استشاري الطب النفسي في مستشفى الحرس الوطني[/COLOR] [/RIGHT] [JUSTIFY]في الحقيقة لايختلف اثنان _اطلاقا_ على اعتبار الغيبة والنميمة من الصفات المذمومة وهما آفاتان خطيرتين’ تقوض المجتمع وتهدم سقفه. لذا فقد حرمهما الشارع الحكيم وتوعد النمام من حرمانه المطلق من دخول الجنة إن لم يتب , وهذا ما أكده المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال (لايدخل الجنة نمام)…أما الغيبة فقد وصف المولى عزوجل فاعلها كمن يأكل لحم أخيه ميتا وهو وصف بلاشك مقيت جدا …. ومن قراءتي الخاصة لتلكم الخصلتين ومن خلال تجربتي في مجال الصحة النفسية وكذلك الإجتماعية أستطيع الجزم والقول بأن الشخص المغتاب والنمام هو بلا شك صاحب شخصية نفسية مريضة حتما اذ أنها تسعى جاهدة لافساد العلاقات بين الآخرين , من خلال نقل أخبار واشاعات مغرضة أو ذكر عيوب الآخرين لا لشيئ سوى الحصول عل حظوة المسئول او المدير دون أن يطلب منهم ذلك في الأساس.وهي شخصية أنانية لاتحب الا ذاتها وتتهدم أمامها كل القيم والأخلاق من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة,كما يتصف الشخص المغتاب بما يطلق عليه نفسيا بـ passive aggressive personality disorder
فهو شخص حقود بطبعه يحمل في جنباته شخصية لا تحب الخير للآخرين مع أنها لاتستطيع المواجهة فنراها تتجه الى المكر والخديعة ومحاولة النيل من الاشخاص الناجحين ببث الأكاذيب وذكر معايب الأخرين والتسلق على أكتافهم لتحقيق مركز قيادي أو محاولة بائسة لإرضاء نفوسهم المريضة من خلال النيل من الناجحين وبث سهامهم المسمومة للإنتقاص من السمعة الجيدة لخصومهم .. إذن هم أشخاص نرجسيون وصوليون متسلطون يعبدون السلطة ويبذلون المستحيل في سبيل تحقيق امنياتهم وهم بذلك لايدركون انهم يسيئون لانفسهم فسرعان ماينكشفون وتظهر حقيقتهم للناس وان وصلوا الى مراكز قيادية فيتحول ذلك النجاح الى سراب وسوف يستيقظون من غيهم وسباتههم على واقع مرير فاكتسبوا كره الناس والمجتمع… والجدير بالذكر أنه لاتوجد حتى الأن أية دراسات حديثة _بحسب علمي_ سواء في مجتمعنا السعودي أو حتى على مستوى العالم العربي تبين حقيقة وأسباب الغيبة والنميمة وهل أضحت من الظواهر أو هي مجرد مشاكل وأمراض اجتماعية؟ الا أنه توجد العديد من الدراسات في العالم الغربي أذكر منها على سبيل المثال دراسة حديثة أجريت على عينة كبيرة جدا على الجنسين على حد سواء وكانت نتائج تلك الدراسة مثيرة لاستغراب وتساؤل الكثير من علماء النفس في العصر الحديث..
ذ أظهرت تلك الدراسة أن هناك جانبا معنويا ايجابيا ينعكس عى صحة ونفسية الشخص المغتاب والنمام سواء بسواء وان أولئك الأشخاص قادرين على تكوين علاقات إجتماعية ناجحة مع الزملاء في العمل .كما أشارت تلك الدراسة الى أن الرجال في الواقع أكثر ثرثرة ونمنمة من النساء في هذا السياق بحسب الدراسة التي أجريت مؤخرا في ولاية فيلاديلفيا في أمريكا .. كما أوضحت أن مستوى التوتر والقلق كان متدنيا بشكل ملحوظ لدى الأشخاص المغتابين والنمامين مقارنة بغيرهم ممن لايتصفون بذلك ..
أما أنا فأقول وان كان هنالك جانبا ايجابيا لهاتين الصفتين المقيتتين الا أنهما بالتأكيد تجعل من يحملها شخصا مذموما مدحورا في نظر الآخرين فضلاً عن حتمية إصابته بالإكتئاب والإحباط عاجلا أم آجلا في حال عدم تحقيق أهدافه الدنيوية . أما فيما يتعلق بانخفاض معدل التوتر فهذا من وجهة نظري وقتي وسوف يتحول ذلك الى ارتفاع مستوى التوتر والقلق في المستقبل اما عن الآخرة فحدث ولاحرج وماأدرانا فقد يكون ذلك استدراجا للشخص المغتاب حتى اذا أخذه الله أخذه بالذنب أخذ عزيز مقتدر نسأل الله السلامة.[/JUSTIFY]