حيث كانت كل قبيلة في الجزيرة العربية تمثّل دولة مستقلة لها حكمها المستقل وفرسانها ونطاقها الاجتماعي الخاص فهي تعيش على التناحر والتنافر والتباعد بسبب قلة الوعي الديني وتفشي العصبية القبلية وبعض العادات الجاهلية وبالمقابل هناك بعض الصفات التي تعتبر ميزة جميلة تميز بها العرب درجوا واعتادوا عليها .
ولكن بعد توحيد هذه القبائل على يدي الملك عبد العزيز يرحمه الله تحت مظلة دولة واحدة زالت تلك المظاهر الجاهلية وبقيت الجيدة منها التي تدعو للتسامح والتقارب .
وللعلم لا زال هناك تحت الرماد نار مشتعلة في بعض القلوب الضعيفة التي تظهر بين الحين و الأخر في صور مختلفة
ربما تتشابه بعض القبائل في عادتها وتقاليدها وموروثاتها الشعبية ولكن الاختلاف في بعضها الأخر حاصل لا محالة .
ومن الأمور المهمة سواء في السابق من الأزمان أو اللاحق – التعصب القبلي المقيت – الذي يعد ظاهره كبيرة الآن .
لكون ذلك دعوة جاهلية جاء الإسلام فنفها و أمر بعدم التعامل بها ولنتعرف على هذا الموضوع سوف أركز على نقاط معينة لتوضيح مساوئ العصبية القبلية ابدأها بمعناها و هي التفاف شخص حول قرابته وأنسابه ومجتمعه وإقصاءه للآخرين بنظرة دونية لهم دون اعتبار لدينهم أو أخلاقهم أو علمهم
وحسب ما أراه انه لا يوجد دليل محسوس بأن هناك تعصب يولد مع الإنسان ولكن نستطيع القول بأن هناك استعداد فطري لاكتساب فكرة التعصب بسبب ما يحمله من الجينات الوراثية لعائلة متعصبة وكونه يعيش في بيئة خصبة لتنمية فكرة التعصب .
والتعصب في مجتمعنا يمكننا أن نعزوه للأسباب التالية :
• يوجد هناك من حصل على شهادات عليا ولكن عندما يأتي الكلام عن القبيلة وما يدخل في مفهومها فإنه يتناسى أو ينسى الوازع الديني ويقدم المعتقدات الاجتماعية باسم أن ذلك من علوم الرجال .
• طغيان فكرة القدح في الأنساب والانتقاص من الآخرين وذلك يشمل الجاهل والمتعلم .
• الإيمان بان القبيلة هي المشرع لكافة أمور الحياة الاجتماعية والخروج عن ذلك يعتبر انتهاك صارخ حتى ولو كان خروجا بنص شرعي يخالف أعراف القبيلة .
• المؤثرات الإعلامية الحديثة التي تسببت وخلقت أزمة بين الناس ( مسابقات الشعر – مزاين الابل ).
• ضعف الانتماء الوطني برغم جهود الدولة الحثيثة لتوحيد الصف والكلمة .
فجاءت العصبية في صور عديدة من اهمها الافتخار بالآباء والاعتزاز بالانتماء القبلي والطعن في أنساب الناس وأصولهم واحتقارهم
واستنقاصهم وإقصاءهم والتقليل من شأنهم سواء والحطّ من قدرهم لكونهم لا يوكافؤن المتحدث
وهذا أمر منكر يدل على ضعف الإيمان وخور العقل فليس الانسان من اختار لنفسه نسبه او علمه او ماله او جاهه.
لذلك ترتب على تلك الأسباب أثار سيئة للتعصب انعكست على حياة المجتمع وهي كالتالي :
1. إثارة الحمية الجاهلية المندثرة .
2. دعوة للتفرقة المجتمعية .
3. الإعانة على الظلم .
4. تفشي الجهل .
5. براءة الإسلام من المتعصب .
6. تفويت الحقوق على البعض .
7. انتشار الكره والبغضاء بين الناس .
8. المساهمة في خلق العداء وانتشار الجريمة .
9. الدعوة إلى التفرقة التي حرمها الإسلام .
10. تفشي البطالة و العنوسة لأن كل مجتمع سيبحث عن مصلحته فقط .
لذلك نحن نحتاج الى وقاية وعلاج حتى ولو كان ذلك الامر فيه صعوبة لعدم تقبل البعض له ولكن لعل الله يهدي الجاهل ويرد الضال الى جادة الصواب لأن التعصب النسبي من أسوء التعصبات التي لا اعتبار لها في الدين بل جاء ليحاربها لأنه أتى بنسب واحد وهو الإسلام .
نحن نؤمن بالاعتزاز و الانتساب لأسرة وقبيلة معينة
ولكن ليس بانتقاص الغير واحتقارهم وإقصاءهم لكونهم اقل نسبا لأنه من الأمور التي تولد الحقد والبغضاء والثارات .
لذلك من الواجب على المسلم
1 – إظهار ما كان عليه الرسول وصحابته من التواضع وجمال الدين .
2 – إصدار الفتاوى الشرعية التي تعالج الموضوع وتحارب التعصب.
3- أن يكون العلماء وطلبه العلم قدوة في ذلك لأنه للأسف وجد منهم من يدعو له .
4- المعالجة التربوية للأبناء من خلال الأسرة والمدرسة والمسجد .
5 – تسخير وسائل الإعلام لتوضيح أثارها السلبية .
[/JUSTIFY]