سلطان الزايدي [/RIGHT] [JUSTIFY]لا يستطيع أحد أن ينكر بأن كرة القدم لدينا أصبحت إثارتها خارج المستطيل الأخضر، فما يحدث داخل الملعب فنيا أقل بكثير من الأحداث المتتالية التي تحدث خارجه بين أطراف كثيرة يتناوبون على تبادل الأدوار، إلا أن العنصر المشترك بين كل الأطراف المتنازعة والمتجادلة هو الإعلام الرياضي، لكن العجيب في الأمر هو تناول البعض للقضايا بشكل غير منطقي.
فعلى سبيل المثال إدارة الأهلي متمثلة في رئيس النادي تنفي تمامًا القيمة المالية التي دفعت في عقد أسامة هوساوي، وتعتبرها أقل بكثير مما ذكره الإعلام، إلا أن المصادر الإعلامية تؤكد بأن المبلغ صحيح.
قد أجد للجانب الأهلاوي العذر في ذلك، فلو صادقوا على ما ذكره الإعلام لأصبح الأمر في غاية الخطورة؛ لأنهم سيفتحون بابًا من الصعب إغلاقه للمطالبات المالية المرتفعة والتي قد تأزم الوضع المالي للنادي؛ لأن نجوم الفريق سيطالبون بذات السقف الذي منح لأسامة هوساوي، فهم أمام فرصة استثمارية لن تتكرر من أجل تأمين مستقبلهم أو الرحيل والبحث عمن يمنحهم السقف ذاته، ولن تكون هناك فرصة أفضل من هذه الفرصة حتى يحصلوا على ما يريدون؛ لأن الأهلي حالياً أكثر الأندية قدرة مالية، فإدارة النادي ورئيس أعضاء الشرف قادرون على دفع ما يريده أي لاعب خصوصا النجوم المؤثرون في الفريق كتيسير الجاسم والجيزاوي وغيرهم.
كان هم إدارة الأهلي وشغلها الشاغل أن تكسب توقيع أسامه هوساوي قائد المنتخب السعودي، ولم تنظر لأي جزئيات أخرى، وكان هم أسامة هوساوي الوحيد أن يحصل على العرض الأعلى ولا يعنيه من يكون الفريق الذي سيمثله، فانتظر المزاد حتى ينتهي بعدما أشعل فتيله وفي النهاية كان له ما يريد.
هناك نجوم قلائل يعرفون معنى الاحتراف ويفهمون كل بنوده ويسعون من خلال تلك اللوائح والأنظمة للاستفادة بأكبر قدر ممكن من مسيرتهم الاحترافية، أسامة هوساوي وأحمد الفريدي وسبقهم نجوم آخرون هم عنوان واضح للاعبين الأذكياء؛ لأنهم نجحوا فيما يريدون، وحصل كل واحد منهم على عقد احترافي مغري جدًا يضمن لهم مستقبلًا جيدًا، حضرت الفرصة واستثمروها بالشكل المطلوب.
في موضوع هوساوي تحديدًا كان الأهلي يحاول أن يبعث مسج معين لمجموعة معينة في الجانب الاتحادي، فالأمر لا يخلو من التعتيم والضبابية، كان بإمكان الأهلي التكتم على العقد وعدم الإفصاح عن قيمته كما حدث مع الفريدي ووكيل أعماله، وحدث مع لاعبين كثر سابقين لم يعلم الإعلام حتى هذه اللحظة عن قيمة تلك الصفقات السابقة، ولعل صفقة انتقال ياسر القحطاني للهلال خير دليل ممكن أن نستشهد به لإثبات هذه الجزئية.
إذن نستنتج مما سبق أن الأهلي تعمد إفشاء قيمة الصفقة، لكن لماذا تعمد الإفشاء؟! الأمر يحتاج إلى مزيد من الربط بين الأحداث والتحليل المتناغم بين كل تلك الجوانب المتعلقة بهذا الأمر حتى تصبح الصورة واضحة.
بهذا التصرف – ومن وجهة نظري – فقد قدم الأهلي فرصة ذهبية لمن يريدون إشعال الفضاء بقضية يكون طرفاها جماهير الأهلي والاتحاد، وقد تكون فرصة لمن يُجيدون استغلال المواقف والأحداث حتى يظفرون بما يريدون على المستوى الشخصي، فعندما ينجح أحدهم في تحويل حدث رياضي طبيعي ونظامي إلى أزمة على المستوى الجماهيري ويحقق ضجة إعلامية فهذا يعني له نجاح ارتبط بما قدمه، وقد يحقق من خلاله بعض المكاسب الشخصية دون النظر لأي اعتبارات أخرى قد تحدث بسبب هذا الأمر.
أخطأ الأهلي كإدارة في الأسلوب وطريقة التعامل مع حدث رياضي مهم كانتقال قائد المنتخب السعودي لهم إعلاميا وهي -وأعني هنا- إدارة الأهلي معنية بكل التبعات التي ممكن أن يفرزها تصرف كهذا من مشاحنات على الصعيدين الإعلامي والجماهيري ولعل الوضع الحاصل بين الأهلي والشباب يؤكد على ضرورة التعقل، فعندما تصل الأمور بين الأهلي والاتحاد لما وصلت له مع الشباب سيكون الوضع أكثر خطورة نظرًا للوضع الجماهيري والإعلامي الذي يحظى به الاتحاد قياسا بندرته أو قلته عند الشباب. الانزلاق خلف هذه الأمور وإعطاء الفرصة للمتربصين لن يخدم الرياضة السعودية في شيء بل سيزيد من مواجعها، وقد تشغلنا عن بعض الأعمال المهمة التي قد تكون سبب في تحسين الوضع وعمل نقلة جيدة في مسيرة العمل الرياضي.
أنا لا أتحدث هنا عن الصفقة وأهميتها من عدم أهميتها أنا فقط أناقش طريقة تعاطي الأهلي مع هذه القضية، فلم يكن تناولهم للقضية بالشكل المطلوب، وكانوا في غنى عن الظهور أمام الجماهير لنفي حقيقة هم سربوها بأنفسهم حتى تصل الرسالة للمعنيين بها.
قضايا كثيرة خاصة بالأندية واللجان والاتحادات لا يكون تناولها بالشكل المطلوب، وهذا الأمر يسبب إثارة إعلامية وجماهيرية وتأجيج للرأي العام دون أن يكون لها أي داعي، وقد تكون سببًا مباشرا في تعطيل بعض الأعمال المهمة التي تصب في مصلحة الرياضة السعودية، فالشوشرة لا تخدم الصالح العام بل تزيد من تردي الأوضاع.
ودمتم بخير،،[/JUSTIFY]