المحليةالمقالات

الصّحافة السعودية بين المدّ والجزر

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]الصّحافة السعودية بين المدّ والجزر…؟[/COLOR][COLOR=blue]بقلم: مصطفى قطبي[/COLOR][/ALIGN] في عصر تغير فيه العديد من المفاهيم الصحفية وكذلك القيم الأساسية والضوابط الخاصة بهذه المهنة التي كانت في السابق سداً منيعاً لكل أشكال التهميش والفساد والظواهر السلبية التي تهدد كيان المجتمع وتشتت وحدته، وقد أصبحنا أمام نمط جديد من الصحافة الموجهة إلى قارىء لم يعد يبحث عن الإفادة والمطالعة بقدر البحث عن الأخبار… وأضحت الصحافة المكتوبة تنعت بأبشع النعوت والأوصاف من قبل جماهير عريضة من المجتمع، وبالرغم من التوضيحات والتفسيرات لمالكي الصحف عن الأسباب العميقة للتركيز على الموضوعات ذات الإثارة التي لا تتضمن أي إفادة للقارىء وإنما لجلب انتباهه ودفعه إلى الاطلاع على المضمون. ومن خلال هذا التغيير في التوجه الصحفي والذي يجد تبريرات واسعة لدى أغلب مالكي الصحف بدأ هناك اعتقاد أن الصحافة المكتوبة ابتعدت عن أهدافها الأساسية وانحرفت عن المسار الصحيح وتحولت إلى واجهة إشهارية من خلال كثرة الإعلانات في أغلب صفحات الجرائد.

إنّ العمل الصحفي ليس مجرد هواية تقوم على المزاجية والهوى الشخصي، ولكن العمل الصحفي، في مفهومه الصحيح، أصبح اليوم مهنة معقدة ذات رسالة وهدف، وتقوم على قواعد وأسس بعيداً عن المزاجية والارتجال والاجتهادات الشخصية. ومما لا شك فيه أن مهنة العمل الصحفي اليوم تحكمها الأبجديات التي يتعلمها الممارس لهذه المهنة، سواء على مقعد الدرس والتحصيل العلمي في الجامعات والمعاهد المتخصصة، أو على محك التجربة والممارسة العملية في الميدان الواقعي، وعندما يفتقر العمل الصحفي المهني إلى هذه الأبجديات فإنه يفقد احترامه ومصداقيته. ولا شك أن ذلك يؤثر تأثيراً سلبياً على العلاقة بين الصحفي والمتلقي الذي تسعى الصحافة إلى الوصول إليه والتفاعل معه والتأثير فيه.

والمتأمل في واقع بعض الصحف السعودية يجد أنه كثيراً ما تغيب هذه الأبجديات أو بعضها في ميدان الممارسة الصحفية، مما يوقع القارئ في حيرة وقلق ويجعله يبتعد عن صحافته ويعيش في غربة معها. فقد أصبحت تطالعنا الصحف من حين لآخر على مقالات وأخبار تثير أحياناً مشاعر المواطنين وتهز إحساس القارئين، فيتألمون للخبر الموصوف، ويتأسفون على المقال غير المألوف، صحافة تنشر قضايا أخلاقية، كانتهاك الأعراض والفجور وارتكاب المحرمات في أماكن مقدسة… وهذه الأخبار أو المقالات يذل بها الإنسان، ويخجل منها الشيطان.

وقد اشتد الجدل في الأيام الأخيرة حول نشر أخبار الجرائم بأنواعها في الصحف والمواقع الالكترونية، فراح البعض ينحي باللائمة على الصحف لما تفيض به من أنباء الجرائم ويتهمها بإفساد أخلاق الشباب ويدعو إلى الحد من هذا النشر الذي يسيء إلى البلاد والعباد، بينما ذهب آخرون إلى أن نشر هذه الجرائم لا تعدو أن تكون بعض ما يجري في المجتمع السعودي كل يوم، وأن على الصحف والمواقع أن تنبىء الناس بأخبارها.

والحقيقة أن أنباء الجرائم والقضايا الأخلاقية المحلية والدولية في الصحف والمواقع السعودية قد أصبحت تحتل منها مكاناً بارزاً فيه كثير من التجاوز والمبالغة. وبعض الصحف والمواقع تندفع وراء الرغبة في النشر لكل الأخبار المثيرة التي تستهوي القارىء، فتضرب في الخيال وتبالغ في التصوير وتخترع المواقف وتجري على لسان المتهمين والشهود ما لم يصدر منهم أبداً. وبعضها يتخذ لنفسه سلطة التحقيق فيسأل الشهود ويستجوب المتهم ويتخذ من مآسي الناس مادة للتعليق المثير.

