قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : شاب سعودي مِـن أسرة بسيطة توصف فيما مضى بأنها ( ذات دخْـل محدود ) ، كَـافح ذلك الـشّاب ( مقهور ) عَـمِـل ، درس ، تخرج في الجامعة !
ظلّ لأكثر من خمس سنوات يصارع الغَـرق في مُـسْـتَـنقع البطالة !
فَـرِح ( مَـقهور ) جاءت الوظيفة ، ابتهج ورقص قلبه طرباً الراتب بمقاييسه كان ثروة !
ياه ( خمسة آلاف ريال ) ، كيف سأصرفها ؛ قالها الشاب ( مقهور ) !
عَـمله خارج مدينته بأكثر من (200 كم ) ؛ إذن لابد من سيارة بسيطة ، قالت شركات التقسيط : أهلاً ، استلم المركبة الصغيرة ، والثمن ( 1500 ريال ) قِـسط شهري لمدة تزيد عن أربع سنوات !!
مضت سنة ، سنتان ، والشاب يفكر بالزواج ؛ فعمره يقترب من الثلاثين ؛ ولا سبيل لذلك إلا بقرض تمويل من البنك !!
( البنك ) يرحب به ، وبابتسامة صفراء ، تخفي خلفها سكيناً حادة هي الأعلى في العالم بنسبة الأرباح التراكمية ؛ المهم تمّ ذبح ونـحْـر المسكين ( مقهور ) بعمولة كبيرة ، شهرية بلغت ( 2000 ريال ) ، انضمـت ، إلى الـ ( 1500 ) قسط السيارة !!
تكاليف زواجه كانت بسيطة جداً ؛ الأسرة طيبة وقنوعة ، المهر عادي ، حفلة الزواج متواضعة ، وعلى لحوم أغنام أسترالية مستوردة ربما تكون بطعم الخنزير كما ذكرت بعض التقارير !!
الحفلة اقتصرت على تبادل الحكاوي ؛ فليس هناك حضور لـ ( فنان الـغَـرب أو الشرق ) ، ولا طَـقَاقَـة أو مطربة الخليج الكَـاريبي !!
تمّ الزواج ، دخل ( مقهور مع زوجه ) بابه في شُـقـتـه الغلبانة التي استأجرها بـ ( 1500 ريال شهرياً ) ، والتي تضامنت مع قسط السيارة ، وقسط البنك !!
وهنا راحت السّـكرة ، وجاءت الفكرة ، وانفتح أبواب المعاناة والعذاب ؛ فقد اكتشف ( مقهور ) بعد كل هذه الأمور أنه لا يملك ريالاً واحداً ليأكل فيه مع شريكة عمره قطعة خبز ، أو يرتوي بجرعة ماء !!
نعم ( مقهور ) الذي راتبه ( 5000 ألاف ريال ) أصبح لا يملك إلا الصّـفـر ؛ فماذا يفعل ؟!
هل يبيع خضار على قارعة الطريق ؟! ( البلدية والعمالة الوافدة له بالمرصاد ) !!
هل ينقل ركاب بسيارته ؟! المرور له راصد ، وعلى مراقبته ( سَـاهِـر ) !!
طَـيّـب هل يستغني عن الشقة ويسكن خيمة ؟ البلدية ولجان التعديات التي تسكت وتصمت أمام نهب الهوامير إياهم لـ ( كيلوهات الهوامير ) من الأراضي سوف تطارده وفي غياهب السجن ربما تودعه !!
هل يطلق زوجته ويصوم كلَّ يوم ، تطبيقاً لقاعدة ( فإنّ الصوم له وجـاء ) ، وبذلك يوفر قيمة الأكل أيضاً ؟! ( هذا مخالف للسنة ، فأفضل الصيام صيام النبي داود عليه السلام صيام يوم وإفطار آخَـر !!
( مقهور في أمره محتار ) فما رأي المسئولين ؟!
طيب إذا كان هذا حال (المواطن مقهور ) مع ( الـصّـفِـر ) ، وهو الذي يقبض خمسة ألاف ريال ؛ فكيف يعيش من دخله ( 3000 ريال ) ؟! وكيف يَـقَـاوم الموت من تَـقَـاعُـده أو راتبه من القطاع الخاص لا يتجاوز ( 2000 ريال ) ؟! بل كيف يموت العاطل ؟! هل تملكون يا أولئك إجابات ؟!
ما ظهر حتى الآن من إجابات نلمحها في الشروط التعجيزية لـ ( [COLOR=crimson]حَـافِـز [/COLOR]) ، ومطالبة أحد أعضاء مجلس الشورى بأن يُـعِـيـد ( المسكين العاطل ألفي ” [COLOR=crimson]حَـافِـز [/COLOR]” إذا التحق بالوظيفة ؟ هل عندكم تعليق ؟! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .