المحليةعبدالله سعيد الزهراني

تبينوا قبل أن تندموا

تابعت بعض الكتابات والتعليقات حول[COLOR=crimson] قضية المسؤل بوزارة الحج[/COLOR], وقضايا الإختلاس, وبالرغم ان القضية لا زالت في ردهات المحكمة , إلا أن عدد من الإعلاميين أصدروا اأحكام مسبقة , وأخذوا في التشهير , بذلك المسؤل(الإفتراضي).

ورغم مطالبتنا بالضرب بيد من حديد وتطبيق شرع الله القويم على كل من تسول له نفسه أكل المال العام وحقوق الناس, إلا أن القول الفصل في هذا الأمر للقضاء , والذي يحظى بإستقلالية وخصوصية في بلادنا ولله الحمد, والعجيب أن عدد من هولاء الكتاب والإعلاميون هم من يطالب بالحريات للموقوف , والمسجون, والسارق, وحتى مرتكبي الفواحش الأخلاقية الذين صدر ضدهم أحكام قضائية, فما بالك بمن هو متهم فقط ولم يثبت عليه شئ حتى الآن! ومن أبسط حقوق المتهم أن لا يشهر به, ولا يتعرض لأي نوع من الضغوط الإعلامية ولا غيرها, حتى تثبت إدانته أو برائته, وهو ما كفله الشارع الحكيم, ولو علم البعض تأثير مثل هذه الإتهامات والأحكام على أشخاص قد يكونون أبرياء, على أسرهم ومستقبلهم , لعلموا أنهم يرتكبون منكراً عظيماًو قد يعود عليهم بالخسران في الدنيا قبل ألآخرة.

وقد نهى المولى عز وجل المؤمنين الإستعجال في إصدار الأحكام وقال عز وجل ([COLOR=green]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ[/COLOR]) الحجرات (6), ورغم أن الآية تتحدث عن رجل أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخذ زكاة بني المصطلق فتأخر عليهم, وعندما اقترب ذلك الرسول منهم تذكر حروب كانت بينهم وبين بني المصطلق فخاف أن يقتلوه, فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن بني المصطلق أرتدوا ومنعوا الزكاة, وأما بني المصطلق فلما تأخر عليهم جابي الزكاة توجهوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم, والذي كان قد جهز خالد بن الوليد لقتالهم , فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر, وتبينت الحقيقة, أن الآية شاملة لكل مسلم , ورادعة لكل من يقع في حق وعرض أخيه المسلم بدون حق, بل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (الربا سبعاً وسبعون حوباً(أي باباً) أيسره أن ينكح الرجل أمه) حديث صحيح وقال(ان أربى الربا الإستطالة في عرض مسلم بغير حق) حديث صحيح, فإذا كان أيسر الربا كان ينكح الرجل أمه, فما بالك بعقوبة (أربى الربا) أي أعظمه , وهو الإستطالة والحديث والتندر بأعراض المسلمين بغير وجه حق, فلنحذر جميعآ من هذه الأمور , ولنحترم عروض أخواننا المسلمين, ولنحمد االله على العافية والستر, ولندع القضاء يقول كلمته الفصل, كما إني اطالب وزارة الاعلام, ووزارة العدل واللتان عقدتا ورشة عمل مؤخرآ حول حقوق المتهمين, وحتى المدانين, وما يمكن نشره وما لا يمكن , بحماية الحقوق ومحاسبة من يشهر بأحد دون حق, وهو حسب معلوماتي جرم يستحق فاعله وقائله العقوبة التي قد تصل لحد القذف.

وعندما ناقشت أحد الاصدقاء من الاعلإميين , وحذرته من الوقوع في أعراض المسلمين بدافع شهوة الخبر والنشر الفضائحي, قال : إننا نعتذر للشخص الذي قد نظلمه في كتاباتنا, فتذكرت إعتذار أحد الاعلاميين الإمريكيين لرجل أعمال امريكي تجنى عليه وأتهمه باطلاً وذلك عندما ألتقيا في حفل داخلي, فقال رجل الأعمال: أتمنى ان تشتمنى في هذا اللقاء عند المغسلة , وأن تعتذر في صحيفتك عن ماجنيته في حقي وأسرتي, وأخيراً فلنعلم أن المولى عز وجل يرانا ويسمعنا, وأن ملائكته الكرام تسجل علينا كل قول حيث يقول عز وجل ( مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد).

عبدالله سعيد الزهراني

باحث في تاريخ وآداب المسجد الحرام

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى