وكان من بين من التقيت به في حياته العملية رجل عسكري التقيت به لأول مرة وهو برتبة نقيب وتوطأت العلاقة معه بشكل سنوي كلما جاء إلى مكة المكرمة زائرا أو مكلفا بالعمل خلال موسم الحج وفي كل مرة أزوره أجد أن مكتبه لا يخلو من هذا وذاك فظننت أنهم بالأصدقاء الأوفياء له .
ولقلت الحضور فقد سنحت لي الفرصة بالحديث معه ساعات لأجد أنه يقول إن التقاعد يكشف لكل إنسان معادن الأوفياء وأصحاب المصالح .
ولم يكن هذا المتقاعد الذي وصل إلى رتبة لواء هو الوحيد من الذين يتسابق نحوه أصحاب المصالح فالبعض من رجال الأعمال الملتزمين بصدق كلماتهم نراهم بعيدون عن الأضواء في أحيان كثيرة وحينما سألت أحدهم عن قلة أصدقائه في المجتمع وما إذا كان بعيدا عنهم ويتعامل بلغة الكبرياء والعلو ؟
فرد قائلا : ان هناك أصدقاء أوفياء وآخرون من أصحاب المصلحة وهؤلاء مصلحتهم مرتبطة بالدفع أي أنهم يتقربون لاعتقادهم بأن هذا التقرب يمنحهم ما لايستحقون وحينما رفضت منحهم أي مبلغ مالي وجدتهم يبتعدون الواحد تلو الآخر فحمدت ربي أنه كشف أمرهم مبكرا .
فهل غدا الأصدقاء أو من يدعون الصداقة مرتبطين بالمصالح الخاصة فيتنقلون بين هذا وذاك ؟
إن كانوا كذلك فادعوا الله سبحانه وتعالى أن يصرفهم عني لأنني لا أقبع بمركز قيادي ولست من رجال المال والأعمال .
وليت البعض من الوزراء يدركون أن يقفون اليوم أمام أبوابهم راجين خدمتهم يدركون أن وقوفهم مرتبط بالمركز أما غدا فلا يجد معاليه من يرد له السلام .[/JUSTIFY]