[COLOR=blue]عبدالله الجميلي[/COLOR] [/ALIGN] قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : حسب تصريح وكيل وزارة الشئون الإسلامية لشئون المساجد لصحيفة الوطن ( السبت الماضي ) ؛ فتحت مظلة الوزارة أكثر من 75 ألف مسجد منتشرة في مختلف مناطق ومحافظات وقرى المملكة .
إذن فهناك أكثر من ( 150 ألف وظيفة إمام ومؤذن ) ، يضاف إليها وظائف اللجان الشرعية والمراقبين ؛ تلك الوظائف ينام على أريكتها ، ويقبض مكافآتها من هم ليسوا بحاجة لريالاتها ؛ فأغلبهم من الموظفين ( قضاة وأعضاء هيئة تدريس ، ومدرسين ) !!
اللهم لا حَـسد ، وبارك الله لهم وزادهم من فضله ؛ ولكن هناك أكثر من ( 700 ألف عاطل ) لا يجدون قوت يومهم ، ومستقبلهم يُـسْـرق وينهار من بين أيديهم ؛ وبعض أؤلئك العاطلين يحملون ويتأبطون شهادات شرعية ، بل فئة منهم من خريجي أقسام القراءات والتفسير ، والدعوة والحديث !!
تُـلِــح ، وتكرر ، تسأل : لماذا لا تتحول ( وظائف الأئمة والمؤذنين والمراقبين ) إلى وظائف رسمية ذات مراتب ؛ يُعَـيّـن عليها العاطلون المتخصصون بعد تأهيلهم في معاهد الأئمة والدعاة ؟!
يأتيك الجواب الجاهز ، الذي ردّده وكيل وزارة الشئون الإسلامية في حديثه للوطن : ( العمل في هذه الوظائف يُعد احتساباً ؛ أما المكافأة فهي كما قال الفقهاء : “رزق من بيت المال ومن ولي الأمر” ؛ فهي ليست راتباً ولا يعد عملها وظيفة ) !
والِـفِـقْـه يقول : ذلك رأي بعض الفقهاء ، ولكن فريقاً آخر منهم أجاز أخذ الراتب على تلك الأعمال ؛ قال القرافي في “الذخيرة ” ج2 ص 66 : ” وعند ابن عبد الحكم الجواز فيهما مطلقا ” ، وهو وجه عند الشافعية ، وعللوا ذلك بأن الأجرة في مقابلة التزام مواضع معينة في الأذان والإمامة ، أو هي في مقابلة تَـعَـيّـن ما لم يَتَـعَـيّـن عليه ) .
وعلى الأخذ بالقول الأول فعنده المكافأة على الإمامة والآذان تدفع من بيت المال عند الحاجة ؛ فهل كل مَـن يمارسها اليوم محتاج أم هي عنده استزادة ؟!
الواقع يفرض أن عدم تفرغ القائمين على المساجد ، وانشغالهم بأعمالهم الأساسية ؛ قَـلّل ، إن لم يكن عَـطّـل من رسالة المسجد في خدمة المجتمع !!
وبالتالي على الجهات المسئولة أن لا نتلاعب بالمصطلحات ونتحايل عليها لمصالح النخبة ، فالمكافأة راتب ، والراتب في عُـرف اليوم مكافأة !!
أما القول بأن هذه المهمة احتساب ومن يقوم به محتسب ؛ فلا شك أن هناك فضلاء ومخلصون ومحتسبون ؛ ولكن قليلُ ما هُـم ؛ ولكن هناك الكثير مَـن لو انقطعت عنه تلك المكافأة فإنه سوف يُـعلن العمل في المسجد للـتّـقبيل لعدم التفرغ !!
ذكر أحد المسئولين عن المساجد : أرسلنا لأحد الأئمة عدة إنذارات بسبب كثرة تغيبه ، ولكنه تجاهلها !!
المهم كان القرار فَـصْـله ، ثم اشتكى ، فحضر لتَـستمِـع له اللجنة المختصة التي أيدت فصله ، وحينها كان الأربعاء وهو خطيب جمعة ؛ فحثته اللجنة على أن يصلي هذه الجمعة حتى يتمّ تعيين البديل ؛ فأجاب بغضب رافعاً إصبعه : ( ولا رَكْــعَــة ) !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .
aaljamili@yahoo.com