المحليةالمقالات

تأنيث المحلات النسائية .. وأول حالة استقالة

تأنيث المحلات النسائية .. وأول حالة استقالة !

ماجد الحربي – كاتب صحفي

لقد أخذ موضوع تأنيث الملابس النسائية وقتاً طويلاً حتى تم تطبيقه ، ما بين مؤيد ومُعارض ، والمؤيدون للقرار كما يبدو غاية مطلبهم التأنيث ، ومعارضو القرار لا يُمانعون في تطبيقه إذا كان بضوابط ، وهي أن تكون الأسواق مُخصصة للنساء بالكامل ، وقد تم تأجيل القرار من المقام السامي لأجلٍ غير مسمى منذ ما يَقرب من ست سنوات .

ومع بدء تطبيق قرار تأنيث المحلات النسائية والذي انطلق في يوم الخميس 11/2/ 1433هـ ، 5/01 /2012م ، والذي يُصاحبه 400 مُفتش لمنع الرجال من البيع في محلات ملابس النساء الداخلية ، استقبلت أول حالة استقالة لموظفة سعودية تُدعى بسمة ، كما نشر في بعض المواقع الإلكترونية ، وتقول بسمة أنها قدمت استقالتها من إحدى محلات بيع المستلزمات النسائية داخل أحد المولات في شمال جدة ، وذلك لأنها رأت عدم خصوصية المكان للمرأة إلى جانب أنها تتعرض لمقابلة الزبائن الرجال بكثرة !

وأضافت بسمة والتي تعتبر أول امرأة تستقيل بعد تطبيق القرار القاضي بتأنيث المحلات النسائية ، أن ما دفعها إلى الاستقالة على الرغم من كونها ما زالت في فترة التدريب هو تعرضها لمواقف مُخجلة ، منها أنه أتى إليها رجلٌ يطلب منها بعض الملابس الداخلية الخاصة للمرأة لأن زوجته كما يَدعي في حالة نفاس ، الأمر الذي وضعها في موقف مُحرج شعرت من خلاله بالحياء كما ذكرت ، وطالبت بسمة بتهيئة الأسواق والمجمعات النسائية التي تتحقق فيها الخصوصية المنشودة في توظيف المرأة السعودية في محلات بيع الملابس النسائية .

وبدأ واضحاً للجميع أن قرار وزارة العمل لم يُراع خصوصية المرأة من حيث أن تكون المحلات في السوق نسائية بالكامل ، الأمر الذي سيساهم بشكلٍ كبير في نجاحها ، أما وأن تعمل في محلات يرتادها الرجال ، فأعتقد أنه لم نعمل شيئاً ، إذ ما زالت المشكلة قائمة ، فنحن رفعنا عن من تريد الشراء الحَرَج بسؤالها للبائع عن تفاصيل ملابسها الداخلية ، ولكننا لم نراعِ البائعة من الحَرَج أيضاً من سؤال الرجال لها حينما يأتون للشراء لنسائهم ، كما في حالة البائعة بسمة ! كما أن عدد المتقدمات في جميع مناطق المملكة للتوظيف بلغ حتى هذا الأسبوع 300 امرأة فقط ! ولو راع القرار خصوصية المرأة كاملة ، لرأينا أن عدد المتقدمات سيصل للآلاف ، فالمسألة بسيطة وليست مُعقدة ولا تحتاج إلى وقت وجهد في عمل أسواق نسائية متكاملة حتى تؤتي ثمارها المُرجوة ، إلا إذا كان بعض مسؤولي وزارة العمل لهم رؤية أخرى ..!

وخِتاماً .. إذا أردنا تأنيثاً حقيقياً للأسواق ، فيجب أن تكون الأسواق نسائية خالصة ولا يرتادها الرجال أبداً ، وقِس على ذلك كل مُستلزمات النساء ، وليست ملابسها الداخلية فقط ! وسبق أن وضع الشيخ الدكتور محمد الهبدان مُجسماً للسوق النسائي من كافة جوانبه ، وبذلك نستطيع أن نقول لدينا أسواقاً نسائية تحترم خصوصية المرأة بشكلٍ كامل ، أما إذا كانت على نحو ما بدأت به ، فقد جانبها الصواب ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. انا مع ان تكون الاسواق نسائيه بالكامل
    وخصوصا ان معظم الاسواق مغلقه مماييسر اقامتها للنساء فقط مثل المدارس

  2. " إلى جانب أنها تتعرض لمقابلة الزبائن الرجال بكثرة!"
    مدري ايش يحسون!!!!
    أنا اقول يائما يكون نسائي بالكامل او اصلا ماله داعي هالقرار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى