– وصلني ذات يوم على أيميلي رسالة من أحدهم يطلب مني أن أنزل كتاب بعنوان ( هل يكذب التاريخ للكاتب عبدالله بن محمد الدواد) ,,, ولأن الأمر يتعلق بالتاريخ وكان ضمن الرسالة ورابط الكتاب نبذة مختصرة عن الكتاب وبأنه يختص في المرأة وقضاياها ولأن مثل هذه القضايا تجذب الجميع للخوض فيها خاصة ونحن في عصر يرتكز كل شيء فيه على المرأة وإصلاح أو إفساد المرأة ,,, لأنها أساس البناء والتنمية فيما إذا تم توجيهها توجيه سليم وفق شريعة الأسلام وهي أساس الخراب والدمار فيما إذا تم إستغلالها لأغراضهم الدنيئة مرتكزين على عنصر الأنوثة فيها بعد أن يحيدوها عن الطريق المستقيم ,,, وبعد أن نزلت الكتاب وبدأت في الخوض في غماره ولأنه سلس ومتناسق ومرتب وجذاب فقد خضت فيه وبلا توقف فأعطاني أفكار كثيرة كانت ذات أيام بل سنوات غائبة عن الفكر والذهن والقلب وسأنقل لكم في مقالي هذا جزء مما ذكره الكاتب في كتابه والمعنون أيضا ب(المظاهرات النسائية وخلع الحجاب ) فقد جاء في كتابه نصا الآتي:-
(( المظاهرات النسائية وسيلة أستعملها الغرب منذ مائة عام في عدة دولٍ إسلاميةٍ , لإفساد المرأة من خلال ( عقلية القطيع) , دون أن يكون من الناس أي من الأعتراض ! , وأعرض نماذج تاريخية لبعض البلدان الإسلامية :-
1. ففي مصر:- إنطلقت أول مظاهرة إسلامية في العالم الأسلامي زمن الأحتلال الإنجليزي (1919م) تحت إشراف سعد زغلول وبقيادة زوجته (صفية) مع رفيقتها رائدة التغريب (هدى شعراوي) إضافة إلى مجموعة من النساء القبطيات ! , وذلك للتعبير عن رفضهن للإحتلال الإنجليزي – كما أشيع ! إلا أن المظاهرة تحولت عن مسارها إلى ( الهتاف بالحرية ونزع الحجاب ) !.
2. في الجزائر يقول محمد سليم قلالة :- ( حدث في مثل هذا الشهر من عام 1958م يوم الأثنين مايو , فبعد أن ألقى إمام مسجد سيدي الكتاني آنذاك في مدينة الشيخ إبن باديس في الجزائر أمام نحو 100 ألف شخص بحضور سوستيل وسالان . (الجنرالان الفرنسيان ) صعدت فتاة حزائرية مسلمة إلى الميكرفون لتقول : لا ندع الفرصة تضيع , إنها الفرصة الوحيدة التي تمنح لنا لنسير في طريق التحرير الكامل والمطلق ,أرجوكن أن تقمن بعمل رمزي لتكون دليل وجودنا الجديد وتكون بداية أخوتنا الجديدة وعلاقتنا مع أخوتنا في الديانات الأخرى في وطننا المشترك فرنسا , أطلب منكن أن تفعلن مثلي , وفي حركة رائعة (يقول المعلق) نزعت الآنسة بنت الباشا آغا حائكها الأبيض ثم حجابها , ورمت الكل من الشرفة وسط دوي وتصفيق وصياح : هورا هورا !! برافو برافو !! وتبعتها فتيات أخريات تنزعن ثيابهن وحجابهن ويطلقن نفس الصيحات ,,, وتبدأ فصل جديد من سياسة الأستعمار الثقافي لبلداننا ,, وفي نفس اللحظة في الجزائر حدث نفس الشيء في مدينة أخرى (وهران ) بمسرح الأخضرار وكان الجمع أكثر من 50 ألف شخص وتوالت على المنصة فتيات في سن الزهور بلباس أوروبي ليطلبن من أخواتهن التخلي عن أحجبتهن التي تمنعهن من تحرير شخصياتهن . وفي حماس فياض (يقول المعلق) تقوم النساء ومنهم ربات بيوت بنزع أحجبتهن ودوسها بالأقدام ,,, وروجت الصحافة الفرنسية هذا الحدث العظيم (وفق وصفهم ) وينشرن صور النساء وهن يحرقن جلابيبهن وعلقت إحدى الصحف (درنيار أرو) (آخر ساعة ) على صورتين نشرتهما على نصف صفحتها الأولى قائلة (أمامكما وثيقتان نادرتان تنفرد آخر ساعة بنشرهما ,,, لقد نزعت أمس في المهرجان مجموعة من الشابات الجزائريات المسلمات أحجبتهن وأحرقنها , إنه عمل يؤكد رغبة المرأة المسلمة في التفتح على فرنسا , إن وجوه الشابات الجزائريات التي يمكن لقراءنا رؤيتها هي عنوان مستقبل الجزائر ).
3. في سوريا قامت مظاهرة نسائية عام (1926م) إحتجاجا على سياسة الأنتداب الفرنسي ) ولعلها هي المظاهرة التي ذكرها محب الدين الخطيب في (مجلته الفتح – السنة الأولى 64). وبعد المظاهرة الفاشلة السابقة بسنتين (1928م) قامت مظاهرة نسائية بقيادة (ثريا الحافظ) : التي تقول الدكتورة بثينة شعبان : ( رفعت الغطاء عن وجهها كما فعلت مائة إمرأة ونيف , كن يساهمن معها في المظاهرة نفسها ).
4. وفي الكويت : يقول الزعيم محمود بهجت سنان : ( ويوم كنت في الكويت أقيمت مظاهرة من قبل طالبات المدارس يطلبن رفع الحجاب , وقد جمعن ما لديهن من البراقع (البواشي) وأحرقنها ).
5. وفي البحرين : تأخرت المظاهرات قليلا نظرا لتغير الأوضاع , حيث خرجت في الخمسينيات مجموعة من النساء بمظاهرة نسائية (سياسية ) إلا انه – كما يقول علي تقي – (قامت إحدى الفتيات بنزع عباءتها , وأخذت تخطب في الجماهير ).
6. وفي السعودية :- 1990م قامت مظاهرة نسائية في الرياض , خرجت فيها بعض الناسء السعوديات , ليس لنزع الحجاب , بل لقضية أقل حساسية منها , لأن المجتمع لن يتقبل نزع الحجاب حاليا , وكانت قضية يادة المرأة للسيارة )) . إنتهى الإقتباس الخاص بالكاتب وكتاب (هل يكذب التاريخ والذي سأرفق لكم في آخر المقال رابط لتحميل الكتاب لمن أراد أن يزداد معرفة لأن المعرفة أقوى سلاح في هذا العصر.
– ولعل المتتبع للأحداث وتسلسلها في موضوع المرأة ومن بعدها تأتي قضايا أخرى (العدالة والمساواة بين الجنسين ) وقضية (العمل ) وقضية (السفر) وقضية (القوامة ) وغير ذلك من قضايا مجتمعية دينية يرتكز عليها العلمانيون في سبيل إنحلال المجتمعات الإسلامية والتي هي أولى قضاياهم وإهتماماتهم التي لا تخفى على الجميع ,,, وأيضا ما شهدته هذه الفترة والتي رافقت ما يسمى (ربيع عربي) ودور المرأة في هذا الجانب وما آلت إليه في بعض البلدان والأوطان يدعو للحسرة والأسف إلى الوضع الذي وصل إليه دعاة التحررية والعلمانية الهوجاء في مخططاتهم وتغلغلهم في الأوطان والأخلاق والعادات والتي أطالب من هنا أن يكون هناك وقفة جادة وصادقة وحقيقية وتنسيقية بين جميع الأطراف في في المجتمعات الإسلامية لأن الفأس الذي نهاب منه قد وقع على الرأس وتهاوى إلى تحت وماهي إلا فترة محددة قبل أن يفصل الجسد الإسلامي نصفين ,,, فيا ليت قومي يعلمون ما يحاك ضدهم ويا ليتهم يفقهون حديثا !!
قيضة المساواة ماراح تنهتي غير بانتهاء الزمان