المحلية

بص ..شوف ..فلان بيعمل إيه

[RIGHT][COLOR=#FF0045]بص ..شوف ..فلان بيعمل إيه ؟؟[/COLOR] أحمد سعيد مصلح
[/RIGHT] [JUSTIFY] نصفق طويلاً ونهز رؤوسنا وكل جزء من أجسامنا بما في ذلك أكتافنا وأردافنا إعجاباً بالهدف الرائع الذي سجله اللاعب (طقها وإلحقها) في مرمى فريق كرة القدم الخصم.. ونطلق على هذا الهدف بالإنجاز التاريخي الذي رفع رؤوسنا عالياً بين سائر الأمم بما فيها هيئة الأمم المتحدة!! ..ونبدي إعجابنا وتبجلينا بالألبوم الغنائي الجديد ل (المطنب الصاعد والنازل هيصة أبو صياح ) وعنوانه (حبيبي كحيان) ونصف هذا الألبوم بالمعجزة وإنه إضافة عظيمة للوطن – ونصمت خاشعين إعجاباً لشاعرنا الفذ(طفيشان الجربوع ) أثناء إلقائه لقصيدة مكونة من لمائة بيت طين وعمارة !! ..ووسط هذه (المعمعة) من حالات الإعجاب والتكريم والتبجيل تجاه فئة لاعبي كرة القدم والمطربين وأمثالهم هذا عدا التنافس على تقليدهم والإهتمام بحياتهم الخاصة وتتبع أخبار زواجهم وطلاقهم وشجارهم مع الجيران ونوعية وألوان الملابس التي ظهروا بها ….في نفس الوقت نتجاهل أشخاصاً قدموا أكثر من هذه المنجزات لمجتمعهم ووطنهم وهم فئة الكتاب والمثقفين المبدعين والعلماء والمخترعين وأصحاب الإبتكارات وربما يكون مصيرهم الإصابة بجلطة في الدماغ نتيجة تجاهلهم ويموت الواحد فيهم وهو (مقهوراً فقيراً) لايجد حتى قوت يومه تكريماً له ولإنجازاته المنسية ولا يجد حتى مجرد عبارة (بص شوف فلان بيعمل إيه) التي يتمتع بها (اللعيبة والفنانين) من الجماهير الهادرة !! فسبحان مقسم الأرزاق – أناساً أرزاقهم بين أقدامهم ومن خلال صراخهم لتنهمر عليهم الملايين من كل حدب وصوب وآخرون (عصروا)مخهم كما يتم (عصر الليمون) حتى تحولت عقولهم إلى(طرشي ومخلل) من كثرة (العصر) ومع ذلك لايحصلون مقابل ذلك سوي على (الملاليم) أو شهادة تقدير من نوعية (بلها وأشرب مويتها)!!

(شوطة) كرة واحدة من قدم لاعب كافية لأن تدخله التاريخ من أوسع أبوابه وتدر عليه دخلاً يوازي مجموع رواتب موظف يقبضها خلال خمسين عاماً ظل خلالها (المسكين) يعمل ويكافح ويواظب على الدوام هذا عدا تجارة (اللعيبة) الذي يصل سعر اللاعب الواحد منهم في بورصة (ميكي ماوس) إلى ملايين الريالات – فبعد أن كان هذا اللاعب يمارس مهنة غسيل السيارات في الشوارع وكل مايملكه في هذه الدنيا هو( سطل الماء وقطعة القماش) الخاصة بغسيل وتلميع السيارات حالفه الحظ بعد أن شاهده مدرب أحد الأندية الرياضية بالصدفة وهو يلعب كرة القدم في الحارة فإختاره لأن يكون ضمن فريقه – وهكذا تحول من مجرد (غسال سيارات) إلى لاعب كبير يباع ويشتري بالملايين ويتدلل على القلوب – وتكفيه ركلة قدم واحدة وتسجيل هدف في مرمى الخصم ليصبح من أصحاب المال والجاه – أما حكاية مدربي مباريات كرة القدم فهي الأخرى عبارة عن بنوك متحركة – فرواتب مدرب كرة قدم لعامين فقط تزيد على رواتب وزير لعشرين عاماً !!

والمطربون كذلك حدث ولاحرج ..فحينما يكتشف المطرب(نباح) أن بإمكانه الصراخ فما عليه سوي إقتحام سوق الفن والطرب من أوسع أبوابه (ليطنبنا) ويهاجمنا بأطنان مطنطة من ألبوماته الغنائية بدءاً من ألبوم( يامطرة حطي حطي) وإنتهاءً بالبوم (رقصني ياجدع) فبعد أن كان هذا المطرب(داشراً في حارته) يبحث عن قطعة رغيف بين أكوام النفايات يتحول بقدرة قادر وعن طريق ألبوم غنائي واحد يقدمه إلى حالة إعجاب ومن أصحاب الثروة والجاه وشركات الإنتاج الفني .. أما الثروة الثالثة أيضاً فهي من نصيب أصحاب أوراق العمل وهم أولئك الأشخاص الذين لايتركون محفلاً أو مناسبة إلا ويشاركون فيها بما يطلقون عليه بأوراق عمل نشاهدهم يعتلون المنابر ويصرخون(كالديكة) فمقابل كلمة مدتها نصف ساعة يقبض الواحد فيهم (بلاوي) تتجاوز مايقبضه موظف مكافح مجد لعام كامل!!

أما فئة الكتاب والمفكرين والعلماء والمخترعين فقد كتب عليهم الشقاء والبحث عن المتاعب وليتهم يحظون ولو بجزء ضئيل من تكريم نالته ركلة قدم لاعب أو صرخة مطرب أو تهريج صاحب ورقة عمل من فوق المنابر وصدق من قال ( الدنيا إن أقبلت باض الحمام على الوتد وإن أدبرت بال الحمار أكرمكم الله على الأسد )!![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى