تحقيقات وتقارير

شهر رمضان هو الوقت المناسب للإصلاح بين المتخاصمين

[ALIGN=CENTER]لا بد من وجود صفات معينة في المتقدم للإصلاح هناك أوقات مناسبة لاستغلالها في الصلح بين المتخاصمين[/ALIGN]

عبير العيد / صحيفة مكة الألكترونية

يتميز شهر رمضان دون سائر الشهور بكثرة الإصلاح بين المتخاصمين والمتشاحنين ..ويكثر التسابق من قبل كثير من المصلحين رغبة في الحصول على الأجر الكبير بنية الإصلاح بين المسلمين فلقد نجح مسعود العمري 38( موظف) في إعادة زوجين طليقين لبعضهما بعد انفصال دام اكثر من ثلاثة سنوات وكان السبب الرئيسي في نجاح هذا الصلح والزواج مرة أخرى هو دخول شهر رمضان فلهذا الشهر روحانية وصفاء في النفس وتسامح معها يساهم في إطفاء شحن النفوس …فيقول سعيد لم ابذل جهد كبير في الإقناع بالعودة للزواج مرة أخرى بالنسبة للطليقين فلقد صادف دخول الشهر مع التفكير في الصلح فكان له دور كبير في التوفيق بينهم مرة أخرى …

فاطمة عبده يماني عضوه في مجلس إدارة أم القرى ومنسقة أحياء في مكة المكرمة خصصت جزء كبير من وقتها وخبرتها للرفع من هامة جزء صغير من هذا المجتمع والتخفيف من عثراته والإحالة دون قطع العلاقات الأسرية او إستمراريتها حيث استطاعت أن تصلح بين أعداد كبيرة من المتخاصمين والمختلفين حوالي 224 حالة هذا غير الحالات الخاصة والغير مدونة فدائما تجدها طرفا ثالثا وسطا بين المتخاصمين والمتنازعين وغايتها في ذلك هي إرضاء الله تعالى فقد قال في كتابه الكريم "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس)
ولقد ساهمت في كثير من حالات الإصلاح بين الناس ومن أبرزها ..انه تقدم لها ثلاثة من الأخوة الأشقاء يطلبون منها الإصلاح بين زوجاتهم فهم يرغبون في الاجتماع في شهر رمضان باستمرار ولكن الخصام القائم بين زوجاتهم حال دون ذلك وبتدخلها بينهم أصلحت بين الزوجات ..وتقول أنها لاقت صعوبة شديدة في التوفيق بينهن فكل واحدة ترمي بالتهمة والشكوى على الأخرى ولكنا نجحت في التوفيق بينهم بل أصبحت العلاقة أخوية اكثر مما كانت من قبل وترى ان لشهر رمضان دور كبير في هذا الصلح .
وتتصيد ام صالح المتشاحنين في شهر رمضان من بين أفراد عائلتها الكبيرة خاصة المشاكل الزوجية بينهم ثم تتدخل بقصد الإصلاح وتقول ان السر والذي يساهم بإزاحة هذه الشحناء هو الاستماع الجيد والذي تتميز به ويكون ذلك بين الطرفين فكل طرف من المشكلة له وجهة نظر مخالفة عن الآخر وباستماعها تتفهم نفسية كل منهما وبالتالي تبدأ في التقريب بينهم , كما أنها تبتعد عن نقل أي كلمة من الطرفين للآخر إلا إذا كانت تساعد في التقريب بينهم ., وترى انه ليس أي شخص هو مؤهل لهذه المهمة او أهل لها فهي تحتاج لحكمة ودراية بالحقوق والعدل بينهم .
ولقد نجحت خديجة محمد في إنهاء مشكلة وخصام بين سيدتين دام اكثر من 35 عاماً لسبب واهي لا يدعوا للقطيعة كل هذه السنين وبالرغم من قوة شخصية السيدتين ولكنها بالتودد لهما بالكلام و النصح وكثرة التردد عليهما كل واحدة في بيتها استطاعت وبصعوبة ان تحضر إحداهما ضيفة على الأخرى وتم الصلح بينهم …وترى خديجة ان السبب في حبها للإصلاح بين المتخاصمين هو ان ذلك يقربها من الله تعالى ويرفع كفتها لديه , كما ترى ان الخصام يوقف الحسنات وذلك للحديث عنه صلى الله عليه وسلم …(تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين, ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً , إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال : انظروا هذين حتى يصطلحا….) وتدعوا كل من بينهم خصام او قطيعة العودة ومراجعة النفس فالدنيا اقل من ان نضيع حياتنا فيها بالخصام والقطيعة وان التصدق بالصلح من أسباب دخول الجنة .
وترى الدكتورة جواهر قناديلي هيئة التدريس بقسم الإدارة التربوية والتخطيط بجامعة ام القرى بمكة المكرمة والتي لها تدخلات في الإصلاح بين المتخاصمين خاصة في مجال العمل أن أفضل الحلول للصلح بين الطرفين هو الاستماع بصمت والحكم بعدل وعدم التحيز لطرف دون الآخر و من الأساليب المتبعة التي تراها ناجحة في حل الخصام هو بعض العبارات من احد الطرفين للآخر من مدح و إطراء وبيان حسن النية والرغبة الأكيدة في الصلح فيرضخ احد الطرفين للآخر .
كما ان التخفيف من حدة الغضب من الأساليب التي من المفروض ان يتبعها المصلح قبل الشروع في الصلح حتى يرضخ كل من الطرفين للاستماع للآخر بهدوء , وتعتقد ان الصلح دائما يتم في شهر رمضان ربما يكون بسبب الصيام وهو العبادة التي تحتاج لصفاء وتقرب لله بالطاعات وتجتمع الأسر ويتزاور الأصدقاء وبذلك يتذكر الشخص من خاصم فيلجأ للصلح او يتمنى من يصلح بينهم , وهنا يأتي دور من لديه هذه القدرة وهو المصلح .
وتؤكد الأخصائية الإجتماعية بدار المسنين بمكة المكرمة حفصة شعيب على انه لا بد ان تكون هناك مواصفات معينة في الشخص الذي يرغب في التقدم والإصلاح بين المتخاصمين حتى ينجح في ذلك مثل الحكمة والقدرة على الوعظ الحسن وتليين القلوب والتردد بين الطرفين لمعرفة الأسلوب المناسب للبدء في الصلح بينهما , وتعتبر سعة الصبر والتغاضي عن الأخطاء او عدم التأثر عند التلفظ بما لا يليق او الاستماع للألفاظ والتجريح والتي يتعرض لها المصلح من الصفات التي لابد ان تتوفر في المصلح .
و تشير إلى ان هناك أوقات مناسبة للبدء في الصلح فلا بد ان يبدأ الصلح بعد ان تنتهي فورة الغضب فخلالها من المستحيل ان يظهر بالنتيجة المرجوة , كما ان الصلح يصعب كلما مرت السنين الطوال والشحناء بينهم حتى تتراكم الترسبات ويصعب إزالتها بسبب تناقل الكلام والقدح بينهم من خلال الوسطاء الخبثاء من شياطين الإنس .
وتشير لصفة أخرى وهي التكتم و السرية على هذه المشكلة بعدم إعلان الأسباب والمسببات لهذا الخصام حتى تنتهي المشكلة وفي الكتمان الكثير من الحلول وفي ذلك تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان )
كما ان هناك أوقات مناسبة لاستغلالها في الصلح بين المتخاصمين وتخفيف حدة التشاحن بينهم منها ليالي رمضان خاصة الأولى والأخيرة منها وليلة العيد وأيامه وساعات المناسبات السعيدة وبعضها يتم في الأحزان , ولكن يظل رمضان هو الشهر الذي يكثر فيه إصلاح ذات البين والذي ينجح فيه المصلح بصورة ملحوظة ويعود ذلك لروحانية الشهر والتقرب لله تعالى بالطاعات فيخف حقن النفوس على بعضها البعض بسبب الروحانية المتواجدة بهذا الشهر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى