من القضايا التي وضعها الشرع للوصول إلى القلوب والتأثير فيها : التعامل مع مايحبه الله سبحانه وتعالى ، وغرس محبة مايحبه الله في القلوب ، فيكون ذلك منطلقاً لمحبة الله سبحانه وتعالى . ومن أكبر الأمور التي جعلها الله عز وجل لهذا التأثير: ذلك الحب الإعجازي الذي قذفه سبحانه في قلوب المسلمين لمكة المكرمة وللكعبة المشرفة .
وقد سمعنا عن قصص أولئك المسلمين الذين مورس عليهم التغريب الكبير ، وحوربوا في دينهم وفي كل ما يمت إليه بصلة على مدى عقود طويلة ، لسلخهم عن دينهم، فوجدنا عمق هذه القضية الإعجازية في قلوبهم أصفى ماتكون، فما أن تُذكر لهم مكة المكرمة، أو يزورهم أحد من أهل مكة إلا وطاروا شوقاً وفرحاً، وأحوالهم وقصصهم في ذلك أكثر وأشهر من أن تحكي .
ذكر لي أحد الأطباء قال : عندما كنت أدرس في امريكا دعاني أحد الزملاء إلى منزله فجئته ولم أجده، وكأنه خرج ليشتري شيئاً، ووجدت في البيت بعض زملائه من المسلمين الأمريكيين ممن لم تكن لي بهم معرفة مسبقة، فسلّمت عليهم وجلست .فلما جاء زميلي عرّفهم بي قائلاً: هذا فلان من مكة . فما أن سمعوا (مكة) حتى نهضوا مرة أخرى ، وأعادوا السلام، وعانقوني عناقاً حاراً؛ لقد كنت قبل أن يعرفوا من أين جئت أمثّل لهم مسلماً عادياً، ولكني الآن مسلم من مكة ! قال لي أحدهم : هل أنت تسكن في مكة ؟ قلت نعم . قال: هل تسمع أذان الحرم؟ بإذنك مباشرة ؟ قلت نعم ، قال: أنت رجل سعيد !! إن هذه المعاني العميقة، وهذا التأثير الإعجازي العظيم في قلوب الناس يؤكد لنا أن قضية تعظيم مكة لها ثِقل كبير في قلوب الناس .
[COLOR=crimson]أهل مكة ينالون شرف المكانة والجوار ![/COLOR]هذه المكانة الرفيعة للبلد الحرام نال سكان مكة الشيء الكثير من بركتها وأثرها، وجعل لهم قدراً رفيعاً من المكانة في قلوب المسلمين ما دامو معظمين لبلد الله الحرام . وحين يضعُف في أهل مكة المكرمة أو بعضهم القيام بهذا الحق الذي عليهم وهو أدبهم مع البيت الحرام وإكرامهم لوفد الرحمن .. كم يؤثر هذا الضعف على مكانتهم في قلوب الناس.
إن السُكنى في مكة ليست كالسُكني في غيرها من البلاد، والحق الذي يجب على من أكرمه الله بالسُكنى في هذا البلد ليس كالحق الذي يجب على غيره من سكان أي بلد آخر. لقد أكرم الله تعالى أهل الحرم وأختصهم بهذا الجوار دون غيرهم ، ويكفي أن نعلم أن صلاة سنة كاملة بمكة يحتاج من كان خارجها إلى أن يصلي ألف قرن حتى يساوي صلاة السنة بمكة. وصلاة يوم واحد في مكة تعادل صلاة (270) سنة وسبعة أشهر وعشرة أيام فيما سواها، أما صلاة فرض واحد بمكة فإنها تعادل صلاة (55) سنة وستة أشهر وعشرين يوماً ، وهذا فضل عظيم وكنز ثمين .. ولكن على قدر هذا الإكرام يكون التكليف .
وزيادة على هذا الفضل وتلك المكانة لأهل مكة، فلا بد عليهم أن يدركوا كذلك أن أمن أهل الأرض كلهم مرهون بما يتعاملون به مع بلد الله الحرام . وأنه لن تقوم الساعة وبناء الكعبة موجود، قال الله تعالى ( [COLOR=green]جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس [/COLOR]) . ولن يهدم هذا البناء إلا حين يفقد التعظيم له ، فإذا فُقد المعظمون للكعبة سقط هذا البناء وهُدِم وهَدمه علامة على قيام الساعة .
وكما أن مصالح أهل الأرض كلهم مرتبطة بتعظيم هذا البلد الحرام، فإن مصالح الأمة المسلمة كذلك مرتبطة بما يحدث من تعظيم الكعبة ،فعن عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ([COLOR=green] لاتزال هذه الأمة بخير ماعظموا هذه الحرمة حق تعظيمها ، فإذا تركوها وضيعوها هلكوا [/COLOR]) أخرجه أحمد بن ماجه وحسنه ابن حجر.
المشرف العام على مشروع تعظيم البلد الحرام[/COLOR]
الله على رووعة الكلمات والتعبير وصدق المشاعر المقترنة بتعظيم هذا البلد الحرام
لا اخفيك شيخنا الفاضل اني على مشارف رحلة عمرة هى الأولى لي حيث انّي مصرية
وانشغالات وظروف مرضية بالعائلة منعتني تحقيق حلمي هذا من قبل
الآن وانا على بعد عدّة ايام من هذه الرحلة المباركة
اجدني وقد قذف هذا الحب العجيب لمكة في قلبي اكثر من ذي قبل بمرااااااااحل
فلقد اشتدّ شوقي والتهب ظمأي وتزايد خوفي لألا ابلغ يوم سفري
ووالله لقد كان لمقالتك وكل كلمة وحرف فيها تأثيرا علىّ ليس بالبسيط وانا احيا وسط جملة هذه المشاعر والأحاسيس
فوجدتها تعبّر عن حبي وتتساءل عمّا قذفه الله في قلبي ويقذفه من هذا التعلّق الشديد بمكة كلما اتقربت ايامي من مصافحة سويعاتي بها
أسال الله ان يتمّ علىّ زيارتها ويبلغني اياها وان يتقبل منّا ومنكم صالح القول والعمل استاذي
آآمين
وبصدق معكم فى المشروع قلبا وقالبا
فحبنّا لمكة لا يقلّ عن حب اهل الجوار
يكفي انها احب بقاع الأرض لحبيبنا عليه افضل الصلاة والسلام ليتملّكنا حبها والرغبة فى المساعدة والمساندة لمشروعها مشروع التعظيم
كل تقديري لقلمك وزنه وتأثيره فى القلوب شيخنا طلال ابو النور
اطيب تحية