يأتي حج هذا العام مختلفا من حيث الحدث الجلل الذي مرت به المملكة العربية السعودية وهو إنتقال سمو الأمير الجليل الأمير سلطان رحمه الله للرفيق الأعلى فكان الحدث الذي أهتزت له المشاعر وحزنت عليه القلوب وتوترت من أجله الأنفس ذلك أن الأمير سلطان قامة وطنية كبرى خدم الوطن من صغره وظل وفيا صادقا عطوفا باذلا محبوبا من الشعب عاملا من أجلهم وظهر ذلك من تعابير الناس ومشاعر الحزن الذي عم المملكة.
لهذا فأن الحج لهذا العام مختلف بغيابه المؤلم رحمه الله ثم أطمئنان المواطنين بتعيين الأمير نايف وليا للعهد وهو الذي يرى في الأمير سلطان معلمه وموجهه لتتواصل مرحلة العطاء والإنجاز في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وجائت جولة الأمير نايف ومؤتمره الصحفي العالمي السنوي وهو رئيس لجنة الحج العليا ليؤكد أستمرارية العطاء والنجاح بأذن الله ولتعم مساحة من التفاؤل بحج مستقر وآمن نتيجة العمل المتراكم والخبرة المستمرة للملكة العربية السعودية وثقة الأمير نايف بالحجاج وتقديرهم لجهود المملكة وحرصهم على التفرغ للعبادة والتقرب إلى الله بالطاعات والدعاء وطلب الرحمة والقبول والغفران ومع ذلك فالجهات المعنية مستعدة بقوة وحزم لسلامة الحجيج ونجاح الحج وتوج ذلك بأستكمال المشاريع الضخمة التي دفعت الدولة لها مئات المليارات بهدف إعلاء كلمة الله ونصرة دينه وراحة عباده دون أن يدخل خزينة الدولة أي ريال كما قال بذلك سمو ولي العهد فكان أولا مشروع الخيام في منى الذي أتاح مساحة منظمة ونظيفة بعيدا عن مشاكل حرائق الخيام مع جهوزية وتنظيم جيد ثم أستكمال توسعات الحرمين الشريفين وتوسعة المسعى والبدء بالتوسعة الجديدة للحرم المكي وتوسعة المطاف ثم أستكمال مباني الجمرات بأبراجها الضخمة التي يسرت رمي الجمرات وبعدها أستكمال قطار المشاعر ليسهم في حل مشكلة النقل بين المشاعر المقدسة مع أستمرار حركة التطوير للبناء والمعمار في المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة بشكل متواصل وفي كافة المجالات لتشمل الطرق والمباني والمستشفيات وغيرها ومن حج أو أعتمر من سعوديين او مقيمين في المملكة أو خارجها سيرى بنفسه حجم الجهود التي تبذل من المملكة العربية السعودية ملكا وولي عهد وحكومة وشعبا ويحق لأبناء المملكة وبناتها الفخر والأعتزاز أن تكون دولتهم دولة الأسلام والقائمة على تقديم هذه الخدمات المتميزة وهي كذلك بلد الأمن والأستقرار والخير والأمان .وفي الاخير دعواتنا الصادقة بأن يمن على حجاج بيت الله الحرام باليسر والسهولة والأطمئنان وأن يقبل حجهم ويغفر ذنوبهم في ظل جهود متميزة تبذل وعطاء مشرف وخدمة متواصلة نفتخر بها جميعا.