المحليةالمقالات

قالها أوباما

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]قالها أوباما …[/[/COLOR]ALIGN]

أشهد الله , ويشهد معي الناس .. أن الرئيس الامريكي باراك حسين أوباما .. حين حضر الى مصر ، ودلف إلى قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة العريقة .. ومن قبلها ..اي منذ أن حط بطائرته في المملكة العربية السعودية ” مهبط الإسلام ” ومبعثه .. ووطئت قدما طائرته الأمريكية العملاقة أرض مصر ..
لم يكن يحمل في يديه عصا موسى عليه السلام ، ولا مصباح علاء الدين .. ولا شمعة ديوجين .. ولم ترس به سفينة نوح على شواطيء العالم العربي أو موانئ العالم الاسلامي ..

بل أشهد أن الرجل، حمل معه أوراقه.. وفمه ولسانه الذي تكلم به، وارتجل هذا الحديث الذي استمر قرابة الساعة.. يخاطب العالم الإسلامي ، في محاولة لتكريس الحوار مع الآخر ، بدلا من التصادم معه ، واتهامه بالارهاب ، والانجرار وراء بقايا كلام المحافظين الجدد ، حماة ثقافة الكراهية .. ودعاتها ..
فماذا قال الرجل ، وهو منبهر بما رأى وسمع وشاهد .. وأحس بمقدار التفاؤل الذي زرعته مبادرته بالحديث ـ فقط ـ مع العالم الإسلامي والعربي ، من فوق منبر أكبر دولة عربية ، بدعوة من أزهرها ، وجامعتها العريقة ..

[COLOR=crimson]قال أوباما[/COLOR] .. مستعينا بالعديد من الاقتباسات من الكتب الدينية المقدسة. وإيراد العديد من الحكم واستلهام العبر التاريخية مستشهدا بعدد من الآيات القرآنية في مواضع مختلفة من خطابه .

” إن ابتداء الحروب أسهل من إيقافها، ولوم الآخرين أسهل من النظر لأنفسنا
وقال: هناك أيضا قاعدة واحدة تقع في قلب كل دين: ’عامل الناس كما تحب أن يعاملك الناس‘. وقال : يخبرنا القرآن الكريم: ’اتقوا الله وكونوا مع الصادقين‘”.
كما يقول كذلك: “يعلمنا القرآن الكريم أن من قتل نفسا بريئة ’فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا‘”.
والقرآن الكريم يقول لنا: ’يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا‘”.

وقال : إنه لمن دواعي شرفي أن أزور مدينة القاهرة العريقة حيث تستضيفني فيها مؤسستان مرموقتان للغاية إحداهما الأزهر الذي بقي لأكثر من ألف سنة منارة العلوم الإسلامية، بينما كانت جامعة القاهرة على مدى أكثر من قرن بمثابة منهل من مناهل التقدم في مصر، ومعا تمثلان حسن الاتساق والانسجام ما بين التقاليد والتقدم.

كما قال : نلتقي في وقت يشوبه التوتر بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، وهو توتر تمتد جذوره إلى قوى تاريخية تتجاوز أي نقاش سياسي راهن. وتشمل العلاقة بين الإسلام والغرب قرونا سادها حسن التعايش والتعاون، كما تشمل هذه العلاقة صراعات وحروبا دينية.
وقال :
ساهم الاستعمار خلال العصر الحديث في تغذية التوتر بسبب حرمان العديد من المسلمين من الحقوق والفرص، كما ساهم في ذلك الحرب الباردة التي عوملت فيها كثير من البلدان ذات الأغلبية المسلمة -بلا حق- كأنها مجرد دول وكيلة يجب عدم مراعاة تطلعاتها الخاصة
وقال : لقد استغل المتطرفون الذين يمارسون العنف هذه التوترات في قطاع صغير من العالم الإسلامي بشكل فعال ، واستمر هؤلاء المتطرفون في مساعيهم الرامية إلى ارتكاب أعمال العنف ضد المدنيين ، الأمر الذي حدا بالبعض في بلدي إلى اعتبار الإسلام معاديا لا محالة، ليس فقط لأمريكا والبلدان الغربية، وإنما أيضا لحقوق الإنسان، ونتج عن ذلك مزيد من الخوف وعدم الثقة.

وقال : أتيت إلى هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل ، إنني أقوم بذلك وأنا أدرك أن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، ولا يمكن لخطاب واحد أن يلغي سنوات من عدم الثقة .

وقال : يعود جزء من اعتقادي هذا إلى تجربتي الشخصية، أنني مسيحي بينما كان والدي من أسرة كينية تشمل أجيالا من المسلمين، ولما كنت صبيا قضيت عدة سنوات في إندونيسيا واستمعت إلى الأذان ساعات الفجر والمغرب، ولما كنت شابا عملت في المجتمعات المحلية بمدينة شيكاغو حيث وجد الكثير من المسلمين في عقيدتهم روح الكرامة والسلام.

وقال : إنني أدرك بحكم دراستي للتاريخ أن الحضارة مدينة للإسلام الذي حمل معه في أماكن -مثل جامعة الأزهر- نور العلم عبر قرون عدة، الأمر الذي مهد الطريق أمام النهضة الأوروبية وعصر التنوير ، وحصلنا بفضل الثقافة الإسلامية على أروقة عظيمة وقمم عالية الارتفاع، وكذلك على أشعار وموسيقى خالدة الذكر وفن الخط الراقي وأماكن التأمل السلمي، وأظهر الأسلام على مدى التاريخ قلبا وقالبا الفرص الكامنة في التسامح الديني والمساواة بين الأعراق.

أعلم كذلك أن الإسلام كان جزءا لا يتجزأ من قصة أميركا ، ومنذ عصر تأسيس بلدنا ساهم المسلمون الأميركان في إثراء الولايات المتحدة.. لقد قاتلوا في حروبنا وخدموا في المناصب الحكومية ودافعوا عن الحقوق المدنية وأسسوا المؤسسات التجارية، كما قاموا بالتدريس في جامعاتنا وتفوقوا في الملاعب الرياضية وفازوا بجوائز نوبل وبنوا أكثر عماراتنا ارتفاعا وأشعلوا الشعلة الأوليمبية.

وقال : تعرفت على الإسلام في قارات ثلاث قبل مجيئي إلى المنطقة التي نشأ فيها الإسلام، ومن منطلق تجربتي الشخصية أستمد اعتقادي بأن الشراكة بين أميركا والإسلام يجب أن تستند إلى حقيقة الإسلام وليس إلى ما هو غير إسلامي.

وقال أيضا : إن الكلمات لوحدها لا تستطيع سد احتياجات شعوبنا، ولن نسد هذه الاحتياجات إلا إذا عملنا بشجاعة على مدى السنين القادمة وإذا أدركنا حقيقة أن التحديات التي نواجهها تحديات مشتركة، وإذا أخفقنا في التصدي لها سيلحق ذلك الأذى بنا جميعا.
أن العقيدة التي يتحلى بها أكثر من مليار مسلم تفوق عظمتها بشكل كبير الكراهية الضيقة التي يكنها البعض.. إن الإسلام ليس جزءا من المشكلة المتلخصة في مكافحة التطرف العنيف، وإنما يجب أن يكون الإسلام جزءا من حل هذه المشكلة. علاوة على ذلك نعلم أن القوة العسكرية وحدها لن تكفي لحل المشاكل في كل من أفغانستان وباكستان
إن متانة الأواصر الرابطة بين أميركا وإسرائيل معروفة على نطاق واسع ولا يمكن قطع هذه الأواصر أبدا، وهي تستند إلى علاقات ثقافية وتاريخية.

وقال : لا يمكن نفي أن الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه قد عانى أيضا في سعيه لإقامة وطن خاص له، وقد تحمل الفلسطينيون آلام النزوح على مدى أكثر من 60 عاما، حيث ينتظر العديد منهم في الضفة الغربية وغزة والبلدان المجاورة لكي يعيشوا حياة يسودها السلام والأمن .

[COLOR=crimson]إن التسامح تقليد عريق يفخر به الإسلام.. لقد شاهدت بنفسي هذا التسامح عندما كنت طفلا في إندونيسيا [/COLOR].

إننا ببساطة لا نستطيع التظاهر بالليبرالية عبر التستر على معاداة أي دين.. ينبغي أن يكون الإيمان عاملا للتقارب فيما بيننا، باستطاعة شعوب العالم أن تعيش معا في سلام.. إننا نعلم أن هذه رؤية الرب، وعلينا الآن أن نعمل على الأرض لتحقيق هذه الرؤية. شكرا لكم والسلام عليكم ” قالها بالعربية ..

بالطبع ليس هذا كل ماقاله .. ولكنه بعض ماقاله ، ونال عليه التصفيق لأكثر من ثمانية عشرة مرة .
الجديد في هذا كله .. أن اللغة التي تكلم بها أوباما .. لغة فهمناها جيدا، لأننا نعرفها، وهي بالطبع غير تلك التي أتقنها سلفه، وروج لها.

إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه الآن.. [COLOR=crimson]هل تبقى هذه الكلمات عناوينا في كراساتنا وعلامات لشوارع ومحطات في صحراء التيه ؟ وأسأل ايضا .. متى تتحول الى أفعال وإلى واقع نحياه[/COLOR]؟

معروف عني أنني متفائل..وأرغب في أن أعيش حتى أرى هذه الكلمات وقد تحولت إلى وطن مستقل للفلسطينيين ، وإلى انسحاب القوات الأمريكية وغير الامريكية من أفغانستان والعراق وكل بلد عربي أو اسلامي .. وأن أرى نهاية الاستعمار .. أيا كان لونه أو كانت رايته ، وأرى الغرب وقد تخلى عن شيطان العولمة ، وعفريت النظام العالمي الجديد ، وابليس تذويب الهوية ، والتعامل مع اسرائيل وكأنها دولة فوق القانون وفوق الحساب ..
كتبت يوما مقالا بعنوان “” قالها شيراك .. وانتظرت أن يفعل.. إلا أنه لم يفعل أي شيء..
وكتبت .. قالها بوش.. وفعل كل ما بوسعه لمحاربة الإسلام والعرب..

وهاأنذا اكتب .. قالها أوباما .. وأنتظر أن يفعل بما قال.. وآمل ألا يطول الانتظار .. حتى لا اكتب يوما .. أننا ما زلنا في ” انتظار جودو ” .. وبالطبع فان جودو ” لم يحضر ” ..

[ALIGN=LEFT][COLOR=purple] طه كسبه[/COLOR][/ALIGN]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى