المحليةالمقالات

قبلة رغم الخنازير

كنت ذات يوم أقدم برنامجا تدريبيا عن المحبة الزوجية، فطرحت على المتدربين في القاعة السؤال التالي: [COLOR=crimson]من منكم تقبله زوجته، وهي تودعه لدى خروجه من المنزل، أو وهي تستقبله عند عودته؟ [/COLOR]

صمت الحضور صمتا التمست لهم العذر فيه انطلاقا من كون مجتمعنا قد طبع في غالبيته على التحسس من الحديث عن الأمور العاطفية في علاقاته الزوجية. ثم قطع هذا الصمت أحد المشاركين قائلا وبلهجة بسيطة ومرحة: ياليتها على الأقل تصحى من النوم وتعد لي الفطور عدا عن أن تقبلني!!!

ابتسمت حينها ابتسامة محايدة، ثم عرضت من جهاز الكمبيوتر شريحة عنوانها ” [COLOR=deeppink]شواهد شرعية على القبلة الزوجية[/COLOR]” وقد شملت قول عائشة رضي الله عنها :“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينال مني القبلة بعد الوضوء، ثم لا يعيد الوضوء“
كذلك قول أم سلمة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ثم لا يفطر ولا يجدد وضوءا.

ثم عدت إلى عصرنا الحديث وماذا يقول الغربيون عن القبلة الزوجية. وطرحت هذه الدراسة التي مضمونها أن إحدى شركات التأمين على الحياة في أمريكا أجرت بحوثا حول اثر القبلة في حياة الإنسان فخرجت بالتالي

“ إن قبلة الصباح بين الزوجين تلعب دورا شافيا – بإذن الله – أكثر من التفاحة. وأن الشخص الذي تقبله زوجته في الصباح قبل أن يتوجه إلى العمل يكون أقل عرضة لحوادث السيارات، وأكثر تمالكا لأعصابه، وأكثر مقدرة على مواجهة المؤثرات والاضطرابات، كما يحس بالهدوء الذهني والقناعة والسعادة والرضا.“

ويقول الدكتور فيرنون كولمان“ إن البحوث التي أجريت على آلاف الأشخاص تؤكد أن القبلة في الصباح تطلق إفرازات معينة ومركبات كيميائية من خصائصها: إعطاء الشخص الإحساس بالراحة والاسترخاء مما ينعكس على مشاعره الداخلية.

أما في المانيا فقد أكدت دراسة قام بها الدكتور كارل لوتكه من المختبرات الطبية في هامبورغ أن قبلة الصباح تفيد الجسم كثيرا وتزيد قوة المناعة في الجسم، وصاحبها يكون أقل عرضة لأمراض البرد والزكام“. وربما تصلح بديلا فتغني عن لقاح انفلونزا الخنازير ” وهذه من عندي”

أعود وأقول: [COLOR=crimson]لماذا كل هذا الأثر في القبلة؟[/COLOR]

لاشك أن القبلة المؤثرة هي تلك التي تنطلق من عاطفة صادقة يفرزها حب متأصل في قلبي الزوجين، فعندما يغادر الزوج بيته وقد ودعته زوجته وحبيبته بقبلة فذلك كفيل بإعلان أمرين على الأقل: حبها له أولا ، أما ثانيا: فإزالة أي إشكالية يمكن أن تكون قد حدثت بينهما في الليل أو مع ساعات الصباح الأولى، وبالتالي يخرج الرجل من منزله وقد زال من خاطره ما يعكر صفوه، واتجه إلى العطاء والإنتاج بنفس راضية وسعيدة.

بقي أن أطرح سؤالين، الأول: لماذا تحدثت الدراسة الأولى عن الرجل الذي تودعه زوجته وأثر قبلتها عليه، ولم تتحدث عن أثر قبلة الزوج على المرأة التي يودعها زوجها؟ هل يعني ذلك أن الدراسة أجريت فقط على النساء ربات البيوت، أم المتقاعدات، أم على النسوة اللاتي منازلهن قريبة من مقر أعمالهن تماما مثل معلماتنا، فلذلك فهي تتأخر قليلا من أجل توديع زوجها ثم تغادر بعده إلى عملها مع السائق. ربما ذلك، وربما لسبب غير ذلك.

السؤال الثاني: [COLOR=crimson]هل التحذير من تبادل القبلات وقاية من انتقال انفلونزا الخنازير يشمل القبلات بين الزوجين من النوع الذي تحدثنا عنه هنا؟[/COLOR]

 

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. ؟؟؟؟؟؟اأهلا بك أستاذي العزيز مقالة أكثر من رائعة

    ولعل قومي يتعلمون معنى الحياة الزوجية ببساطتها ورونقها )))))))

  2. شكرا لطرحك القيّم

    بارك الله فيك

    وبالفعل القبلات الزوجيه

    يجب ان لاتنفيها انفلونزا الخنازير

    وافر التقدير

  3. أخي الفاضل

    الأستاذ بشيت المطرفي

    لاشك أننا بحاجة لمثل هذه البرامج التدريبية ومثل هذه التساؤلات لأننا وفي الواقع

    نعيش زمناً ربما نضبت فيه المشاعر

    فأصبح الكثير منا ربما لا يقبّل زوجته إلا في النادر

    أخي الفاضل

    لك أصدق الدعوات بسدادا الرأي وسلامة القلب

    في أمان الكريم

  4. يقال ان القبلة الزوجيه هي الترمو متر لقياس درجة حرارة الحياة الزوجيه

    وبلا شك انها تحتل المكانه الاولى في حياة المرأة وتحتاج اليها كحاجتها للهواء

    فالحب في قلب المرأة نار خابية تزكيها رياح القبلات

    وتقول الأمثال الفرنسية القبلة هي الطريقة الوحيدة لتمنع

    فم المرأة من الثرثرة والكلام وهي تقنع أكثر من الجدل

    وقديما أحتار الطاغية نيرون فتمنى لو أن لجميع نساء العالم ثغرا واحدا لقبلة

    واستراح..!

    ولكن هناك تعابير اخرى ممكن ان يعبر بها الرجل وقبلات من نوع اخر

    الا وهي قبلات العيون فعندما تودع المرأة زوجها عند باب المنزل

    وهي تتمعنه بنظراتها تكفي ان تكون لها رساله بالغة الاثر حيث ترمز الى قول اني

    في انتظار عودتك وكذالك الحال عند العوده تستقبله عند باب المنزل تصافحه

    فلو لاحظنا ان اقل ساعات الدوام 6 ساعات وغيابه يعني عن بيته يعني سفر

    فمن حق زوجته تقبيله وداعاً واستقبالاً ..وهذا حق مشروع الا ان كان الرجل

    لم يعود زوجته وابنائه لاستباله عن عودته وتوديعه فهذا بلا شك قسوة اجتماعيه

    وفجوه اسريه فهناك الكثير من يخرج من بيته وزوجته نائمه ويعود وهي كذالك

    وهذا يعود على قوامت الزوج واهماله ..!

    اما بالنسبة لسؤال الاول

    فمن وجهة نظري ان الدراسة اجرية على الرجل لانه اقل تفاعلاً من المرأة حسياً

    بخلاف المرأة التي تشكل لها القبله احد المقومات الحسية البالغة الاثر حيث يحدث

    تغير داخلها تجاوباً مع تلك القبلة ..؟

    اما السؤال الثاني

    فاعتقد ان النساء اصبح لديهن عدو لدود وضره مضره وهي انفلونزا الخنازير

    ولكن ما دام انها تعطي مناعه فالقبله تنفع للوقاية من الانفلونزا وتعتبر العلاج

    الريئسي من انفلونزا الخنازير

    أ.بشيت حمد المطرفي

    مقال جميل واستفتاء مستحق ورائع

    بارك الله فيك ..ولا حرمنا الله زوجاتنا مادمن مضاد متكامل المكونات ضد الانفلونزا

    وفقك الله ورعاك بحفظه

  5. من أراد تنمية المودة والمحبة مع زوجته ؛ فعليه البحث عن وسائل مناسبة لزيادة درجة المحبة والوفاء بينهما.

    المشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلها عن طريق أداء الواجبات الرسمية ، أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط ، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبيرة الوجه ، ونبرة الصوت ، ونظرات العيون ، فكل هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي .

    وأما قبلة الحب فتلك التي بين الأزواج وقد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: ما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام".

    اما عن السؤال الثانى:
    السؤال الثاني: هل التحذير من تبادل القبلات وقاية من انتقال انفلونزا الخنازير يشمل القبلات بين الزوجين من النوع الذي تحدثنا عنه هنا؟

    يجعلنا نتطرق لحديث رسول الله (ص)
    وعن انس رضى الله عنه انه قال : قال رجل: يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له . ؟
    قال : لا
    قال: أفلا يلتزق فيقبله . ؟
    قال : لا.
    قال : أفيأخذ بيده فيصافحه . ؟
    قال: نعم."

    هذا للاخ او الصديق وليس للازواج

    أخي الفاضل

    الأستاذ بشيت المطرفي

    جزاك الله خيرا اخى ونفع بك

    بحق مقاله غايه فى الروعه وعنوانها جديد جدا على ومستغرب

    ولكنك تطرقت اليه بمنتهى الرقه والاسلوب المرح الذى لايجعلنا نمل من قراءته

    باركك المولى اينما كنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى