ﺑﻘﻠﻢ / ﺍ.ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺵ
ﻋﻀﻮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻻﻣﺎﻥ ﺍﻻﺳﺮﻱ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ[/RIGHT] [JUSTIFY] ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﺘﺔ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﺔ .
ﻭﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻟﻠﻐﺮﺍﺑﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻟﻠﻔﻜﺎﻫﺔ ﻣﻤﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﺤﻼﻝ ﻟﻘﻴﻤﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻟﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ .
ﺣﻴﺚ ﻟﻮﺣﻆ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻇﻬﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻭﺳﻦ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﺧﻴﻞ ﻭﻟﻔﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺘﻀﺨﻴﻢ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
ﺃﻭ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻭﻣﺨﺠﻠﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺳﻌﻮﺩﻱ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻣﺤﺎﻓﻆ،
ﺃﻭﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﺪﺭ ﺣﺠﻢ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﺮﺱ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﻃﺮﻗﻪ ﻟﻨﺘﻔﺎﺩﻯ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ .
ﻓﻴﻨﻬﺞ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﺧﻴﻞ
ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﻛﺸﻒ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﻴﺚ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺿﻌﻒ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﺍﻷﺳﺮﻱ .
ﻭﺗﻮﺟﺪ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﻣﻤﺘﺪﺓ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ , ﻛﻤﺎ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻱ ﻧﺸﺮ ﻟﻠﻮﻋﻲ ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻲﺀ ﺇﻟﻴﻬﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﺳﺮﻫﻦ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻦ، ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﺎﺗﻒ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ.
ﻭﻳﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ “ﺍﻹﻳﻤﻮ”
ﻋﺪﺓ ﺻﻔﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﻭﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺨﺠﻞ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮّﺕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻭﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺗﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻧﻌﺰﺍﻟﻴﻪ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻬﻢ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ.
ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻹﻳﻤﻮ :
ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺫﻭﻭ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻭﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺷﺎﻋﺮﻳﺔ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻣﻜﺴﻮﺭﻳﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺠﻬﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺐ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ، ﻭﻳﺒﺪﻭﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻛﺌﻴﺒﺎً ﻣﻨﺒﻮﺫﺍً ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻬﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻓﻬﻤﻬﻢ ﺃﻭ ﺗﻘﺒﻞ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻴﺸﻬﻢ .
ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺯﻳﺎﺀ “ﺍﻹﻳﻤﻮ”
ﻓﻴﺮﺗﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﻋﺰﻟﺘﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺰﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﻦ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﻣﻈﻬﺮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻳﻤﻮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻹﻳﻤﻮ ﺍﻟﺼﺒﻲ
ﻓﻜﻠﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺃﺯﻳﺎﺋﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻮﻧﻴﻦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﺣﻴﺚ ﻳﺮﺗﺪﻳﻮﻥ ﺗﻴﺸﺮﺗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻃﺒﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺤﻮﻱ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺸﻘﻬﺎ ﺍﻹﻳﻤﻮ، ﻭﻳﺮﺗﺪﻳﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎً ﺳﺮﺍﻭﻳﻞ ﺿﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍً، ﺃﻭ ﻓﻀﻔﺎﺿﺔ ﺟﺪﺍً، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺃﻏﻄﻴﺔ ﻟﻤﻌﺎﺻﻤﻬﻢ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺮﻭﻙ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ.
ﻭﺗﻤﻴﻞ ﻓﺘﻴﺎﺕ “ﺍﻹﻳﻤﻮ” ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻜﺤﻞ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻟﺘﻈﻬﺮ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﻴﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﻛﻨﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻳﺘﻤﻴﺰﻥ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺑﺮﺳﻢ ﺍﻟﻮﺷﻢ ﻓﻲ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺑﻮﺿﻊ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﺨﻔﻴﺔ.
ﻭﻳﺘﺒﻊ ﺳﻠﻮﻙ “ﺍﻹﻳﻤﻮ” ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻋﻦ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻳﺘﺼﺮﻓﻮﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﻭﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻬﻢ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺎﻫﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺣﺴﺎﺳﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺣﻴﺚ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺣﺰﻧﻬﻢ ﻭﻛﺂﺑﺘﻬﻢ ﻭﻏﻀﺒﻬﻢ ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺐ ﺛﻢ ﻳﺼﺤﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﻳﻤﻮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺷﺎﻋﺮﻳﺔ ﺗﻨﺰﻉ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺳﻤﺎﻋﻪ، ﻭﻫﻢ ﺃﻧﺎﺱ ﻃﻴﺒﻮﻥ ﺟﺪﺍً ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺎﻫﺔ ﻭﺣﺴﺎﺳﻴﺔ، ﻓﻬﻢ ﻳﻀﺨﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﻴﻄﺔ.
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻣﺤﺒﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﻳﻨﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻨﻬﻦ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻗﺪ ﺍﻧﺤﺮﻑ ﻓﺎﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻨﻖ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﻧﻤﻂ ﻋﻴﺶ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭ ﺗﺄﺧﺬﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻦ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎﻡ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪﻥ ﺇﻛﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻳﺘﻤﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ.
ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻰ ﺃﺫﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺣﻴﺚ ﻭﻗﻊ ﺍﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺦ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻨﺒﻮﺫﻳﻦ ﻭﻛﺎﺭﻫﻴﻦ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻟﻬﻢ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺷﺎﺫﺓ ﻭﺍﻏﻠﺐ ﺻﻮﺭﻫﻢ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ …
ﻫﻮ ﺟﻬﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻫﻞ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﻳﻈﻨﻮﻥ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻮﺿﻪ ﺍﻭ ﺳﺘﺎﻳﻞ ﻟﻜﻦ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻗﺘﺤﻤﺖ ﺍﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﻗﻠﺒﺖ ﺍﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻳﺒﺘﻌﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ﻭﺣﺘﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻫﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﺍﻹﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻻﻳﻘﻌﻮﻥ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ
ﻭﺍﻏﻠﺐ ﻣﺎﻳﻜﻮﻥ ﺍﺳﺘﻘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭﻣﻦ ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﻞ
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻟﻪ ﻣﻌﺎﻣﻠﻪ ﺧﺎﺻﻪ ﻻﻧﻪ ﻳﻤﺮ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ
ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠﻪ ﻳﻘﻒ ﺿﺪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻴﺘﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻷﺳﺮﻩ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻪ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﻪ ﻭﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﺟﺴﻤﻴﻪ ﻭﻫﺮﻣﻮﻧﻴﻪ ﺗﺜﻮﺭ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﻫﻞ ﺑﺘﺸﺒﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺍﻛﺒﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺑﺘﺜﻘﻴﻔﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭﻣﻘﺎﺻﺪﻫﺎ ﻭﺍﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﻪ ﺃﺑﺘﺪﻋﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻟﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ
ﻟﺘﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ , ﻭﺗﻐﺮﺱ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻜﺂﺑﻪ ﻭﺍﻹﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻪ ,ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺗﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺤﺎﺭ ﻟﻴﻀﻌﻒ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﻫﻴﺒﺘﻬﻢ .[/JUSTIFY]