]صدق أو لا تصدق ، فهذه عِبارة لأحد المسؤولي السابقين للتربية والتعليم للبنات بالمنطقة الغربية ! حينما ترددن عليه المعلمات ـ عن طريق أولياء أمورهن طبعاً ـ يُطالبن بحقهن في النقل والذي طال أمده لمختلف التخصصات ، عَطفاً على خدماتهن والتي وصلت لبعضهن إلى أكثر من عشر سنوات ، وهُنَّ مُتغربات عن أهلهن وأولادهن وأزواجهن ، فأعانهن الله وصبرهن ، فبدلاً من أن يُخفف عليهن ، يتشدق بمثل ذلك الكلام !
تعودنا من بعض المسؤولين أن يُكسر ـ إن جاز التعبير ـ مَجاديف الشباب والشابات ، فهو يُشعر من يُكلمه أنه فريد عصره ، وفلته من فلتات الزمان ، والذي قّلَّ أن يجود علينا بمثله ! وأن القطاع الذي يعمل فيه سوف يخسر كثيراً فيما لو تركه مُجبراً أو مُكرهاً بتقاعد أو بإقالة ، كما حدثت للمسؤول السالف ذكره ! ( لا بارك الله في بلد لا تنجب كفاءات ، فالخير موجود في أمة محمد صلَّ الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامه ) .
ويجب أن نعطي الفرصة لضخ دماء شابة جديدة بدلاً من بعض كبار السن والذين لا يحتملون النِّقاش ، بينما هم في إدارات تعج بقضاياها ، فمثل ذاك يُقال له جزاك الله خيراً على ما قدمت وافسح المجال لغيرك ، فهذه سُنة الله في أرضه ، ولو بقيت لغيرك لما وصلت إليك ! وبطبيعة الحال لو فتشنا في واقع ذلك المسؤول صاحب العِبارة إياها ، ومن هم على شاكلته ، لوجدنا أن أقربائه ، وإخوته وجيرانه وأحبابه ، وربما أحباب أحبابه ومن يُعزون عليه يعملون في مدارس بالقرب من بيوتهم ، وليست في الحي القريب منه فقط !
وخِتاماً .. أمثال ذلك المسؤول كثر في دوائرنا الحكومية ، ممن يتشدقون بحرصهم على المصلحةِ العامة ، وهم أبعد ما يكونون عنها ، وما يزيد ذلك حينما يُلقي أحدهم التهم تِلو التهم على الشباب من الجنسين بالكسل وغِياب الجِدية في العمل ، بينما هو يسبح في أنهار من المحسوبية والواسطة لمن يُحِب ! أما متى نتخلص منهم ؟! فعلم ذلك عند ربي ، لا يضل ربي ولا ينسى ، سُبحانه .