المحليةالمقالات

عدم وضوح الرؤية

[RIGHT][COLOR=#FF004D]عدم وضوح الرؤية[/COLOR] علي المالكي[/RIGHT] [JUSTIFY]عندما تبتعث التعليم العالي هذه الأعداد الهائلة من أبناء البلد ، وهي تعلم أن سوق العمل لن يستوعبهم فما السر في هذه الخطوة ، بالأمس يحدثني أحد ضحايا هذه البعثات عاد من أمريكا بماجستير في مجال الحاسب الآلي ، ثم تصدمه الجامعات والناشئة منها على وجه الخصوص إحداها يقول له أن شهادتك ليست بالمستوى المطلوب بالرغم من أنها تبحث عن أجانب من نفس التخصص وأقل مستوى ، والأخرى وقف رئيس قسم الحاسب في وجه أي متقدم لوظيفة محاضر بالمرصاد فحينا يحاجهم بأن الشهادة غير معترف بها بالرغم أنها معادلة من التعليم العالي وحينا يطالب بقبول دكتوراة ويبرر بعد ذلك أن القبول جاء به من جامعة يهودية وفي نهاية الأمر يصرح له أنه لن يقبله وحتى إن وصل ملفه للجنة التي تقرر سيسعى لسحبه من اللجنة وكأن هذا الشخص سيصرف مرتبات أبناء الوطن من جيبه ، والغريب أن كل هذا يدور على مسرح التعليم العالي وهم في سبات لا أدري متى يصحون منه ؟ فرسالتي هذه أقدمها للوزير الذي بات يعتمد البعثات دون احصائية وترتيب بينه وبين سوق العمل ، والأمر الثاني إذا كانت الجامعات تتبرأ منهم كأعضاء هيئة تدريس فمن يقبلهم في سوق العمل وانت المبتعث لهم تبرأت منهم ؟ولم تبين المعايير التي على ضوئها تقبل الجامعات هذه الكوادر خيرا من أن يوضع على الكرسي من هو غير مؤهل ويعمل مزاجيته في القبول والرفض .

الغريب هنا أن التعليم العالي آمنت بأن المشروع نوعا ما فاشل وأول فشله الابتعاث لمن ليسوا أهلا للدراسات العليا ، وثانيا أنها تعلم أن المخرجات لن تجد عمل يرضي طموحها ومع ذلك بين فينة وأخرى نقرأ بالمئات من الشباب مبتعثين فلما لا تنسق بين سوق العمل وتجبر الجهات على قبولهم وتوضح للمبتعث المصير قبل اخراجه أو تضع لهذا التلاعب حدا قاطع يعلمه المبتعث وسوق العمل ويتحمل من يخطئ ثمن خطأه . لأننا إذا كنا قد قلصنا من فكرة البطالة بابتعاثهم وابعادهم من على أرصفتنا لفترة ثلاث إلى أربع سنوات فتأكدوا بأننا لن نستطع إغراءهم بثمن بخس بعد غربة وتعب .

الأمر الذي حيرني في مشروع البعثات أنهم في تيه غامض النهاية فماذا نتوقع من شاب تغرب فترة ما طالت أو قصرت وجاء فأوصدت في وجهه الأبواب ، أو قيل له كذاك الذي حدثني بمعاناته عندما تحاور مع رئيس القسم في إحدى الجامعات كي يصل لمبررات مقنعة قال له : اذهب للتعليم فأنت تصلح لهذه المهمة أفضل ، وقد حدثه أحد زملائه في الجامعة بأن هذا الدكتورمصاب بكره للكوادر الوطنية فمتى جاءه مبتعث من امريكا قال أريد من استراليا أو بريطانيا ومتى جاءه شاب من تلك البلدان قال للمعلومية تقدم لدينا ملف قادم من أمريكا وكندا وأفضل من جامعتك هذه فلم نقبله ، ومع ذلك مازالت الجامعة ممثلة في شؤون أعضاء هيئة التدريس وإدارة الجامعة والتعليم العالي بوجه عام تاركوا له ولمثله أن يتحكموا بمصائر الشباب ، فأن تكف التعليم العالي عن هذا المشروع ان لم تأمن لهم وظائف خيرا لها من خلق أزمة بين الشاب ووطنه ، لأنه لن يرضى بالقليل في بلده وهناك بلد سيضمن له الرخاء وتحقيق الحلم[/JUSTIFY]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى