المحلية

حارة جامايكا..وسوق الحرامية

[RIGHT][COLOR=#FF0045]حارة جامايكا..وسوق الحرامية![/COLOR] الصحفي المتجول : أحمد سعيد مصلح[/RIGHT]

قلت له ياصاحب أي الأسواق أفضل لشراء الأثاث وأدوات الكهرباء سواءً من ناحية جودة البضاعة أو رخص سعرها ..فأجابني قائلاً: عليك بسوق (الحرامية) ففيه تجد كلما تحتاجه من أثاث وأدوات كهرباء وإكسسوار وتحف وغيرها بأسعار معقولة !!

أصابتني الدهشة وأنا أسمع ولأول مرة بسوق يسمى(بسوق الحرامية) ولماذا سمى هكذا – وأين يقع هذا السوق الغريب؟ – فسألته وأين يقع سوق الحرامية هذا ياصديقي ؟ فأجابني أيضاً : أن (سوق الحرامية) هذا يقع إلى جوار حي (جامايكا )– مما زاد من حالة الدهشة التي أصابتني ..إذ هل من المعقول أن تكون لدينا أسواقاً وأحياء بمثل هذه المسميات (أسواق الحرامية واللصوص – وأحياء جامايكا)!!

أما سوق الحرامية وحارة جامايكا الذي يقصدهما صديقي فإنهما لايقعان ياسادة ياكرام في أدغال أفريقيا أو في جامايكا نفسها.. بل هي في مدينة جدة التي كانت تسمى عروس البحر الأحمر – للأسف !! ولكم سادتي سيداتي آنساتي عانساتي.. أن تتصوروا بأنه تم إطلاق مسمى سوق الحرامية على هذا السوق الشعبي نسبة لأن جميع معروضاته مسروقة حيث يقوم اللصوص بتسويق مسروقاتهم في المحال الواقعة في ذلك السوق الغريب الشأن – ومن الطرائف التي تحكى عن هذا السوق أن مواطناً كان يقوم بجولة في أرجائه فإكتشف بمحض الصدفة وجود بعض أثاث منزله الذي سرق منه قبل عامين معروضاً في أحد المحلات التجارية هناك كما أن إحدى السيدات من مرتادات هذا السوق قد إكتشفت فستان زفاف إبنتها الذي تم سرقته من منزلها معروضاً للبيع في أحد المحلات بذلك السوق !!– وقيل أن كلاً من تعرض لسرقة أثاث أو أجهزة وغيرها فإنه سيعثر عليها في هذا السوق الخطير .. والخبر الأطرف من ذلك أن أحد الأشخاص قد إشتري كأس خاص بكرة قدم فإكتشف فيما بعد أنه يخص أحد الأندية العريقة بالمنطقة الغربية وقد تم سرقته من النادي قبل عام ونصف !!

أما بالنسبة للأحياء مثل حي جامايكا وغيره إضافة إلى شوارعنا فإنها أخذت تحمل أسماء غريبة عنا فهناك لا مؤاخذة حي البنغالة وحي البروماويين وحي الصوماليين وحارة الهنود والتشاديين إلخ !! وقيل أن بعض الأحياء في جدة داخلها مفقود وخارجها مولود نظراً لخطورتها الكبيرة وفقدان الأمن فيها وسيطرة الوافدين عليها بعد إن إرتحل عنها المواطنين إلى أحياء أخرى وتركوها مرتعاً خصباً لعصابات المخدرات والمسكرات وبالتالي فإن من تقوده الظروف لزيارة تلك الأحياء والتجول فيها يظن نفسه في مناطق أفريقية فقيرة !!
أما بالنسبة لشوارعنا وماتحمله من أسماء فهو أمر أكثر غرابة – فهناك أسماء مجهولة لبعض الشوارع تحتاج إلى ترجمة لسيرة أصحابها ومن هم وماذا قدموا للوطن.. وقد قيل في هذا الشأن أن بعض الشوارع تحمل أسماء ساكنيها أو أسماء بعض العاملين في الأمانات والبلديات بما في ذلك القهوجي والسائق والمراسل !!

فقد قرأت أسماء لشوارع في جدة – مثل شارع(بسطويطي) وشارع( دسوقي حسنين) وشارع أحمد صقر وغيرها من تسميات – ولقد بحثت في الموسوعات وأمهات الكتب والمجلدات والمواقع الإلكترونية عن هذه الأسماء وأصحابها فلم أجد شيئاً يفيدني في ذلك مما تأكد لي أن هذه الأسماء أختيرت مجاملة – ولأبأس أن يحمل أحدها إسم شارع (عم عبده) وهو صاحب (كافتيريا ) تقع أمام مبنى البلدية تخليداً لذكراه العطرة وماقدمه من خدمات لمنسوبي البلدية من سندوتشات !

أما فيما يتعلق بشوارعنا التي تحمل أسماء لعلماء وعظماء وقادة – فإنني أقولها وبصراحة أنها إهانة بالغة لهذه الفئة من العلماء والفقهاء والقادة العظماء فمن غير المعقول أن يتم إطلاق أسماءهم على (زقاق غير نافذ) في حي شعبي مكدس بالنفايات والحفريات – فمن الصعب أن نطلق على شارع إسم القائد طارق بن زياد وهذا الشارع عبارة عن زقاق متصدع – ممتلئ بالنفايات والمنازل الشعبية .. وإذا إستمر الوضع على هذا المنوال فلا بأس أن نسمع غداً بتسميات غريبة لشوارعنا وأحياءنا وأسواقنا مثل حي الهوامير وحارة السقايين – وشارع الجرابيع – وسوق المتاعيس !!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى