المحليةالمقالات

يا أهل مكة

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]يا أهل مكة .. هذه غنيمتكم الباردة .. أدركوها قبل أن ترحل[/COLOR][/ALIGN]

مكة المكرمة أحب البلاد إلى الله .. مهوى أفئدة المسلمين .. ومحط أنظارهم .. ومهد حضارتهم .. فيها بيت الله .. وبها بئر زمزم خير ماء على وجه الأرض .. أرض المحبة والسلام .. فيها ولد سيد البشر صلى الله عليه وسلم .. وإليها يفد ملايين المسلمين من أنحاء العالم ملبين معتمرين .. وبها المشاعر المقدسة منى وعرفة ومزدلفة .. هي أحب البلاد إليه صلى الله عليه وسلم .. يقول ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى :{ [COLOR=blue]وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا[/COLOR] } , مثابة للناس ، أي: جعله مَحَلاً تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه، ولا تقضي منه وطرًا، ولو ترددَت إليه كلَّ عام , استجابة من الله تعالى لدعاء خليله إبراهيم، عليه السلام، في قوله: { فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ } فليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يحن إلى رؤية الكعبة والطواف، فالناس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار. قال ابن عباس: لو قال: “أفئدة الناس” لازدحم عليه فارس والروم واليهود والنصارى والناس كلهم، ولكن قال : أفئدة{مِنَ النَّاسِ}فاختص به المسلمون.

هذه هي مكة التي أكرمنا الله بسكناها .. أي مكرمة تلك أن يختارنا الله من بين سائر الشعوب والأمم .. لنكون جيران بيته وسكان حرمه؟!.. ووالله ثم والله إنها نعمة تستحق الشكر والتقدير، والقيام بواجب هذه النعمة من رعاية حرمة هذه الأرض، واستشعار عظمته وعظمة الخطيئة فيها .. وإنها لمسؤولية عظيمة ومهمة شاقة .. لم يتحملها حتى بعض الصحابة رضوان الله عليهم؛ فخرجوا من حدود الحرم ميممين وجوهم شرقاً وغرباً خشية أن لا يقوموا بواجبها، وخشية أن يحاسبوا على دقيق أعمالهم وجليها فيها.

ومن جميل ما يحسن التذكير به أن نكثر من الصلاة والطواف والمكوث في الحرم أداءً لحق هذه النعمة واغتناماً لقربنا من بيته الذي يفد إليه ملايين المسلمين من أنحاء العالم، باذلين أموالهم وذخيرة حياتهم لينعموا ببعض الأيام بجوار البيت الحرام، وهي نعمة لا يشعر بها إلا من فقدها، أو لم يوفق لها، فلحظة واحدة عند بيت الله الحرام كفيلة بأن تعيد للنفس صفاءها وتريحها من عنائها وتجلب لها السعادة والطمأنينة والانشراح، وكيف لا إذ الأفئدة مفطورة على حب هذه الكعبة المشرفة، والحنين إليها، والأنس بها، فهي مهوى أفئدة المؤمنين في كل مكان.

وفي مثل هذه الأيام من كل عام وقبل موسم الحج يخلو البيت الحرام من الزوار والمعتمرين وتقل الزحام ويصبح الذهاب للحرم أمراً ميسوراً لأهل مكة للعبادة والذكر والصلاة والطواف بالبيت وتقبيل الحجر الأسود والمكوث أمام الكعبة في أجواء روحانية لا تماثلها أية أجواء في الدنيا ، فما أحرى أن تُغتنم هذه الفرصة فنعمر بيت الله، ونستمتع بهذا البيت قبل أن يهدم فقد قال صلى الله عليه وسلم: ([COLOR=green]استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ، ويرفع في الثالثة[/COLOR]) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى