أسامة زيتونيالمحلية

عذراً أيها الوطن

اليوم الوطني هو ذكرى نتذكر فيها توحيد هذا الكيان على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وهي بلا شك ذكرى غالية على كل مواطن يعيش على هذه الارض ويعشق هذا الكيان ، وواجب يتحتم علينا بتأصيل معاني الانتماء والحب لهذا الوطن والوفاء للأبطال الذين صنعوا هذا المجد العظيم ، ومن حقنا أن نفخر بما صنعه باني هذا المجد ومؤسس هذا الكيان ، ومن حقنا أن نحتفل ونبتهج بهذه المناسبة الغاليه وأن نعبر عن اعتزازنا بالانتماء الى هذه الارض الطيبه التي أكرمنا الله بأن جعلنا من اهلها ، ولكن ليس من حقنا التعدي على حقوق الآخرين والاضرار بهم في أموالهم أو ممتلماتهم أو أعراضهم ، فما تناقلته بعض وسائل التواصل والرسائل والقنوات الالكترونية عن بعض السلبيات التي حصلت في ذلك اليوم وبعض الممارسات غير المسئوله مثل قيام الشباب بإغلاق الشوارع والتفحيط وإيذاء الماره وتكسير زجاج المحال التجاريه والمعاكسات وغير ذلك من الامور التي لا يمكن ان يقبلها مجتمعنا وديننا ، والتي لا تنم عن أي فكر راق ولا تدل على أي وطنيه ولن تفيد اصحابها بأي شئ بل انها تشير الى التخلف والهمجية وتعكر صفو هذه المناسبة ، في الوقت الذي من المفترض ان نحتفل فيه بطريقة راقيه تنبع من تربيتنا وأخلاقنا وديننا الحنيف .

فالعديد من المجتمعات المتحضرة تحتفل في مناسباتها الوطنيه بأساليب تدل على ما يتمتع به شعبها من الرقي والوعي والتحضر ، كقيامهم بتنظيف الشوارع والاحياء أو اصلاح بعض المرافق العامه أو زيارة المرضى في المستشفيات أو غرس الاشجار والزهور في الاماكن العامه أو تقديم أي عمل آخر يفيد به الوطن ويقدم خدمه ولو كانت يسيره ولكنه يعبّر بها عن حبه وانتماءه واخلاصه للوطن ، وليس بالتخريب والتكسير وإيذاء الآخرين ، ونحن الأولى بهذه الصفات انطلاقاً مما يمليه علينا ديننا وأخلاقنا .

فالوطن لايريد منا العبث والتخريب والتفحيط والتكسير والمسيرات الراقصه ، والوطن لايريد التحرش والأغاني واغلاق الطرق وإيذاء الناس ، الوطن يريد رجال مخلصين وصادقين يحمونه أمنياً وفكرياً وثقافياً وعلمياً ، رجال منتجين صالحين قادرين على تحمل المسؤلية .

اننا نتحمل مسؤليه كبرى تحتم علينا أن نربي ابناءنا وان نغرس في أنفسهم المعاني الصحيحة للمواطنة الحقه المبنية على الاخلاق الفاضلة وغرس مفهوم الانتماء والحب الوطني في نفوسهم ، وتنشأتهم على المبادئ والقيم الاسلامية ، فالشباب هم حاضر هذه الأمه ومستقبلها وهم ثروة الوطن وعماده ، وعليهم نعول رقيه وتقدمه ، وما يحيط بالشباب من مغريات باتت تتراكم يوماً بعد يوم حتى أصبحت تشكل تحديات كبيرة وخطراً محدقاً إذا ما أخضعت الى الرقابة ، كل هذه التحديات ضاعفت من مسئولية المجتمع بكل مؤسساته العلمية والفكرية والتربويه والتي يجب ان تتنبه لما يجري وتستوعب خطورته وهي قادرة بإذن الله لأن تتصدى له بالوقاية والعلاج من خلال وضع الأستراتيجيات والخطط والبرامج الناجعة للارتقاء بأبناءنا الشباب ، ونحن على ثقة تامة بأن أبنائنا الذين نشأوا وترعرعوا في أكناف هذا الوطن المعطاء هم على قدر كبير من الوعي والذين سينهضون بإذن الله تعالى بأمتهم ووطنهم ويرتقون به إلى أعلى الدرجات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى