أسامة زيتونيالمحلية

الحج عند أهل مكة

كان الحج وما يزال رافدا اقتصاديا مهماً وفرصة اجتماعيةً كبيرة لأهل مكة المكرمة ، فهو يعد موسم لتلاقح الأفكار والثقافات التي يكتسبها سكان العاصمة المقدسة من الحجيج وتثري حياتهم ، كإكتساب وتعلم اللغات والتعرف على عادات وتقاليد الشعوب من خلال الإحتكاك مع الحجاج والمعتمرين في مواسم الحج والعمرة ومن خلال العمل في حملاتهم.

وعلى مر العصور السابقة أحترف أهل مكة وسكانها خدمة الحجيج في مواسم الحج والعمرة عبر العديد من المهن ، ولعل أبرزها مهنة الطوافة والرفادة والسقاية والنقل والإعاشة ، فمكة المكرمة تعيش على وقع هذه الفريضة منذ أقدم الأزمان، وأهلها ينتظرون الموسم طول العام، بعضهم يجتهد فيه لإكرام ضيوف الرحمن، وبعضهم يسعى ليستفيد من السوق الضخمة التي يفتحها هذا الموسم ، قال تعالى(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ..) الآيه .

ولكن – مع الأسف – تطور الزمن ودخول بعض الأنظمه والقوانين الجديدة حوّل الحج بالنسبة لأهل مكة من موسم روحاني يتقربون فيه بخدمة الحجيج ويجلبون منه منافع تعم كل القاطنين، إلى موسم أعمال وتجارة ومصالح لا يميز فيها الحاضر من الباد ، فلم يعد لأهل مكة اليوم دور يذكر ، ولا وجود في الحج، لأن جهات عديدة دخلت على الساحة، وأفقدت الحج وجهه العائلي والإجتماعي الحميم.
ولقد كان معظم أهل مكة ينتظرون قدوم الحاج ليتفانوا في خدمته طلباً للأجر والثواب قبل الأجرة ، خاصة “المطوفين” الذين كانوا يستقبلون الحجاج في بيوتهم ، ويعدون لهم الطعام ، ويرافقونهم في المشاعر وإلى الحرم ، ويلقنونهم التلبية في مسيرة تعبر حارات مكة بإتجاه الحرم في مشاهد روحانية افتقدناها اليوم .

ففي مكة اليوم ما يقارب 15 ألف مطوف ومطوفة ، ولكن مع الاسف لم يعد لهم الدور الذي كانوا يقومون به في السابق ، فلم يعد المطوف اليوم يلتقي بحجاجه ، بل ولم يعد يراهم البته ، وأصبحت علاقته بهم علاقة تجارية بحته بعدما كانت اشبه بعلاقة عائلية حميمه ، وأصبح المطوف “مجرد مدير مكتب”، ويتعامل مع الحجاج وكأنهم أرقام !!.
لا تزال عالقة في أذهاننا تلك الصورة الجميلة لذلك المركاز الذي يقيمه المطوف لإستقبال ضيوفه من الحجاج ، ويجتمع معهم في أجواء اسريه ويلبي احتياجاتهم ، ويخلي لهم بيته ويتكفل بإطعامهم وسقايتهم ونقلهم كما انه كان بمثابة الموجه لهم ويتبعونه في كل أمورهم ويتشارك معه جميع أهل الحي أو الحارة في خدمتهم ، ويهنئون المطوف على وصول الحجاج.
لم يعد موسم الحج يشكل لأهل مكة تلك الأهمية ولم يعد يعني لهم الكثير، فقد اصبح أغلبهم يخرج إلى الضواحي البعيدة عن الحرم ، وأصبح مركز المدينة عبارة عن أبراجا وفنادق تتعامل مع الحجاج على انهم سياح فقط .
وبالرغم من ذلك فلا يزال العديد من اهل مكة يحتفظون ببعض عادات الزمن القديم ، ويسعون في خدمة الحجيج .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رائحه الذكريات وعبق المدينه القديم يفيح من هنا

    النهضه العمرانيه مسحت بععض العادات والتقليد المكاويه

    فبعض جدران المدينه تشهد على ذكريات أهلها مع حجيج الرحمن والمعتمرين

    والنهضه العمرانيه مسحتها من الذاكره لتصبح هى المسيطر

    ولكن تبقى الحنين اليها والى شوارعها الذى يكتسحهاالطيب من أهل مكه

    وتبقى جدرانها تشهد على ذالك الطيب الذى يعانق الجدران والاصاله الموجوده باهل مكه وهم يستقبلون الحجيج بروح المحبه

    والأخوه

  2. رائحه الذكريات وعبق المدينه القديم يفيح من هنا

    النهضه العمرانيه مسحت بععض العادات والتقليد المكاويه

    فبعض جدران المدينه تشهد على ذكريات أهلها مع حجيج الرحمن والمعتمرين

    والنهضه العمرانيه مسحتها من الذاكره لتصبح هى المسيطر

    ولكن تبقى الحنين اليها والى شوارعها الذى يكتسحهاالطيب من أهل مكه

    وتبقى جدرانها تشهد على ذالك الطيب الذى يعانق الجدران والاصاله الموجوده باهل مكه وهم يستقبلون الحجيج بروح المحبه

    والأخوه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى