يلاحظ الكثير أن عبادة الحج تحولت لدى بعض الناس القادمين لإداءه إلى سبيل من سبل السياحة ،فقد افتتن البعض بالبحث عن وسائل الرفاهية والراحة ، حتى اضحت تنقلاتهم في المشاعر اشبه بالسياحة ، فلم يترك بعضهم أي وسيلة من وسائل الراحة ولا وسيلة للترفيه إلا جلبها معه إلى الحج ليفقد هذا الحاج مشقة الحج التي تحصل من خلال التنقل السابق للحجاج ، وهي قد تصبح مع القطار والمصاعد المتعدد الأدوار سهلة ويسيرة على الحجيج وهي نعمة كبيرة يسرها الله لهم ساهم في إيجادها جهود خادم الحرمين الشريفين وفقه الله لكل خير ، بيد أن هناك من الحجاج الميسورين لا يرضى أن يكون حجه كغيره بل يحضر معه وسائل الترفيه قنوات فضائية ووسائل أخرى ترفيهية ليصبح الحج لديه مفهومه متابعة الأخبار ومتابعة تلك القنوات التي يوفرها بعض متعهدي الحملات بالداخل ، وهذا يساهم بعدم شعور الحاج بروحانية الحج والعمل على كسب الأجور فيه وهو العبادة التي ليس لها جزاء إلا الجنة عندما تكون حجا مبرورا ، ويحدث الكثير من الجدل والنقاش في موسم الحج بين بعض الحجيج الذين جاؤوا بخيلهم ورجلهم لأداء العبادة ، فيخرج منها دون أن يشعر بأي مشقة فماذا أبقى لنفسه من اجر المشقة ، عندما يبحث عن كل وسائل الرفاهية في الحج ، والتي لا يحتاجها إلا كبار السن والمرضى .
إن المتأمل بما أصبح يحدث في الحج من التباهي بالحج في حملات خاصة ذات مبالغ خيالية يخرج الحج عن أهدافه ومنافعه ، ويجعل من يفعل هذا الفعل باحثا فقط عن راحته دون رغبة في أجر مشقة الحج والعمل على ذلك ، وليس المقصود من كلامي أني اطالب الميسورين ان لا ينفقوا على انفسهم في الحج ، لكن المقصود عدم المبالغة التي تخرج الحج كعبادة ويصبح سياحة لدى البعض دون شعور بأهمية الأحاديث الواردة فيه ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم (من حج ولم يرفث ولم يفسق عاد كيوم ولدته امه ) رواه مسلم ، لأن الذي يتابع ما يحدث من بعض الحجاج وحرصهم على رفاهية حياتهم يفقد الحج مكانته ، ويجعله كما أشرت مسبقا كرحلة سياحية يعود منها الحاج وقد حقق أهدافه الترفيهية ، وهذه تظهر لدى فئة من الناس دون أخرى لأنه يوجد آخرين خصوصاً ممن يأتي من خارج المملكة يتكبدون مشاق السفر رغبة في الحج ولعل مما لفت نظري في هذا تلك المرأة التي أخذت تجمع هي وزوجها مؤنة الحج لعدة سنوات وعندما نقص مبلغ الحج باعا منزلهما فهنا فرق بين من يتكبد المشاق والذي يأتي وكأنه يعيش حياة سياحة ، ولا أنسى ايضا أن أشيد بأولئك الحجاج من الداخل الذين يبذلون جهودا للمجيئ لتحجيج البنات والزوجات رغبة في أداء فريضة الحج رغم مشقة تدبير المكان والمال وقلة ذات اليد ، أسأل الله أن يوفق الججيج لأداء حجهم كاملا ويتقبل من الجميع أنه ولي ذلك والقادر عليه .