المحليةالمقالات

كلمات من شجرة المعرفة

[RIGHT][COLOR=#FF002E]كلمات من شجرة المعرفة…؟[/COLOR] [COLOR=#1200FF]مصطفى قطبي[/COLOR][/RIGHT] [JUSTIFY]’من استبدَّ برأيهِ هلك ومن استعانَ بذوي الألباب سلك سبيل الرشد’ وذو الألباب هم الذين خبروا الحياة فأخذوا منها ما يغني عقولهم، ويطهِّر قلوبهم، ويطوّر مداركهم، ويسهِّل طريقهم نحو المعرفة والاكتشاف، وأعطوها جدهم، وعلمهم وقيمهم السامية، وأفكارهم النيرة، وثمرة شجرتهم المعرفية فاغتنوا منها خبرة وعلماً وأغنوها تطوراً وتقدماً وازدهاراً ولعلهُ من المفيد، لا بل من الضروري أن نعود بين الحين والآخر إلى آثارهم وأقوالهم لنستمد منها ما يقوِّم سلوكنا ويهذبُ معارفنا ويساعدنا في التخلص من الغرائز الضارة فينا. علَّنا نقتدي بهم، وننصرف عن تفاهات الحياة وصغائرها إلى عظمتها وجلالها وقدس معانيها فننأى بأنفسنا عن الجهالة والعداوة والابتزاز ومهانة النفس إلى التأمل والتفكر والمحبة وإعزاز الكرامة وصولاً إلى مجتمعٍ لا وجود فيه للفساد والرذيلة ولا مكانَ فيه للجهلاء والأدعياء وتجار المبادئ والعواطف وعبّاد المصالح الضيقة والمنافع الشخصية، ولو على حساب الشرف والعزة والكبرياء والأمانة.

ربما أنَّ الطواف بتراث العظماء واجبٌ على كلِّ المؤمنين بقدسية الوطن والمواطنة وفرضٌ على المهتمين بالشأن العام والمصلحة العليا للمجتمع فإنني أرى من المفيد أن نقتطف باقة من أقوالهم ونصائحهم وتعاريفهم وفلسفاتهم، لنضعها بين أيادي القراء الأعزاء آملاً أن تكون رافداً لنا ومنارة تضيء لنا الطريق وتبعدُ عن أنفسنا شبح الظلام والمتطرفين الذين هم أبعد الناس عن الحق وأقربهم إلى الباطل وأقدرهم على التضليل وشل العقل وتخدير الضمير.
وإليك ما قال الحكماء:‏ سِتُّ كلمات توزن كلُّ كلمةٍ منها بألفِ كلمة.

الأولى:‏ قيمة كلِّ امرىءٍ مايُحسِنُهُ، والثانية: الناسُ أعداءٌ لما جهلوا، والثالثة: لسانك يقتضيك ماعودته، والرابعة: رحم اللهُ امرأً عرفَ قدرهُ فوقف عنده، والخامسةُ: لا رأيَ لمن لا يطاع، والسادسة: المرءُ مخبوءٌ تحت لسانه.
وست نصائح توزنُ كلُّ نصيحة منها بألف نصيحة:‏ الأولى: قلْ ما يقبل، وخذ ما يسهل، واعمل ما يجمل.‏ والثانية: استرشد بعقلك واتعظ بفكرك حين يحيرك سمعك ويغشك مخبرك.‏ والثالثة: اجعل من حسن خلقك ما يردُّ عدوك إلى صداقتك ومن عدل حكمك ما لا يفرق بين عدوٍ وصديق.‏ والرابعة: اقرن شكر لسانك بشكر يدك.‏ والخامسة: لا تمش والأيام راكضة واعلم أنَّ من واكلك في الرخاء خذلك في البلاء. والسادسة: لا تصغر نفسك بمدح ما يستحق الذم، ولا بذم ما يستحق المديح.‏
وستٌّ قيلت في البلاغة:‏ الأولى: من أخذ معاني كثيرة فأداها بألفاظ قليلة أو أخذ معاني قليلة فولد فيها ألفاظاً كثيرة. ‏والثانية: أن تقول فلا تبطئ، وتصيب فلا تخطئ‏. والثالثة: الإيجاز من غير عجزٍ، والإطناب في غير خَطَلٍ‏ والرابعة: الكلام أوعية والمعاني أمتعة والبلاغة جعل ضروبٍ من الأمتعة في وعاء واحد.‏ والخامسة: إذا كان الإيجاز واجباً كان التطويل عيّاً وإذا كان التطويل واجباً، كان التقصير عجزاً.‏ والسادسة: أن لا يطول اللسان فاضلاً عن مقدار العلم، ولا يكون مقدار العلم فاضلاً عن مقدار اللسان.‏ [/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جميل أن نقرأ والأجمل أن نستفيد من قرائتنا.فالمقال حقا درر وجواهر من شجرة العظماء الحكماء الأولون.وأشكركم ملء القلب وأقول بكل إنصاف أن صحيفة مكة تجاوزت بعض الصحف الورقية السعودية منها والعربية.

  2. جميل أن نقرأ والأجمل أن نستفيد من قرائتنا.فالمقال حقا درر وجواهر من شجرة العظماء الحكماء الأولون.وأشكركم ملء القلب وأقول بكل إنصاف أن صحيفة مكة تجاوزت بعض الصحف الورقية السعودية منها والعربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى