آيات في كتاب الله حثت على السلام ومنها الآية التي أوضح المولى عز وجل أن تحية أهل الجنة هي السلام ، فقال الله تعالى : ( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ) ..
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على إفشاء السلام في عدة أحاديث صحيحة منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ” أَيُّهَا النَّاسُ ! أَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَأَفْشُوا السَّلامَ ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ)..
وقال صلى الله عليه وسلم موضحاً أن إفشاء السلام يؤدي إلى المحبة فالإيمان فدخول الجنة : “والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، الا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم، افشوا السلام بينكم تحابوا” رواه احمد ومسلم وابو داود والترمذي وابن ماجة عن ابي هريرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: “اذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه” رواه أبو داود وإبن ماجة وإبن حيان عن ابي هريرة رضي الله عنه.
هذه وغيرها ترشدنا إلى فضيلة السلام ودعوة للمبادرة إلى إفشائه بين الناس .. إلا أن ما نلاحظه الآن عكس ما يحث عليه ديننا حيث نجد من يدخل مكانا به أناس لا يعرفهم فلا يلقي السلام وكأن السلام خاصاً بمن يعرفه .. وفي الطريق تقابل أشخاصاً لا يلقي أحدهم على الآخرين السلام وقد يكونون جميعا متجهين الى المسجد ..
بل وصل الأمر إلى أن الجيران في مبنى واحد لا يعرف أحدهم الآخر وما كان هذا إلا بسبب أن أحدهم يمر على الآخر دون أن يسلم عليه ويحاول التعرف عليه ..
من يفشي السلام في هذه الأيام قلة وللأسف الشديد حين يلقي أحدهم السلام تناظره أعين الآخرين منهم من يلوم نفسه لم لا يعمل مثل عمله ؟!.. ومنهم من لا يعنيه هذا الأمر ولا يحاول الإستفادة مما حدث ليقوم بدوره في المستقبل في افشاء السلام كما أمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم .!.
إن إفشاء السلام يجد الباديء به متعة كبيرة حيث أحيا سنة ، وأبان للآخرين حسن النية ، وسبًّب نوعاً من الألفة مع الآخرين ..
دعوة لكل مسلم كن أنت الباديء بإفشاء السلام ، لا تنتظر غيرك ليبادر ( فخيرهم الذي يبدأ بالسلام ) ..
والله ولي التوفيق .