المحليةالمقالات

بيوت مكة العلمية العريقه

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]بيوت مكة العلمية العريقه[/COLOR] [COLOR=blue]عبدالرحمن عربي المغربي[/COLOR] [/ALIGN]

بيوت مكة العلمية العريقة توارث فيها الأبناء والأحفاد العلم كابراً عن كابر وكثير من تلك الأسر عرفت بالوفاء والحب لهذا المكان المقدس البلد الأمين وتميزت تلك البيوت بأهميتها التاريخية والثقافية والإجتماعية لأنها تحمل صدى السنين وروائع الذكريات وبهيج الاشجان , ومن هذه النماذج المضيئة التي تعتبر نموذجا للشباب والشابات والتي خرجت من بيوت مكة العريقة , [COLOR=crimson]محمد مرداد[/COLOR] هذه الشخصية التي شدتني من خلال مسيرتها العملية و العلمية و نشاطة الذي أمتد إلى التدريس بالمدارس الأهلية والحكومية ومنها الرحمانية بالمسعى والعزيزية الإبتدائية بالشامية , كما شدتني المكانه العلمية لهذة الشخصية التي تحترم الرأي والرأي الآخر , ولكن من ذات منطلق الشفافية والوضوح آرى بُعد هذا الجيل عن هذه السير وقراءة حياة هذه النماذج , وهذا الرجل كان يقوم بإبرام عقود الأنكحة التي كان يتولاها عادة العلماء بالمسجد الحرام , ونحن حينما نكتب عن هؤلاء الرجال نريد من هذا الجيل قراءة صفات هذه الشخصيات المحببة التي كانت تحمل نفوساً هادئة مسالمة وروح متواضعة كلها شغف وعطف وحب ولهم من السلوك المثالي العام والخاص ما لايمحوه الزمن , ونعرف أن هذه البيوت المكية العريقة لها كثير من الأنظمة التربوية من أهمها شغلها الشاغل أن يحفظ الإبن كتاب الله الكريم وهكذا [COLOR=crimson]محمد مرداد [/COLOR]/ منذ صباه , ومن الوظائف الشرعية التي مارسها قيامه بإبر ام العقود التي كان يتولاها العلماء , من أمثال الشيخ علوي المالكي والعلامة محمد أمين كتبي وكان الناس يتفاءلون ويتيمنون بعقودهم ويتحرون لها أشخاصهم , أملاً في دعاء صالح من انفاس زكية نقية , وفي سيرة هذا الرجل أنه مرجعاً في المذهب الحنفي يُشار إلية من علماء مكة المكرمة عندما يستفتون من هذا المذهب, وحلقة درسه بين باب السلام والدريبه , يقول الدكتور / عبد الوهاب أبو سليمان عن شخصية محمد مرداد – كان رحمة الله شخصية محببة بين زملائه لما هو معروف عنه من نفس هادئة , ومثالاً للمؤمن الصادق الوفي المخلص لبلاده.

فأين هذا الجيل من هذه الشخصيات وكفاحها وتواصلها مع مجتمعها وقبولها للأخر , هذه الأسئلة كثيراً ماتؤرقني وتحتل مساحه كبيرة لدي ولم أجد إجابات مقنعة لها.
ودائماً اتحدثت عن شخصية مكية لها أياد بيضاء وبصمات واضحة وهذه الشخصية عملت وزيراُ للنافعه , وأمنياً للعاصمة , وعضواً بالمجلس البلدي وهو المكي عباس يوسف قطان رحمه الله ومن أعماله الخيريه أنه كان مشهوراً بإصلاح ذات البين وكان يتحرى الإصلاح بين العائلات التي يطول بينها الجفاء أو الأفراد الذين تشتد بينهم البغضاء فتقطع أواصر المحبة, وقد كان قضاة مكة يحيلون إليه من القضايا التي تعرض عليهم ما يرون انه من المصلحة تدخله فيها حفظاً لصلة الرحم وحسن الجوار وكان الشيخ عباس يوسف قطان رحمه الله يبذل جهده ووقته للإصلاح ذلك مستعيناً بمن يتوسم فيهم الخير من الرجال لتحقيق هذه الغاية باذلاً في ذلك جاهه وماله وربما اقتضى الأمر مراجعة المسؤولين في الدوائر الحكومية لتذليل العقبات التي تعترض سبيله حتى إذا ثمر سعيه جمع المتخاصمين في داره المضيافة على مائدة العشاء مع من إاشترك معه في الإصلاح ليذهبوا في اليوم التالي إلى المحكمة فيطلبون من القضاه إلغاء القضايا التي كانوا يقيمونها معلنين تصالحهم وتراضيهم ولا شك أن هذا العمل من أجل الأعمال التي لا يقوم بها إلا الرجال الكبار الذين إتسعت صدورهم لمشاكل الناس. ومن الشخصيات ايضاًً العلامه زكريا بيلا الذي الحقه والده بالمدرسه الهاشميه الإبتدائية بسوق المعلاة بعد ذلك الحقه بالدرسه العروفه والمشهوره بالصولتيه بمحله الباب ولم يفته التحصيل العلمي في المسجد الحرام في حلقات العلم والنور التي كانت تعقد في الحرم المكي. وبفضل الله الكريم وتوفيقه لم تذهب جهود والديه ادراج الرياح بل كتب الله لها النجاح فقد رأى والده ثمرة جهودهما وهما على قيد الحياة حيث حمل شيخنا الفاضل العالم زكريا بيلا وسام الشرف والجد قلدته اياه المدرسة الصولتية وذلك عام 1353هـ بعد اجازة الإختبارات لعدة سنوات وتم اختياره لأن يكون احد مدرسيها بقسميها الأدبي والعلمي الثانوي.

وفي سنة 1354هـ حظى عالمنا بشهادة التدريس بالمسجد الحرام حيث قام بمهمة التدريس بالمسجد الحرام حيث قام بمهمة التدريس في الحرم المكي خير قيام في مجالات مثل الحديث والفقه الإسلامي وأصول الفقه وقواعده وقواعد اللغة العربية وإلى جانب التدريس كان يقوم بتأليف الكتب ومنها ” الجواهر الحسان في تراجم الفضلاء والأعيان” و ” المنهل العذب المستطاب” شرح منظومة قواعد الإعراب واعلام ذوي الإحتشام بإختصار افادة الأنام بجواز القيام لأهل الفضل والإحترام وله ايضاً ” نظم الأزهار الوردية في علم الفرائض” ” والمختصر في حكم الإحرام , واخر ساعة في حكم لبس المحرم للساعة.

يقول الشيخ عمرعبد الجبار في كتابه تراجم وسير : لقد عرفت الشيخ زكريا بيلا منذ ربع قرن فلمست فيه تواضع العلماء وورعهم ودفاعهم عن الدين في سعة الصدر وسلامة النية واخلاصه لعمله , ولا ادل على ذلك من قيامه بالتدريس سنين عديدة بالمدرسة الصوليتة وتعيينه عضوا بهيئه إدارة الحرم المكي الشريف عام 1378هـ بقي فيها لسنوات عديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى