لا يوجد ما يشغل بال الكثير منا وخصوصا فئة الشباب عن ما يحدث في الساحة الرياضية وكرة القدم على وجه الخصوص من صخب واثاره الى أن وصل الامر الى تجاوز لا يمكن السكوت عنه خصوصا التعدي على الآمنين من اجل فريقاً او نادي , نعم اصبحت كرة القدم لدينا احتراف وصناعه وتسويق وتجاره بعد أن كانت هواية وتمضية وقت الا ان المتابع في الفترة الأخيرة واعني العشر سنوات الأخيرة سيلاحظ أن كرة القدم لدينا اخذت منعطفاً يشكل هاجساً مخيفاً لدى الكثير من الرياضيين خصوصا تلك التجاوزات التي تحدث داخل الملعب وخارجه. في السابق كنا نسمع مقولة ( خلي اخلاقك رياضيه ) عند تعثر احدنا او فشله في أمراً ما ليس في كرة القدم فحسب بل في شتى مجالات الحياه مما يدل ان هذه المقولة مصدرها من الملاعب الرياضية فحين يخسر فريقا ما مباراة يجب ان يبتسم عند الهزيمة ويتواضع عند الفوز , وكثيراً ممن ابتلاهم الله بالتعصب الرياضي لا يعترفون بان كرة القدم ( فوزاً ) و ( خسارة ) بل انه يرى خسارة فريقه ما هي الا بفعل فاعل معتبراً الحكم الذي ادار اللقاء هو المتهم الرئيسي وهو الاداة التي استخدمها الفاعل في اسقاط فريقه وربما يمتد تعصبه الاعمى الى التعدي جسدياً او لفظياً على الاخرين وجميعنا شاهدنا تلك التجاوزات ولا داعي لذكرها وللأسف مثل هذه ( العينة ) التي بدأت تظهر على المشهد الرياضي ماهي الا ثمار غرسها الاعلام الرياضي ( اعلام الأندية ) من خلال الخطاب الرياضي المتشنج والمتعصب اما من خلال زوايا واعمدة كتاب يقطرون تعصباً وللأسف البعض منهم امضى عشرات السنين في الصحافة الرياضية وانا هنا لا اريد ان اقع في فخ التعميم ولكنهم قله الا انه للأسف بات تأثيرهم واضح على ارض الواقع من خلال مشاهد مؤسفة نراها بين مباراة واخرى إما داخل الملعب او خارجه , ومع هذا الانفتاح الاعلامي وخصوصاً ما يسمى الاعلام الجديد أو البديل من مواقع لصحف رياضية الكترونية ومنتديات الأندية ومواقع التواصل الاجتماعي والتي اصبحت مرتعاً خصباً للكثير من المتعصبين والمتشنجين من خلال اطروحاتهم الغير متزنة والتي لا تخدم رياضتنا باي شكل من الاشكال بل انها تؤجج مشاعر الغضب وتُزيد المواقف تأزماً ويزداد عدد المتعصبين , إننا نريد من الاعلام الرياضي عوناً للارتقاء برياضتنا من خلال الاتزان فيما يُكتب وينشر واضعين نصب اعينهم ان انديتنا هي واجهة كرة القدم السعودية وهي الممول الوحيد للمنتخب السعودي في استحقاقاته الدولية , كما ان المسؤلين على الرياضة دائما ما يرون ان الاعلام الرياضي شريكاً اساسياً في التنمية الرياضية من خلال الاطروحات الهادفة والبناءة والتي تصب في مصلحة رياضتنا .