى بسمته أمام الكاميرا).

إن هذا الموقف الإنساني النبيل الذي قدمه عمدة محلة الهجلة بمكة المكرمة رغم بساطته إلا أنه أكد بأن الدنيا لازالت بخير وهناك من يحفظ الجميل لأناس لا يرتبط بهم بأي علاقة أسرية أو عملية .

إننا بحاجة إلى أمثال العمدة محمود بيطار لنرفع المعاناة عن الكثيرين بكلمة تؤكد لهم من خلالها أننا لازلنا أوفياء لهم .

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]أحمد صالح حلبي [/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اجزم بأن ولاة الأمر سيجدون حلا للوضع المأساوي الذي يعيشة الاعلامي/ جميل سمان والذي ويستحق كل الرعايا والتكريم , وانني أطالب معالى الوزير الشاعر د/ عبدالعزيز محي الدين خوجة بأن يتبنى الموضوع ونحن في أيام فضيلة , راجيا من المولى أن يشملنا بعفوة

  2. كثر هم الضحايا ! ومن جئت به مثالا ، اعلم أن أمثاله كثر مع الأسف، وفقط في عالمنا العربي والإسلامي .
    المثقف ليس سوى عقل يُستهلك ، وحين يخرج من دائرة العَوَز الحكومي له ،فانه يدخل دائرة العَوَز الشخصي بمعناه وما خلفه من تداعيات . نعم الأخ الكاتب، فالبقاء بمفهومه الأرضي، لمن يحمل سيفا يدافع به عن الحق والباطل أنّا شاء هذا أو ذاك ،أصحاب الأقلام المتأرجحة والمتخبطة .
    ندعو الله أن يعيدنا إلى زمن كانت فيه يد العلماء فوق يد السلاطين.

  3. بسم الله الرحمن الرحيم

    اولا .ارفع اكف الضراعة إلى المولي عزوجل أن يرفع عن أستاذنا الكبير جميل سمان

    المرض وأن يمدة بالصحه والعافيه وأن يسخر الله له أهل الخير من اصحاب الايادي

    البيضاء ,فاالكل لا ينسى هذا الإعلامي القدير وما قدمه في ايام صحته وشبابه

    وعافيته لهذا البلد .وها قد آن الأوان ليرد له ولو جزء بسيط من وقفته الشامخه .

    ثانيا ..اسأل الله العلي القدير أن لا يكون مصير أي إعلامي لملف ارشيف الزمن على

    رف النسيان .اللهم آمين .

    سلمت اناملك أستاذي الفاضل /أحمد حلبي على هذا الموضوع لأنك مساهم في

    نشر الخير ..

    تقبل مروري أختك / عائشه فلاته …صحفيه

  4. أخي / أحمد حلبي

    دائما مبدع يابو صالح

    وشيء طيب أنك أنت وغيرك من الصحفيين والكتاب والاعلاميين ما تنسون هذا الرجل الذي قضى عمرة مذيعا بشوشا مبتسما جميلا على أسمه ومتميزا نسال الله جل في علاه أن يشفي أستاذنا / جميل سمان وأمثاله من الرجال الذين ضحوا بانفسهم وصحتهم ونسيوا مع مرور الزمن ,,

    لاتبخل علينا بجديدك ومقالاتك الهادفة أخي أحمد قلمك دائما متجدد ومميز لاتحرم القرأ منه وأعط الكتابة جزاءا من وقتك وتقبل أطيب تحياتي وأمنياتي لكم بالتوفيق ,,,

    أخوكم / حجب العصيمي

    أعلامي تربوي بالعاصمة المقدسة _ _ عضو مجلس الادارة بمركز حي الشرائع

  5. لله درك ياجميل سمان نعم انت جميل باخلاقك وبتسامتك الجميلة التي كنا نشاهدها على الشاشة , لماذا لا يكرم وهو حيا ايكرم اذا مات كما هي عادتنا في عالمنا العربي لانكرم المبدعين الا امواتا هنا نداء والله العظيم اقولها وبصراحة دون تزلف لاحد اقترح ما يلي : ان يقتطع من رواتب الموظفين الراغبين بالتبرع لهذا الرجل واقسم بالله العظيم لأكن احد المتبرعين خصوصا نحن ابناء الحجاز اتمنى ان يلقى نداءي هذا اذن صايغة من ابناء الحجاز ومن اعيانها ورجال اعمالها ونعتبرهذه حملة تسمى حملة الوفاء لنوابغ ابناء الحجاز ولكم مني جميل الشكر والعرفان
    اخوكم رزق الله حسن اليزيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى