وبالمناسبة فقد كشف أحد المسئولين بالهيئة السعودية للمهندسين بالمملكة عن إكتشاف أكثر من ثمانمائة شهادة مزورة و15 ألف شخص دخل المملكة بمهنة مهندس وطبيب وأكاديمي- بينما شهاداتهم مزورة وغير صحيحة حسب قول هذا المسئول بعد أن أصبحت الشهادات والمؤهلات العليا بما فيها درجة الدكتوراة تشترى من (الدكاكين) ويسرني هنا ان أورد معلومة ذكرها لي شخص يقول عنها أنها ليست نكتة أو دعابة بل هي حقيقة وهي أن بعض الأفراد لدينا يمكنهم شراء شهادات دكتوراة في كافة التخصصات من حي(بني مالك )بجدة ولا غرابة أن نسمع بفرد وقد أخفق في شهادة الإبتدائية وقد حصل على شهادة الدكتوراة في علم النفس بين لحظة وضحاها ولكل درجة سعر خاص !والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو أن هؤلاء النفر من المهندسين قد أشرفوا إنطلاقاً من مهامهم ومسئولياتهم سواءً أكانوا يتبعون للقطاع العام أو الخاص في بناء منشئاتنا وجسورنا وسدودنا وطرقنا وإعتمدنا عليهم في كل مجريات حياتنا من مشروعات البنية التحتية وحتى محطات الطاقة والمياه- وهم على هذه الشاكلة من التزوير – فمن يتحمل أخطاء هؤلاء الجهلة المزورين وماهي الجهة المسئولة التي غضت الطرف عنهم ولم تقم بحماية المواطن والمقيم في هذه البلاد من خطر هؤلاء المزيفين المجرمين – وتركتهم يتعلمون الحلاقة على رؤوس القرع ..ومن هي الجهة التي إستقدمتهم في الأصل ولم تقم بفحص مؤهلاتهم وخبراتهم والتأكد من سلامتها قبل السماح لهم بالعمل .
والسؤال الآخر الذي يتبادر إلى الأذهان بهذه المناسبة السعيدة – هو كم حلاقاً أو سباكاً لدينا يمارسون مجال الطب وكم عدد المزارعين الذين يعملون أساتذة جامعيين وكم سائق حنطور يعمل اخصائي مختبر!
إنها مأساة حقيقية تحدث وهي أن لا يتم الإعلان عن الخلل إلا بعد حدوث الكارثة نتيجة السماح للمزورين وأصحاب المؤهلات والشهادات المضروبة بالعمل في مجالات لها علاقة مباشرة بأرواحنا ومملكاتنا ومستقبلنا وإطلاق أيديهم للإشراف على البنية التحتية عندنا ثم بعد ذلك نبكي على أطلالنا والأرواح التي فقدت ونندب حظنا على ماحدث من فواجع والأسوأ من كل ذلك هو عودة هؤلاء إلى بلدانهم بعد ان إكتسبوا خبراتهم في بلادنا وليعود الحلاق إلى صالونه والمزارع إلى حقله وسائق الحنطور إلى حنطوره ![/JUSTIFY]