د. سعود المصيبيح[/RIGHT] [JUSTIFY]الإنسان كتلة من الأحاسيس والمشاعر ومهما علا شأنه أو تعلت مراتبه فهو يظل عاطفيا ذا حس مرهف يتأثر بالموقف وفراق الأحبه .وقدوتنا في ذلك نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم وهو يبكي أبنه أبراهيم وهناك مواقف كثيرة للصحابة والتابعين وعظماء العالم وهم يبكون ويتأثرون بما يمرون به من لحظات حزينة مؤلمة . وفي وقتنا الحالي شاهدنا أرق وأصدق قلب في دموع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وهو يقبل الإيتام من أبناء شهداء الواجب فكان موقفا مؤثرا كان له وقعه في قلوب شعب هذا الملك الصالح .
وهذه المواقف تزيد الإنسان ولا تنقصه أو تقلل من شأنه .ومن المواقف التي تدمي القلب وتؤثر في الوجدان فراق الحبيب الذي عشت معه أوقات جميلة أندمجت روحك مع روحه وقلبك مع قلبه وعواطفك مع عواطفه تقاسمتم الكلمة الجميلة واللحظات السعيدة التي قد تحسب طويلة في عمر الزمن ولكنها مرت كلمح البصر وبقيت ذكريات في الوجدان تؤجج المشاعر وتبكي العيون ويهتز لها الجسد كله في ظروف خارج تحكم الإنسان والتصرف بمشاعره وميوله ورغباته.
فما أقسى لحظات الوداع وأقواها على النفس . وفوق كل ذلك وأكثر أختلافا في الوصف والتعبير هو مانشاهده من بكاء المصلين في المساجد وخوفهم وخشيتهم ورجائهم من رب العالمين وطلبهم الصفح والعفو والغفران وماتنقله لنا الفضائيات من دموع المصلين الصادقة في الحرمين الشريفين مما يشكل حالة وجدانية صادقة لها أبلغ الأثر في حرص الكثيرين من غير المسلمين الذين يشاهدون هذه العواطف الجياشة عبر القنوات الفضائية في جميع أنحاء العالم فيكثر تساؤلاتهم عن هذا الدين الذي يحرك الوجدان ويبدأون رحلة البحث والإطلاع والقراءة ثم الدخول إلى دين الله أفواجا حيث يعد الإسلام الأسرع والأكثر إنتشارا بين الأديان والعقائد وبالذات في أوربا وأمريكا وغيرها لما وجدوا في الإسلام من روحانيات تخاطب الإنسان وتعلي من شأنه .
وإخيرا الإنسان الرقيق الذي تدمع عيناه وتتغلب دموعه على رباطة جأشة ونظرة الآخرين التي يريدها إلا تهتز هو إنسان مرهف الحس طيب القلب نقي السريرة ولا يعني ضعف أو قصور لأنه في الجد والعمل والإنجاز والعطاء تجده متميزا جادا عادلا في آدائه وعمله وبالمقابل أشفق على قساة القلوب الذين يتظاهرون بالشراسة والتبلد وعدم الإكتراث لمشاعر الآخرين لأنهم أحجار صلبة جامدة في هياكل إنسانية باردة .[/JUSTIFY]