وفي نظري، فالإعلام الحقيقي هو الذي ينشر الأخبار ويترفع عن الخوض في شؤون الناس الخاصة ويتجنب التشهير وإثارة الفضائح والأمور الفاحشة التي تمس حياء الناس ولا يقصد بها إلا الإثارة الشهوانية وإيقاظ الميول السافلة. فحرية الصحافة لا تكون في الاعتداء على حرية الآخرين، والكلمة التي تنشر في الصحف والمواقع وتسيء إلى شخص بريء لا يمحى أثرها من الأذهان، والتجني والتشهير والمبالغة ليس من شيمة الصحف والمواقع الحرة التي تؤمن حقاً بالحرية، وهذه الحرية التي قد يعتدى عليها بالنشر هي حريتك وحريتي وحرية كل شخص. فمنذ كانت الصحافة وهي تهدف إلى خدمة الوطن وهي سبيل للتقويم منار للتهذيب والتعليم، دليل للنصح والإرشاد، مشعل للرأي الحر من غير إثارة الأحقاد. متنفس لكل وطني غيور، يرمي بكتابته إلى استثباب الأمن والسلام، ويدعو إلى الخير والوئام، وينشر بين الناس الفضيلة، ويحثهم على نبذ الرذيلة، فيكبح النشر جماح الشرور والفتن، ويصلح بين الناس ما ظهر وما بطن. وكلما تميزت الصحف بالصدق في نقل الأخبار وتنبيه أولى الأيدي والابصار، إلا وكبرت في أعين الصغار والكبار، فازداد صيتها، وتعطش الناس لقرائتها، وتهافتوا على التشكي إليها والاحتماء بها. فإن هي زاغت عن تلك الأهداف، أصبحت تجارة تبتغي الربح وتستهدف تكوين الأحلاف، وتسعى إلى تشجيع الجريمة والانحراف، ومن هنا كان نشر بعض المقالات والأخبار المسيئة للذوق العام أمراً محظوراً والخوض في تفاصيلها عملاً مذموماً. وقد يصل الأمر إلى حد فقدان القارئ الثقة فيما تقدمه هذه الصحافة، وبذلك تفقد عنصراً هاماً من عناصر نجاحها وهو عنصر المصداقية.

إنّ من أولى أبجديات الصحافة التي يتعلمها الصحفي الممتهن أن الخبر الصحفي لا أهمية له إلا بقدر صلته بالقارئ، وتلبيته لحاجاته وتعلقه بواقعه وظروفه ومشكلاته. فكثيراً مما ينشر في هذه الصحافة لا يعبر عن الاهتمامات الحقيقية لجمهور القراء، بل إننا نجد في كثير من الأحيان أن بعض الصحف تنشر أخباراً تصطدم مع قيم القراء وسلم أوَّلياتهم. ففي السابق اعتمد الصحفيون على مقاييس موضوعية في اختيار الموضوعات المراد نشرها في الصحف وهي الآتي:
1 ـ [COLOR=crimson]الآنية [/COLOR]: وتعني الموضوعات المستجدة في الواقع والتي قد حدثت أو تحدث أو ستحدث.
2 ـ [COLOR=crimson]القرب الجغرافي[/COLOR]:ويعني علاقة الحدث بقارىء الصحيفة وبمعنى أوضح أن الحدث من اهتمامه.
3 ـ [COLOR=crimson]الجـدّة [/COLOR]: ويعني أن يكون الموضوع جديداً وجديراً بالمتابعة.

وتعتبر هذه المقاييس الأهم من جملة المقاييس الأخرى التي اتبعها الصحفيون في عملية اختيار الموضوعات في السابق قبل أن تطرأ عليها تغييرات في عصرنا هذا، ولعل الأهم في ذلك الجانب التجاري الذي طغى على أغلبها وأصبح المقياس الأول عند الصحفي في الوقت الحاضر، ومن نتائج هذا التغيير في المفاهيم بروز طابع الإثارة والتشويق في طرح الموضوعات إلى حدّ أنها أصبحت ضرورة عملية ومحدّداً لنجاح الصحفي. وبالرجوع إلى تعريف الإثارة والتشويق نستنتج أنهما يعطيان للشيء بعداً أو حجماً أكبر في الاتجاه السلبي أو الإيجابي مما تضفي لدى القارىء إذا ما وظفت في الصحافة حب الاطلاع والمعرفة.

لقد تعلمنا أن من أبجديات العمل الصحفي أن يسعى الصحفي إلى الخبر، لا أن ينتظر الخبر ليصل إليه جاهزاً معلباً، سواء من وكالات الأنباء المحلية أو الأجنبية، أو من مكاتب العلاقات العامة في الدوائر أو الشركات، أو من طرق شخصية بعضها شريف وبعضها الآخر فيه امتهان لرسالة الصحافة ودورها الرائد الموجه في المجتمع.

إنّ نظرة فاحصة إلى بعض الصحف السعودية تدلنا على أن هذه الأبجدية تكاد تكون شبه غائبة في الممارسة الواقعية، كما أن العمل الصحفي في معظمه عمل مكتبي معزول عن حركة الحياة والواقع. وينطبق هذا على القضايا المحلية التي تهم القارئ، إذ لا يستقطب كثير من هذه القضايا المحلية عناية الصحافة إلا بقدر محدود، ولا تحظى إلا بخدمة شحيحة ومتابعة مبتسرة تبعاً للنَفس الضيق والمستعجل للعاملين في الصحافة، وهم في معظمهم من الهواة والمتعاونين الذين يعدون العمل الصحفي أمراً ثانوياً يحققون عن طريقه مصالح شخصية لا أكثر. ومن هذا المنطلق تغيرت المفاهيم والقيم الصحفية التي كانت تميز العمل الصحفي وأصبح اهتمام الصحف مرتكزاً على الموضوعات ذات الطابع الاستهلاكي الكمي دون النوعي وهو ما انعكس على ثقافة المتلقي الذي تعود على نوعية محتوى صحفي ذي الاستهلاك الفوري كأخبار مشاهير الفن ونجوم الرياضة التي تملأ أعمدة الصحف اليومية.
إن مشكلة غياب العديد من أبجديات العمل الصحفي في بعض الصحف السعودية مردها إلى عوامل عديدة، من أهمها الاعتماد شبه التام على المصادر الثانوية في الحصول على الخبر والمادة الصحفية من وكالات أجنبية ووسائل قد لا تدرك طبيعة العمل الصحفي ورسالته. ومن تلك العوامل أيضاً غياب الرؤية المهنية الواضحة للعمل الصحفي ورسالته لدى المؤسسات الصحفية والقيادات التي توجه هذه المؤسسات. إذ أنها ـ في معظمها ـ تبحث عن الأسهل والأيسر والأقل تكلفة، فهي تنظر إلى الصحافة نظرة تجارية أكثر من أنها رسالة ومهنة ذات مسؤولية اجتماعية. كما أن غياب المعرفة الحقيقية بالقارئ المتلقي للمادة الصحفية، وفقدان الدراسات الميدانية التي تكشف عن اهتمامات القارئ وتوجهاته يؤدي إلى استمرار حالة (السلق) الصحفي الذي يتسم به كثير من الأعمال الصحفية السعودية. ويبقى أخيراً عامل هام، وهو افتقار الساحة الصحفية إلى صحفيين مبدعين يحملون هم الرسالة الصحفية ويعشقونه، ويعرقون من أجله ويكافحون ويناضلون في سبيل أن يحصلوا على الخبر ذو المصداقية والموضوعية، وأن يتابعوه ويخدموه ليقدموه بعد ذلك إلى القارئ المتلهف في طبق شهي بعيداً عن الإثارة والإسفاف، تفوح منه رائحة العناء والتعب.

إننا إذا أردنا للعمل الصحفي في صحافتنا السعودية أن يرتقي ويتطور فلا بد لنا من أن نعيد إليه أبجدياته التي لا غنى عنها، وحينئذ يحق لنا أن نقول أن لدينا عملاً صحفياً حقيقياً يحقق رسالته في المجتمع بتنويره وخدمته وحفزه إلى التطلع نحو المستقبل.
وأخيراً وليس آخر، إسمع أيها الصحفي… المؤمن بالحرية… إسمع ما تقوله وثيقة عهد الشرف الصحفي الدولي الذي وضعته لجنة حرية الإعلام وأقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي لهيئة الأمم المتحدة في دورة 1953 : ( تتطلب المزاولة الشريفة للمهنة الصحفية، الإخلاص للمصلحة العامة، ولذلك يجب على الصحفيين أن يتجنبوا السعي وراء منفعتهم الشخصية أو تأييد المصالح الخاصة المتعارضة مع المصلحة العامة أيّاً كانت الأسباب والدوافع، فالافتراء والتشهير المتعمد، والتهم التي لا تستند إلى دليل، وانتحال أقوال الغير، كل ذلك يعد أخطاء مهنية خطيرة ).

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أشكر صحيفة مكة الالكترونية على نشر هذا المقال الذي نحتاجه في هذا الوقت، بحيث أصبح ممن هب ودب يكتب وينشر كتاباته.للأسف فأبجديات الصحافة التي تكلم عنها الكاتب اختفت أو تكاد تختفي في الصحف السعودية وحتى غيرها من الصحف العربية.للأسف أصبح هناك تسابقامحموماً حول الأخبار الجنسية والمثيرة جدا.وأصبح القارىء يصطدم بكتابات تقترب إلى اللغة العامية المبتذلة.

  2. لا يمكن لأي متابع أن ينكر التطور الذي حصل في الصحافة السعودية بحيث تطورت وأصبح لها وزن.لكن للأسف بعض الصحف السعودية تميل كثيرا إلى اقتناص الخبر وتلوينة بالمادة التشويقية والإثارة على حساب المصداقية وهذا يؤثر على سمعة هذه الصحف وبالتالي تجعل عددا لا يستهان به يهجر هذه الصحف باحثا عن الموضوعية.

  3. أعجبني المقال وأردت أن أشكركم على مجهوداتكم المتواصلة لأجل تنوير الرأي العام المحلي والعربي.فخطوات صحيفة مكة الالكترونية محسوبة وستصبح إنشاء الله رقماً إعلامياً يحسب له ألف حساب نظراً لما تقدمه من إسهامات إعلامية جادة وموضوعية ومهنية.

  4. مقال في غاية الأهمية يناقش الصحافة السعودية ويضع اليد على مكامن الخلل في العديد من الكتابات التي تنشرها الصحف والمواقع السعودية.والذي أثارني في المقال هو اعتماد الصحف على عنصر الإثارة وهذا في نظري عنصر خطير، حيث أن بعض الصحف والمواقع تتسابق لنشر الأخبار المثيرة والمستفزة للقارىء والمصيبة أن هذه الأخبار ليست دقيقة بل لأجل كسب أكبر عدد من القراء.

  5. أتفق مع الكاتب أن صحافة الإثارة والتشويق طغت على الصحف السعودية وهذه الإثارة الصحفية نلاحظها عامة في جل الصخف العربية بحيث أصبح القارىء يتيه في بحر من الاخبار الفضائحية التي تنتشر في الصحف وبعناوين مثيرة وفي أغلبها كاذبة إذ يتم نقل الاخبار من مواقع غير ذي مصداقية ما يشوش على القارىء ويجعله يبحث عن الخبر الصحيح في صحف أو مواقع أخرى ليصطدم في الأخير أن الأخبار المنشورة لاقيمة لها لأنها مجرد نقل صحفي عن جهات غير موثوقة

  6. من الأعماق أشكركم وأتمنى لكم دائما التوفق والازدهار وخدمة القارىء أينما كان. فالصحافة تحتاج إلى المصداقية والموضوعية والمهنية وقبلها إلى ضمير حاضر دائما وليس ضمير مستتر.

  7. الصحافة إذا تركت على عواهنها تصبح خطرا على المجتمع وإذا قيدت تصبح لا قيمة لها.وهذه المعادلة الصعبة يتحمل الصحفي المسؤولية الكاملة في اختياراته الصحفية،إما أن يكون صحفيا ذو مبادىء ويراعي الله في كل ما يكتب أو ينفلت بدون أن يفكر في ردة فعل القارى مما يكتبه.فالصافة سلاح ذو حدين.

  8. أردت فقط أن أشارك مع الذين سبقوني في التعليق، وأشاطر أغلبهم الرأي، وأقول أن الصحافة سلطة مهمة لابد أن تكون بيد رجال لهم موهبة ووعي ووطنية ودون هذه الشروط لن ينجح الصحفي مهما بلغ من شأن.فالكتابة للوطن وتحت سقف الوطن وليس فوق الوطن.وشكرا لمكة التي تزيد رونقا وجمالا بمثل هذه المقالات الجادة والمحترمة

  9. الصحافة في السعودية تطورت كثيرا وأصبحت مدرسة في حد ذاتها لكن توجهاتها أصبحت متنوعة وتميل إلى الكتابة الخبرية السريعة. وهنا مكمن الخطورة فقد أصبح عدد لا يستهان به من الصحف تنشر الـأخبار دون تأكد وهذا أفقد بعض الصحف مصداقيتها

  10. لقد أثلج صدري أن أقرأ مقالا ينتقد الصحافة السعودية وينير الطريق أمام الصحفيين وهذا الجهد تشكر عليه مكة المكرمة التي آلت على نفسها أن تتجنب الإثارة والتشويق المجاني لاستقطاب القراء.فجلب القراء يتم عبر مقالات جادة وقوية ورصينة وحيادية وتحمل رسالة هذه هي الصحافة.أما أن تعتمد الصحف على الإخبار والأخبار المتدفقة من كل مكان دون التأكد من مصدرها وقيمتها فهذه صحافة منقوصة ولا يمكن أن تدوم لأنها مثل الموجة.

  11. فالإعلام الحقيقي هو الذي ينشر الأخبار ويترفع عن الخوض في شؤون الناس الخاصة ويتجنب التشهير وإثارة الفضائح والأمور الفاحشة التي تمس حياء الناس ولا يقصد بها إلا الإثارة الشهوانية وإيقاظ الميول السافلة.
    اختلف معك بهذا فقراونا ليستهويهم الا هذة الاخبار !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى