هل هو المعلم الذي ليس له هم إلا قبض الراتب آخر الشهر نجح من نجح ورسب من رسب ، أم المعلم الذي يسعى إلى مساعدة طلابه في الغش في الاختبار يظهر للمجتمع أن طلابه متفوقون وهو يعلم أنه يهدم بذلك أمة كاملة.
أم المعلم الذي يسهر إلى انصاف الليالي ويأتي طلابه وهو يتثاءب ولا يستطيع أن يقدم لهم العلم النافع ، أم ذلك المعلم الذي يدرس الأخلاق وهو بعيد عن الأخلاق فتجده يكذب وينافق ويقترف سلوكيات لا تليق بالمعلم كشرب الدخان والجلوس في المقاهي وغير ذلك من السلوكيات التي تتنافى مع قداسية التعليم والعلم ، أم ذلك المعلم الذي ليس له هم إلا حمل العصا ولا يحفظ من أبيات الشعر إلا العصا لمن عصى ولا يفقه شيء من الحديث الشريف سوى “[COLOR=crimson]علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر[/COLOR]” وحديث علقوا السوط ، وكأنه في ميدان المعركة وليس في روضة من رياض الجنة وحلقة من حلقات العلم، ولا فقه لهما من القداسية الشيء الذي يجعل الضرب يتنافى مع ذلك ، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير معلم ، قال معاوية رضي الله عنه ” بأبي وأمي ما رأيت معلماً كرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني” ، وقال أنس رضي الله عنه” [COLOR=green]بأبي وأمي ما رأيت معلماً كرسول الله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني[/COLOR]” وقال أنس رضي الله عنه :” ما [COLOR=green]لمست حريراً ولا ديباج ألين من كف رسول الله ، ولقد صحبته عشر سنين ما قال لي يوماً أف[/COLOR]” فما أعظم أن تتعلم من رسول الله فهو خير معلم فمن هو المعلم الذي نكرمه في مثل اليوم؟
المعلم الذي نكرمه هو ذلك المعلم الذي عشق رسالة التعليم الذي جعل من نفسه شمعة تضيء طريق الخير والصلاح للآخرين ، ذلك المعلم المشعل من النور والرحمة ذلك الذي أخلص عمله لله عز وجل ، قال الحسن البصري رحمه الله لا يزال الرجل بخير إذا قال قال لله ، وإذا عمل عمل لله ، الإخلاص هو الهدى والنور وعاقبة الرخاء والسرور وجنات الفردوس ما كان في قليل كثره ولا يسير إلا باركه قال بعض السلف “[COLOR=crimson]كمن قليل كثره النية[/COLOR]” المعلم الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدوته في العلم والتعليم فكان خلوقاً سمحاً إذا قابلك تبسم في وجهك جعل من التعليم أمانة عظيمة
وليست وظيفة يتقاضى عليها الراتب بل أمانة تخلت عنها الجبال الشامخات وحملها الإنسان.
ذلك المعلم الذي يغرس الخير بيده ويتحلى بالصبر والمتابعة ليحصد ما غرسه من بذور فهو يغرس الأخلاق الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ، يصبر على سفه السفيه ويحاول أن يجعل من هذا الطالب ابناً وأخاً له يحبه في المادة حتى يشتاق الطالب إلى حصة هذا المعلم وإلى تلقي العلم من هذا المعلم ينتقل معه من معلومة إلى أخرى ، يستشف الأخلاق الفاضلة في سلوك معلمه قولاً وفعلاً وحركة فكم من معلم كان سبباً في تغيير جيلٍ بكامله.
[COLOR=crimson]
هذا المعلم الذي نكرمه وهذا المعلم الذي نقف له إجلالاً وتقديراً ونردد له قول شوقي:[/COLOR]
[COLOR=blue]قم للمعلم وفه التبجـلا
كاد المعلم أن يكون رسـولا [/COLOR]
[ALIGN=LEFT]
[COLOR=purple]احمد محمد السعدي[/COLOR]
عضو الخيمة الثقافية بالنادي الأدبي بنجران [/ALIGN]
المعلم اشرف مهنة في التاريخ ونتمنى أن يدرك بعض المعلمين هذا ويستشعر المسؤلية تجاه من يعلمهم
شكرا اخ احمد