فتجد أكثر الافكار التي تدور في عقول الشباب افكار سلبية , فعندما يقول لك شاب في مقتبل العمر بانه لا يستطيع حضور مجالس والده لأنه صغير! فهذه الفكرة تبلورت في رأسه بسبب تربية فاشلة .
وفي الجامعة ترى الكثير من الشباب لا يحضرون دورات الجامعة ومؤتمراتها ومحاضراتها الجانبية ومع أنها تحمل فائدة كبرى لهم إلا أنهم لا يعيرونها اهتماما كبيرا ! وذالك بسبب عدم إقتناعهم بان الثقافة هي الحياة.
وبين أفراد الحي تجد أن أكثر الشباب توجهاتهم تنصب حول كرة القدم ونكت البلاك بيري وفي جلسة مغبرة على مقدمة سيارة تئن بالألم وطموحات لا تتجاوز ذالك المحيط الضيق.
فلماذا هذه الطموحات البسيطة ولماذا تكونت هذه الأفكار السلبية في العقول حتى أضحت جزء من حياتهم وأصبحوا لا يرغبون التغيير وكما قال المثل الشعبي (حمارك الذي تعرفه أفضل من حصان ما تعرفه) .
أعتقد بأن هذه الأفكار سببها الأول التربية , فتخيلوا معي لو أن الأب أخذ إبنه الصغير إلى المكتبة وأنتقى له كتبا تليق بعمره ليزرع فيه حب القراءة وبالتالي يفتح له الباب الأوسع للثقافة والمعرفة .
وبينما يكبر إبنه يأخذه إلى معارض الكتب والملتقيات الثقافية وعندما يرى النشء ذالك, سيحب تلك الملتقيات وعندما يكبر سيحضرها وبكل شغف .
وفي المنزل على الأب أن يتركه يحضر مجالسه مع أصدقائه ليتعلم كيفية الضيافة وحسن مجالسة الرجال وبالتالي ستكون ثقته بنفسه أكبر وشخصيته أفضل وأكمل .
وهذه الأساليب أساليب نبوية فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس الصبيان في مجلسه كـ عبدالله بن عباس وغيره ، ولاعجب إن غدا عبدالله ابن عباس مفتيا للمدينة في عمر الثامنة عشر, ويكون أسامة بن زيد قائدا لجيش فيه أبي بكر وعمر , وعمره حينها ثمانية عشر سنة .
التربية عنصر مهم في توجيه هؤلاء وتغييرهم , ولكن من يفهم , هل نربي الأطفال أم أننا بحاجة لتربية من أنجبوا الأطفال فالحياة الزوجية ليست انجاب طفل فحسب ! وإنما إنجاب وحسن تربية , فأنت ستكثر أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا التكثير لا يصدق إلا على النماذج المثلى والقادة العظام .
وبالنسبة للشباب الذين غرس فيهم هذا الفكر المتقهقر وهذا التوجه البائس , لاتيئسوا ولاتبكوا على اللبن المسكوب ، فباستطاعتكم أن تفعلوا الكثير, فما عليكم إلا أن تفتحوا نوافذ عقولكم, وتتأكدوا بانكم تستطيعون التغيير الى الافضل.
فأنتم قادة الغد , وأنتم سند الأمة , فعليكم أن ترتقوا بأنفسكم, وتواصلوا نهج الثقافة والمعرفة , وإذا أصبح هذا ديدنكم دائما فسيتجه العالم إلى غد أفضل وأجمل , بحضوركم وتألقكم في سموات المعرفة الخالصة.
قال الشاعر
[CENTER]شباب الجيل للإسلام عودوا ………… فأنتم روحه وبكم يسودوا
وانتم سر نهضته قديما. ……….. وانتم فجره الزاهي الجديد[/CENTER]
دمتم سالمين[/JUSTIFY]