المحليةسعد جمهور السهيمي

انتشار الأوبئة يقضي على طفلين

تفاجأت اسرة في مكة بوفاة طفل وطفلة لهما في فترة وجيزة لا يفصل بين وفاتيهما إلا اسبوع واحد بمرض كان غامضا لهما في بدايته وابرز اعراضه ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير ، إلا أن زيارة فرقة صحية بعد وفاة الابنة كشفت عن هذا المرض الفتاك الذي تسبب في وفاة الطفلة أولا ثم انتقلت العدوى لأخيها واستمرت معه بعد موتها ، وكان ذلك المرض هو حمى الضنك ، وهذه الحادثة كانت قبل أشهر قبل دخول فصل الصيف ،وهذا المرض يتواصل مجيئه إلى مكة بحسب الاهتمام بالبيئة أو اهمالها .

وأحببت هنا نقل معاناة تلك الاسرة التي تفاجأت بمرض طفليها ثم وفاتهما خلال اسبوعين متتاليين ،وقد لمست اثر المعاناة التي تعرضت لها الأسرة حيث أن والد الطفل والطفلة تربطني به صداقة قديمة ، وما حدث كان فجيعة بالنسبة له ولأسرته لكن هذا قضاء الله وقدره ، نسأل الله أن يلهمه وأسرته الصبر والسلوان ويعوضه خير ، وقد كان والدهما وفقه الله لكل خير صابرا محتسبا مع ألم فراق طفليه اللذين وافاهما الأجل المحتوم دون التعرف على حقيقة المرض ، والحقيقة أن وفاة الطفلين وانتشار وباء حمى الضنك في مكة المكرمة خصوصا في بعض فصول السنة وبالأخص فصل الشتاء ليس وليد اليوم أو الأمس بل أنه منتشر منذ سنوات ،واذكر أن احد أقاربي أصيب به في مكة قبل سنوات وكتب الله له الشفاء بعد معاناة كبيرة ، وينبغي على الجهات ذات العلاقة أن تهتم بنظافة البيئة حيث أن البعوض يتكاثر في مكة وليس هناك خطة محكمة للقضاء عليه في هذه البيئة المتكدسة بالسكان ، ومكافحته تبدأ عندما ينتشر المرض ، رغم خطورته و ما يتعرض له بعض المواطنين من الإصابة به ، لاسيما وأن الكثافة السكنية بمكة كبيرة والحال ينطبق على محافظة جدة التي شهدت حالات مشابهة ، يضاف لذلك تواجد جموع المعتمرين بصفة مستمرة بمكة ، علما بأن الأحياء المكتظة بالسكان مهملة وليس هناك اهتمام بالبيئة فيها كغيرها من الأحياء الأخرى،وهذا للأسف الشديد يساهم في انتشار المرض واستمرا يته ، ولعل هاتين الحادثتين توقظ الجهات المعنية بالأمر للحيلولة دون استمرار المعاناة من وباء البعوض المنتشر في بعض احياء مكة والمحافظة على البيئة صالحة للمعيشة وبذل اقصى جهد دون استمرارية انتشاره لأن لدغته تعرض المريض لحمى الضنك اسأل الله أن يحمي مجتمعاتنا من خطر هذه الأمراض ، ويأخذ بأيدينا جميعا لكل خير . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى