[/RIGHT] [JUSTIFY]هو مجرد موظف بسيط يعمل في إحدى المؤسسات الوطنية المعروفة.. بوظيفة عامل في قسم الأرشيف..وبرغم أنه كثير الغياب والتسيب والهروب أثناء الدوام الرسمي.. ولم يكن لديه مايعطيه لوظيفته وعمله سوي التعب وإهدار الوقت في (الرغي عبر الهاتف وسماع الأغاني وتحويل المكتب إلى مطعم بخاري وتبادل النكات والتعليقات على مباريات كرة القدم )لأن فاقد الشئ لايعطيه كما هو معروف.. إلا أنه حظى بترقيات أسرع من الصوت (نفاثة) حيث قرر المسئولون في الشركة مضاعفة راتبه أضعاف أضعاف خلال عامين فقط.. الأمر الذي أصاب زملائه في العمل بنوبة إحباط وتذمر حتى أن بعضهم ترك العمل مرغماً إحتجاجاً على مايحدث تجاه هذا الموظف الخمول من عمليات تكريم وصفوها بالظلم . إذ كيف يتصف شخص بكل هذه السلبيات من تسيب وضرب رقم قياسي في الغياب و(الزوغان) أثناء العمل ومع ذلك تتم ترقيته إلى رئيس قسم مهم بالمؤسسة يأمر وينهي ويعامل زملائه وكأنما هم قطيع من ……. ..!!
ثم فوجئ الجميع بإنقطاعه عن العمل دون عذر أو مبرر نظامي ولفترة تتجاوز الشهر ..دارت حينها أقاويل بين الجميع بأن رؤسائه في العمل قد دبروا له إجازة مرضية مفبركة ونظراً لأن الجزاءات والنظام لايطبق على مثل هذا النوعية من التحف البشرية .. فقد عاد إلى عمله عزيزاً مكرماً وسط حفاوة رؤسائه ولتنتظره الزيادات والمكرمات وكأن شيئاً لم يكن !! ثم مالبث بعد فترة قصيرة أن ترك العمل ليلتحق بوظيفة أعلى من مستواه ألف مرة في شركة أخرى ..وتكرر نفس السيناريو خلال عام واحد بغيابه وتسيبه في العمل وإنتداباته في مشارق الأرض ومغاربها تحت ذرائع مختلفة تارة يقال بأنه في دورة وأخرى مشاركاً في مؤتمر .. أى (عشرة أشهر مؤتمرات وملتقيات وندوات وشهرين فقط دوام رسمي) ومع ذلك كله لم يتم تطبيق النظام بحقه كفصله أو الحسم عليه لأن النظام يطبق على (الغلابة المتاعيس) من الموظفين ويستثني مثل هؤلاء الصبية المبجلين – وليختفي لمدة عام كامل .ثم عاد مرة أخرى إلى الأضواء ولكن في هذه المرة إلى عمله السابق في المؤسسة بوظيفة مدير …….. تكريماً له ولتفانيه في الغياب والتسيب يعني بصراحة رغم غيابه وتسيبه وإهماله وفشله ومع ذلك يتم تكريمه بدلاً من معاقبته (وليتدلل على قلوب المسئولين) بعدها علم الجميع بأن سر غيابه كان بسبب توقيفه في السجن بتهمة أخلاقية( خريج كلية السجون) بإمتياز مع (مرتبة ومخدة وبطانية الشرف) !!.
ووسط حيرة الجميع بما يحدث وبينما الكل يعيش حالة إحباط نتيجة هذا المسئول(المدلل) وتساؤلات الجميع عن اللغز الذي يجعل هذا الصبي (الدلوعة) يحظى بكرم الوفادة والوظائف المرموقة وأسئلة كثيرة تدور في أذهان الجميع: ترى من يقف وراء هذا الشخص ؟؟ وهل هو قريب لأحد كبار المسئولين ..أم ماذا ؟؟؟
ولم تدم حيرة كلاً من يعرفه ولايعرفه طويلاً حينما أدركوا أن السر في كل هذا هو وجود إمرأة تقف وراء هذا الموظف وتسانده – (عمته ناقة) في هذه المرة وليست (بعيراً)!! تلك السيدة هي شقيقته التي ترتبط بعلاقات صداقة وثيقة مع زوجات بعض المسئولين وهي سر حمايته وجعله يقفز (كالسعادين) من وظيفة لأخرى!!
كثيرون هم اليوم من يتبوأون مناصب لايستحقونها ويرتدون ملابس غير ملابسهم– فنجدهم رغم فشلهم وإخفاقهم وصغر سنهم وهزالهم الفكري وتفكيرهم الأهوج يتقلدون مناصب أكبر منهم حجماً ومقدرة ليتضح فيما بعد أن السر وراء ذلك هو (سيدة) وصدق من قال أن وراء كل عظيم إمرأة والتي بإمكانها تحويل الزير إلى وزير والوزير إلى زير في حال ما غضبت عليه ..وياحظ من (عمته ناقة وبخاصة من طراز مزايين الأبل)!! !![/JUSTIFY]