جدد علاقتك مع أسرتك ، بادر بالتواصل والسؤال ، مد جسور المحبة مع الآخرين ، فالأسرة رصيد لا يعوض ، ونحن تشغلنا الحياة ويلهينا الركض فننسى أقرب الناس ، ونحسب أن الحياة سباق للفوز بأكبر حصة .
حين نكتشف أن الركض وحيداً هو هدر للطاقة ، وإحساس بالوحدة بل أنناء نعلم أن الحياة تبنى على المشاركة ، ومن الصعب أن تجد شخصاً يضحك وحيداً ، بل يحتاج إلى من يشاركه الضحكة لكي يشعر بها .
حينما يسيطر الأنا على تفكيرنا ، تفقد الحياة إنسانيتها ، تصبح الماديات هي اللغة السائدة بين البشر . وندرك في لحظة وربما متأخرة ، أن مايصنع الفرق هو المشاعر الحقيقية . أما المظاهر فهي صور عابرة تذوب عند أول مواجهة مع حقيقة الواقع .
وأكثر الأمور مرارة حينما تصبح الأسرة عالماً متباعداً ، كل فرد يفكر في ذاته . يبقى الرباط الوحيد بين الأعضاء هو إسم الأسرة المشترك ، وربما المسكن الواحد ، ولكن تفصل بينهم مسافات كبيرة . يصبحون غرباء عن بعضهم البعض ، ويحاولون أن يعوضوا النقص في عالم آخر يصنعونه في الخارج ، أو يتوهمون أن هناك مجتمعاً آخر أقرب لهم من أسرهم .
الشخص بدون أسرة ينتمي إليها ويقلق من أجلها ويفرح لفرحها ، هو غريب مهما كانت الحشود التي حوله . فالأسرة هي المنبع الذي يمنحنا الحب والثقة والقدرة على العطاء . وإذا أفتقدنا أسرة تغذينا بالحب ونبادلها الحنان ، فإننا نغامر بالطيران في عالم قاسٍ بدون أجنحة تحملنا .
نواجه في حياتنا أفراداً لا يفكرون إلا في أنفسهم ، فلسفتهم الأخذ دون العطاء . حساباتهم دائماً أنا ومن بعدي الطوفان . لكنهم يفتقدون السعادة الحقيقية ، فالمسألة لا تستحق التعقيد . فعندما تحب للآخرين ماتحب لنفسك ، وتجعل الرقيب الذاتي يحدد ما لك وما عليك ، فهذا يعطي الوصفة الناجعة للشعور بالحب والأمان .
مراجعة الذات تعطي فرصة لمعرفة أخطائنا قبل ميزاتنا ، ولغة الحب والمبادرات الإيجابية تفتح المجال للتقارب والتواصل مع الآخرين ، كل فرد من الأسرة يستحق منا الإهتمام والعطاء والكلمة الطيبة على بساطتها ، تذيب كتل الجليد وتحيي المشاعر من جديد .
[COLOR=crimson]ومضة :[/COLOR]كل تنازل مع الأسرة هو ربح
وكل تضحية من أجلها مصدر للسعادة