المقالات

ميزانية الخير

عاش الشعب السعودي في الفترة الأخيرة فرحتين أولاهما شفاء خادم الحرمين الشرفين بعد العملية الجراحية وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك التلاحم والمحبة التي يكنها جميع أبناء الشعب السعودي لمليكهم الذي بادلهم حبهم حباً واستشعر احتياجاتهم وطلباتهم وعمل على تنفيذ كل ماهو في صالح الوطن والمواطنين , ثم كانت الفرحة الثانية صدور الميزانية التي تعتبر أكبر ميزانية مرت على تاريخ المملكة وكان تأكيد الملك على الوزراء بقوله ( مالكم عذر ) مما حمل الوزراء والمسؤولين كل في مجاله مسؤولية صرف اعتمادات الميزانية بما يحقق الرخاء والتنمية للمواطنين والوطن .

نعلم دون شك أن هناك من يحاول التقليل من أهمية الحدث والتشكيك في حقيقة صرفه وتكبير الأخطاء والتأخر في المشاريع ليظهر وكأن الخلل كبيرا بينما لو نظرنا بعدالة ومصداقية لرأينا أنه رغم مايشوب الكمال من قصور إلا أننا نمر بتطور هائل ونعيش عصر المشروعات في كل مدينة وبلدة فكل مدينة نمر عليها نجد أعمال البلديات والمياة والكهرباء والطرق تزعجنا التحويلات وكثرتها ونتضايق من كثرة الزحام بسبب الحفريات بينما هذه المزعجات ستكون نتائجها لصالح الوطن والمواطن وفي سنوات قليلة سنشاهد الفرق الهائل والنقلة الكبيرة في حياتنا اليومية بإذن الله .. ولو نظرنا الى الماضي القريب وقارناه بما وصلنا اليه الآن مقارنة موضوعية لرأينا أن الحال أفضل كثيراً عما كان عليه .

إن البناء الشخصي والأحياء الجديدة التي ظهرت في كل مدينة حتى أصبحت مدنا ملحقة بمدن لا تدل إلا على الخير بإذن الله تعالى وأن أغلب المصروفات في الميزانيات السابقة كانت في مكانها الصحيح .. مدارس بنيت ومستشفيات أنشئت وطرق وجسور وكباري استحدثت ومنشآت خدمية تكونت كلها تصب في صالح المواطن ..

كلنا يخشى الفساد ويتكلم عنه لكننا على ثقة أنه في سبيله إلى النهاية بإذن الله تعالى حيث أصبح الجميع مراقبا لأوجه الفساد ولم تعد تخفى على المواطن العادي خبايا الأمور .. كما أننا نطمع إلى الزيادة من الخير دائما ونطلب تحسين الأحوال المعيشية ونتمنى الضرب بيد من حديد على الغلاء الذي يزيد يوما بعد يوم إلا أن كل هذا لا يجب أن يعمينا عن حمد الله وشكره وعن الإعتراف بما نحن فيه من الخير .
نسأل الله أن يديم على وطننا أمنه وأمانه , وأن يزيدنا من فضله وكرمه .

علي بن ضيف الله الزهراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى