المحليةالمقالات

عاصفة انتخابات نادي جدة

** تعالت صرخات عدد من المثقفين في جدة امتعاضا ودهشة من نتائج انتخابات النادي الأدبي بجدة والتي أدارت ظهرها لما قيل أنها أسماء ثقافية لامعة , ورحبت بوجوه جديدة لم تكن من قبل قد أخذت البريق نفسه , فما هي الحكاية ؟

** أولا يظل من المخجل الغمز واللمز إلى نتيجة انتخابات شهد الكثيرون أنها نزيهة , أولها إن المكان هو محراب الثقافة والمثقفين ولا يصح بحال من الأحوال التقاتل فيه على المناصب و ( المَرْيَسة ) , بقدر التقاتل على تقديم النتاج الفكري الرصين الذي يقدم للإنسانية إضافات جديدة .

** وثانيا فهذه هي الديمقراطية .. التي طالب بها , بل واستمات من أجلها المثقفون ردحا من الزمن ( ونحن مع المطالبة بها ) فلما حضرت وجاءت نتائجها على غير ما يشتهون زمجروا وأرغوا وأزبدوا , وراحوا يمضغونها كالعلك في أفواههم , وكأن هذه الديمقراطية وحش كاسر ظهر فجأة .

** وثالثا فهذه هي لعبة الديمقراطية , فمن تغزل بها ودبج لها معلقات المديح كان يتعين عليه أن يكون ماهراً بألاعيبها و( شاطراً ) في الرقص فوق حبالها , لا إن يكتفي بأتخاذها ( برستيجا ) فضفاضا , وعبارات رنانة يزين بها منطوقه في المجالس ووسائل الإعلام , ثم عندما تحضر الديمقراطية تجده جاهلاً بطرقاتها ومساريبها .

** نادي جدة الأدبي – بالمناسبة – مضى عليه زمن طويل وهو في قبضة خط فكري معين , وما قدمه فيما مضى معروف , وما عجز عن تقديمه معروف أيضا , كما أن موقع النادي من الإعراب معروف قياسا بأقرانه الأندية الأدبية الأخرى في المملكة .

** إن نادي جدة الأدبي – كأمر بدهي – ليس ملكية خاصة بصك شرعي لأحد , أو لمجموعة من المثقفين , أو لخط فكري معين , بل هو للثقافة والمثقفين في جدة أياً كانت أسماء الداخلين إليه , وأيا كانت رؤاهم أو قناعاتهم الفكرية , ولذلك يظل من المعيب – وخاصة وسط المجموع المثقف – أن تنشأ حتى ولو مجرد تلميحات إلى الاحتفاء بالشللية أو الانكفاء على الفئوية .

** نحن الآن لا ندري عن المجلس الجديد المنتخب لنادي جدة , ويجب (عقلا ) ألا نحكم عليهم من النظرة الاولى , فقد يحلق أولئك بالنادي إلى سماوات من الدهشة , وهذا ما نأمله منهم وهم القادمون من محراب الجامعة بكل زخمها الفكري , وهم ولاشك طاقات كفؤة ومؤتمنة على تخريج أجيال , أفلا يمكنهم إدارة نادٍ أدبي , ثم ( وهذه ميزة ) ربما لم يتم الانتباه لها – أن ” التغيير ” هو مطلب المرحلة أصلا , أفلا نمنح الضيوف الجدد الفرصة ؟

** أين شعارات المثقفين الدائمة وقناعاتهم الراسخة بأنه يحق للكفاءات من الناس الوصول إلى مواقع المسؤولية بكل سلاسة , وبالتالي تداول سلطة القرار بعيدا عن احتكار الكرسي دهرا , وأن أفضل وسيلة لذلك هي صناديق الاقتراع وأصوات الناخبين ؟ … أين كل هذه القناعات , أم أنه يمكن ( لحسها ) في لحظة بحسب اتجاه رياحهم الخاصة ؟
يا أيها الإخوة الغاضبون : هونوا على أنفسكم ؟ .. فما حدث من نتائج للانتخابات لم يكن عجيباً بقدر العجب من اهتزاز ( روحكم الرياضية ) التي كان يجب أن ترحب بالنتائج أياً كانت , لأنها مبنية على المفردة الديمقراطية التي هي من صميم قناعاتكم .. وأخشى ما أخشاه إن يفاجئنا بعض المثقفين غداً بصب اللعنات على الديمقراطية والتبرؤ منها , وهذا ليس غريبا عن محيطنا العربي , المثقل عادة بمعاييره المتقلبة المزاج والمختلفة عن كل العالم .

بخيت طالع الزهراني

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يمتدحون الديمقراطية وينادون بها إذا فازوا فيها ..!!
    هؤلاء يا استاذ بخيت من يدعون انهم يقودون المجتمع ووعيه .. انظر كيف .!!

    لقد فتحوا في الفيسبوك صفحة انت تعرفها ( الاندية الادبية الى اين ) كلها لاعلان الحرب على هذه النتائج ..!!!

    عجبا يتمسكون بكراسي اندية ادبية , وينتقدون حكام دول يتمسكون بمناصبهم وفرق كبير بين هذا الكرسي وذاك ..!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى