بعد صدور حكم وزارة الثقافة والإعلام في قضية الدكتور عائض القرني والكاتبة سلوى العضيدان والذي حكم لصالح الكاتبة وتغريم الدكتور القرني وسحب كتابه من الأسواق .
فهو حق مشروع للكاتبة ، ولكن كون الشيخ عائض القرني يقرأ كتابها ويستلهم منه بعض الأفكار فهو أمرٌ طبيعي جداً ، فالكتاب الذي كتبته الكاتبة – وطالما انه نشر في الأسواق – فهو ليس سراً أو حكراً بل من حق أي قارئ أن يقرأه ويستفيد منه ويقتبس ، فهي لم تؤلفه لغير ذلك .
ثم إن ذلك إن صح فالكاتبة يجب أن تشكر الشيخ عائض القرني لا أن تشكوه ، وذلك لأنه قدم لها خدمة كبيرة ، فلم يكن كتابها ليرى النور بهذا الوهج الإعلامي لولا إقتباس الشيخ منه ، ولم يكن اسمها ليلمع في صفحات الصحف والمجلات ولم يكن ليسمع عنها الكثيرين لولا كتابة الشيخ عنها ، فذلك إن دل فإنما يدل على تواضعه وأخذه للعلم من أي مكان .
فمع الأسف إن بعض الصحفيين – وأقول بعضهم – ينتهزون مثل هذه الفرص ليصطادون في الماء العكر ، ويضخمون المواضيع ، وينالون من الكبار والمشاهير ، ليصنعوا مادة إعلاميه قوية ، حتى لو كانت على حساب سمعة الشرفاء .
فالداعية الدكتور عائض القرني فوق كل هذه الشبهات وهو أكبر من ذلك بكثير ، فما قدمه في سنينه للعلم والأدب والفكر والمعرفة حريٌ بأن يجعلنا نقف له إجلالاً واحتراماً ، وأن يبرئ ساحته البيضاء من بعض الألفاظ التي لا يتورع بعض الصحفيون في استخدامها ، فالدكتور القرني جهبذ من جهابذة هذا الزمان وعلم من أعلام الفكر والمعرفة ، فلو لم يكن له إلا كتاب ( لا تحزن ) لكفاه شرفاً ورفعة ، هذا الكتاب الذي ترجم إلى عدة لغات ، وحقق من أعلى نسب المبيعات ، لما ضمه من فكر نير وعلم نافع ومنهاج قويم يمكن أن يسير عليه كل إنسان .
ناهيك عن مؤلفاته الأخرى التي شارفت على المئة مؤلف والتي ضرب فيها بكل سهم ، وجاب بها كل واد ، ليقدم للبشرية خلاصة فكره وعلمه وتجاربه ، بأسلوبه السهل الجميل الشيق المقرب إلى النفوس .
فحذار لكل من حمل القلم من الكتّاب والصحفيين بأن ينساق في الكلام بما لا يعلم والخوض فيما لا يعرف ، فالشيخ عائض القرني عالمٌ جليل من علماء الزمان ، والعلماء حملة ميراث الأنبياء ، ولحومهم مسمومة كما جاء في الأثر ، وهم ليسوا معصومين عن الخطأ ، لأنهم بشر ، ولكن ذلك لا يعطينا الحق بأن نتعرض لهم وننتهك سمعتهم .
كلام سليم