لم يكن مدرب الأهلى جاروليم في هذه المباراة بكامل لياقته الذهنية، ولم يستطع قراءة الفريق الكوري بالشكل المطلوب، ولم يضع العناصر كتوظيف داخل الملعب بالطريقة التي تجعل من شكل الفريق مختلفًا. بغض النظر عن الخسارة أو الفوز، فلو عمل المدرب بخطة محكمة ووفق إمكانيات اللاعبين، وعمل على إحكام كل المنافذ الهجومية لدى الفريق الكوري أكبر وقت ممكن من المباراة، لأصبح الفريق الكوري تحت الضغط أمام جماهيره، كان من المفروض إشراك الجيزاوي واللعب بمهاجم واحد – إلى أن يمضي وقت كبير من دقائق المباراة – حتى يمتلك نجوم الأهلي الثقة الكافية لمهاجمة الفريق الكوري وخطف هدف المباراة.
لو أن جاروليم تابع مباراة الهلال مع أولسان في كوريا بالشكل الصحيح، ربما كان الوضع سيختلف وكانت النتيجة ستتغير، كلها عوامل ساهمت بشكل أو بآخر في فوز الفريق الكوري.
ويبدو لي أن مدرب الأهلى كان مرتبكًا وخائفًا من المباراة، وهذا ما انعكس على لاعبي الأهلى داخل الملعب.
أتصور أن المدرب المميز لا يظهر إلا في المباريات الكبيرة – وخصوصا النهائيات منها – وجاروليم أخفق أيما إخفاق.
كنت أتمنى أن يتوج مسيرته الجيدة مع الفريق الأهلاوي بلقب مهم كبطولة آسيا لكن – قدر الله وما شاء فعل-.
دائما ما نسمع عند أي خسارة عبارة: «الجميع يتحمل الخسارة»، وفي هذه المباراة تحديدًا أختلف مع هذه المقولة، وأقول خسارة نهائي آسيا يتحملها شخصان فقط: في المقام الأول مدرب الفريق جاروليم، ومهاجم الأهلي فيكتور سيموس الذي لم يقدم في هذه المباراة أي شيء يذكر، بل كان عونا للكوريين في الكثير من الكرات. خيل لفيكتور أنه يستطيع أن يقدم – وبمفرده – كأس البطولة لجماهير الأهلى، فقد دخل المباراة بحماس كبير وثقة زائدة وكأن البطولة لن تذهب للمملكة العربية السعودية إلا من خلال أقدامه، هذا ما كان واضحًا من سير المباراة.
أنا لا أنكر تفوق هذا اللاعب، ومقدرته على إحداث الفرق والتفوق لأي فريق يلعب له، لكن كرة القدم لعبة جماعية، ولن تصل لمرمى المنافس إلا من خلال عمل جماعي داخل الملعب، يبدو أن فيكتور سيموس نسي هذا الأمر في نهائي آسيا فكانت النتيجة مخيبه للآمال.
خسارة النهائي الآسيوي لا تعني أن الأهلى لم يقدم نفسه كبطل من خلال التصفيات، بل بالعكس تمامًا، كان الجميع مفرطين بالتفاؤل وبأن الفريق سيكون ندًا قويًا للفريق الكوري، وهذا نتيجة العمل الكبير الذي كان يحدث في الأهلى منذ سنوات.
قدم الأهلي خلال السنوات الماضية، وتحديدًا مع عودة الأمير خالد بن عبد الله، منهجًا رياضيًا مختلفًا وأسلوب عمل نموذجي، ولعل أهم ما تمخض عنه هذا العمل إنشاء أكاديمية الأهلي في سابقه هي الأولى من نوعها في كرة القدم السعودية.
أكاديمية تعمل على استقطاب المواهب، وصقل موهبتهم؛ حتى يكونوا دعامة رئيسة للفريق الأول، وها نحن اليوم نشاهد بعضًا من نتائج هذه الأكاديمية.
باختصار، وما يخص هذا الموضوع تحديدًا، فإنني أقول: إن الأهلي هو النادي الوحيد الذي سيحقق نسبة مرتفعة في الكفاية الذاتية، ولن تذهب أمواله في المستقبل القريب على شراء النجوم، فهو يملك من المواهب ما يكفيه لصناعة جيل مميز يحصد البطولات.
نهائي آسيا خطوة كبيرة نحو تاريخ جديد، يصنعه نجوم الأهلي في القريب العاجل، على شرط أن يستمر العمل، وأن تكون خسارة نهائي كأس اسيا هي النقطة الحقيقية لانطلاقة الأهلي آسيويا.
ما شاهدناه في النهائي من نجوم الأهلى لا يمكن أن نجعل منه كارثة كما فعل بعض الإعلاميين والجماهير، على الرغم أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، إلا أنه لا يجب أن نحمل الأمور أكثر مما تحتمل، فالأهلي لم يتمرس على مثل هذه الأجواء، وهو حديث عهد بها، خصوصًا وأن الأجواء التنظيمية كانت تصب في مصلحة الكوريين، وقد يكون التنظيم في أن تصبح المباراة النهائيه مباراة واحدة وعلى أرض الكوريين، أمر فيه الكثير من الغرابة والتعجب، فقد كان بإمكان الاتحاد الآسيوي فرض مباراتين ذهابًا وإيابًا حتى تكون الفرصة متكافئة بين الفريقين، ويتحقق جانب العدل والمساواة في بطولة قارية مهمة كبطولة آسيا.[/JUSTIFY] ودمتم بخير، ،