طوارئ للطوارئ

لا أعلم لماذا تفتقر أقسام الطوارئ بمستشفياتنا الى التنظيم ، ولماذا تعج بالفوضى وسوء التخطيط ، وهي أحوج الاماكن للنظام كونها تستقبل المرضى واصحاب الحالات الحرجه والذين لا يستطيعون الانتظار ويحتاجون للرعاية العاجله ، فلو لا حاجتهم الملحه لما حضروا الى هذا المكان .

ففي طوارئ مستشفى النور التخصصي بمكه المكرمه فوضى عارمه ، حيث أصبح منظر المرضى الذين تكتظ بهم الأسياب والممرات مألوفاً وهم يجلسون على الأرض وفي الطرقات بسبب عدم وجود كراسي كافيه للإنتظار ، وهناك العديد من المرضى الذين يدخلون الى قسم الطوارئ محمولين على أكتاف ذويهم بسبب عدم وجود كراسي متحركه أو أسرة نقاله ، وفي الداخل يصطف المرضى أمام شباك الاستقبال في طوابير ممله لعل الموظف يحن عليهم ويمنحهم ورقة كشف في ظل وجود موظف استقبال واحد فقط لكل هذه الاعداد الهائله ، وبعد الحصول على ورقة الكشف عليك الانتظار من جديد حتى تستطيع الوصول لأحد الأطباء التائهين في وسط الزحام ، فالوصول له لن يتم إلا بالشطاره والفهلوه ، فالبقاء للأقوى ، وبعد أن تحظى بالكشف على مريضك فإذا قرر الطبيب اجراء تحليل فهي معاناه جديده بالانتظار أمام غرفة التحاليل التي لا توجد فيها سوى ممرضه واحده لعشرات وربما لمئات المرضى .

وغير ذلك من المشاهدات العجيبه والغريبه والمحزنه والتي مع الاسف تتكرر في معظم اقسام الطوارئ بمستشفياتنا ، فأقسام الطوارئ تحتاج الى طوارئ لإصلاحها ، فلماذا كل هذا ؟ مع العلم بأن الدوله تنفق الملايين خاصة على القطاعات الصحيه من أجل تأمين حاجة المواطن والعمل على راحته .

ولكن يظل هناك تقصير من قبل بعض المسئولين والقائمين على الامور ، ويظل هذا التقصير نقطه سلبيه يجب أن تعالج ، فالدوله تنفق بسخاء ، والمواطن حقوقه ضائعه بين إهمال وتقصير البعض ومصالح البعض الآخر والله المستعان .