إنها المعجزة الإلهية أن أسمع الله صوت خليله إبراهيم عليه السلام مَن شاء من عباده ممّن كُتب لهم أن يحجوا. فهيّأ لهم السبل، ويسّر لهم أداء هذه الشعيرة براحة وطمأنينة، وأمن وسلام. فمنذ ذلك التاريخ ووفود الحجيج تتوافد على البيت العتيق زرافات وجماعات استجابة لدعوة إبراهيم الخليل، وامتثالاً لأمر الله عز وجل. وكما هو معلوم أن الحج والعمرة شعيرتان عظيمتان في حياة المسلم لما فيهما من الأجر العظيم، وتكفيرًا للذنوب والخطايا. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ([COLOR=darkblue]العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة[/COLOR]) متفق عليه.
إنها النفحات الربانية التى ينشرها رب العزة والجلال للعباد في هذه المواسم المباركة.
قال أمير الشعراء أحمد شوقي في تجسيد موكب الحجيج:
عليك سَـلام الله في عَـرفـاتِ
ويوم تُولّي وجْهـة البَيت ناضـرًا
وسـيمَ مجالى البشر والقَسـماتِ
على كل أفق بالحجـاز مَـلائـك
تَـزف تَحـايـا الله والبـَركاتِ
وفي الكعبة الغرّاء ركـن مُرحّب
بكعبة قُصّــاد وركــن عُـفاةِ
وما سَـكب الميزاب مَـاءً وإنّما
أفاض عليك الأجْــرَ والرّحماتِ
وزمزم تَجري بين عَينيك أعْـينًا
من الكوثـر المعسُـول مُنفجراتِ
لك الدين يا رب الحجيج جمعتهم
لبيت طَهُور السّـاح والعَـرصَاتِ
أرَى الناس أصنافًا ومن كل بقعة
إليك انتهوا من غُـربـة وشَـتاتِ[/COLOR]
ومن فضل الله عز وجل أن اختص أهل هذه البلاد حكومةً وشعبًا لخدمة حجاج بيته العتيق، مهوى أفئدة الناس في مشارق الأرض ومغاربها. وإن ما تشهده المشاعر المقدسة في كل عام من تحسينات ومشروعات تطويرية بما في ذلك توسعة الحرمين الشريفين، يؤكد على الاهتمام منقطع النظير لما توليه حكومتنا الرشيدة لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي هذه الديار المقدسة.
نسأل المولى الكريم لضيوف الرحمن حجًا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا، وعودًا حميدًا إلى ديارهم وأهلهم سالمين .[/JUSTIFY] [ALIGN=LEFT][COLOR=crimson]عبدالرحمن سراج منشي[/COLOR] مكة المكرمة[/ALIGN]